
تطالعنا وسال التواصل الاجتماعي بين الحين والآخر بصورة ذئب تم قنصه في البر بسبب تعديه الدائم على “الحلال”، وتماديه وتجاوزه وتخطيه للحدود الحمراء.
أما آن لذئب الأسهم أن يوجه له أحد الرماة المهرة رصاصة ليكسب في الآلاف الأجر والثواب؟
هذا الذئب مستمر منذ أكثر من 20 عاماً، يتلاعب في ميزانيات ورقية أشبه بقطع “الدومينو”، محترف في التزيين والتضبيط كما لو كان “ميكاب أرتيست” أو فنان في صالون، كوافير محترف في الصبغ والتلوين والعناية والتصفيف وعمل الخصلات وتشذيب الأطراف.
هكذا يعيث هذا الذئب فساداً في “الميزانيات” المفخخة، والتي تساقطت في نهاية المطاف الواحدة تلو الأخرى، وجرفت معها الآلاف من الضحايا، فيما الناجي الوحيد هو الذئب ومعذب الذئب، الذي كان دوره فقط جني الأرباح وحصد الملايين والمكافآت، واستدخال “الأصل والعقد الزين”، والشينة يرميها على ظهر الشركات وملاكها “المساكين”، ليس من الأقليات فقط، بل حتى الأغلبية، فكل شركاته الورقية يعتمد في التحكم فيها على النظام الياباني العنكبوتي، في وضع فريد عجيب غريب، حيث المتحكم والمدير والفائز بالعنب هو الأقلية ،فيما الأغلبية لهم التدوير الوقتي فقط، و”جمرة اللهب” تحرق من يأتي في آخر الطابور.
الأمر المثير والغريب أن هذا “الذئب” لا زال في عمره بقية، لذلك نجا من كثير من الرصاص الذي أطلق حول رأسه، بالرغم من أن جميع من حوله أصيب، لكن “كبيرهم الذي علمهم السحر” لا زال يتخفى وراء بعض النواطير الذين انتهت صلاحياتهم ويبحثون عن وجاهة زائفة، وارتضوا على أنفسهم بعد أن وصلوا إلى أرزل العمر أن يكونوا “ممشة زفر”.
فساد ذئب الأسهم التاريخي منذ 20 عاماً ما تشيليه “البعاريين”، فكل الجهات الإشرافية أصابته وأدانته بأبشع الملاحظات والمخالفات، لكنه حتى الآن جلده سميك، ويستوعب الغرامات والجزاءات والشطب من السجلات إلى آخر الإدانات حتى تكسرت أجنحته، ولم يتبقَّ له إلا جناح واحد يقاوم ويعافر به.
النهج واحد منذ 20 عاماً، لم يكتفِ ولم يشبع أرباحاً، رغم أن كل من حوله ممن استفادوا من ممارساته، قد استقاموا والتزموا، لكنه حتى الآن يمارس حفلات “الزار” كما هو، لا يريد أن يستقيم أو يتوب عن ممارساته، غير عابئ بدعوات من تبددت أموالهم، ومن لحقت بهم الخسائر الجسيمة، وهو الذي استأجر يوماً ما مرتزقة للتشنيع والانتقام من شركاء السابق، وحلفاء سنوات العز في عهد الإمبراطورية.
الجميع أصابه رصاص موجه بدقة، وآخرون أصابهم طشار الرصاص الطائش، إلا هذا الذئب المتمترس وراء جيش من النواطير وعشرات من “ممشة الزفر”، فهل حان وقت الرصاصة أو اقترب، حتى يستريح العباد والبلاد؟
هذا الذئب قد توحش واستفحل، ولو تُرك أكثر من ذلك فلن تنفع معه رصاصة واحدة، بل سيحتاج إلى “خزنة” كاملة، وقلب جريء، وفريق محترف يطوق عنقه، قبل أن يقوم بتعبئة السفينة مرة أخرى ويغرقها بالضحايا الأبرياء في عرض المحيط.
أخيراً، من ينتظر أن يستقيم الذئب ويصبح حمل وديع واهم واهم.
اللهم قد بلغت! اللهم فاشهد!




