يوم الاتحاد.. قصة وطن يكتب المستقبل
*بقلم: عبدالله عنايت
W7Worldwide للاستشارات الاستراتيجية والإعلامية
في الثاني من ديسمبر، تتجدد المشاعر الوطنية في الإمارات، وتتزين المدن بالأعلام والألوان الزاهية احتفاءً باليوم الوطني الـ 54، ذكرى إعلان اتحاد الإمارات السبع عام 1971م، ذلك الحدث التاريخي الذي أرسى دعائم دولة شابة أصبحت نموذجًا عربيًا وعالميًا في التنمية والابتكار.
تحت شعار هذا العام “مُتحدين”، يلتف المواطنون والمقيمون على أرض الإمارات حول قيم التلاحم بين القيادة والشعب، والعمل بروح الفريق الواحد لصناعة مستقبل أكثر إشراقًا. إنه يوم تتعانق فيه أمجاد الماضي مع إنجازات الحاضر، وينبض فيه قلب الوطن بالفخر والانتماء، وتصدح فيه الأغاني الوطنية في الميادين، بينما تحتضن الساحات ثقافات العالم في لوحة واحدة تحكي قصة الإمارات.
اليوم الوطني للإمارات ليس مجرد احتفال سنوي، بل منصة لتجديد العهد بالمضي قدمًا في مسيرة البناء، وفرصة لعرض إنجازات الدولة أمام العالم عبر منظومة إعلامية احترافية وثقت منذ قيام الاتحاد كل خطوة في مسيرة النهضة.
الإعلام الإماراتي، بدءًا من الصحافة الورقية والإذاعة وقنوات التلفزيون، وصولًا إلى المنصات الرقمية وتقنيات الذكاء الاصطناعي، لعب دورًا محوريًا في صياغة صورة الدولة وتعزيز حضورها الدولي. واليوم، تتجاوز التغطيات الإعلامية نقل الأحداث إلى صناعة سرديات وطنية مؤثرة، وبناء صورة ذهنية راسخة ترتبط بالتميز، والابتكار، والانفتاح، مع القدرة على مخاطبة مختلف الثقافات واللغات برسالة متسقة ورؤية موحدة.
كما يمثل اليوم الوطني موسمًا مهمًا للعلاقات العامة الوطنية، حيث تُصمم الفعاليات لتجمع الجمهور المحلي والعالمي، وتستثير الفخر الوطني من خلال العروض التراثية، والمبادرات الثقافية، والحملات الرقمية التي تتيح المشاركة الافتراضية عبر تقنيات الواقع المعزز والميتافيرس. ويساهم هذا التوجه في إيصال رسالة الإمارات إلى كل بيت في العالم، بأسلوب عصري يدمج بين الأصالة وروح الحداثة، ويحافظ على الهوية الوطنية.
وفي قلب هذه المسيرة المشرقة، تتجلى العلاقات السعودية–الإماراتية كركيزة أساسية للتعاون الخليجي والعربي. فالبلدان الشقيقان يجمعهما مصير مشترك وروابط تاريخية، وشراكات استراتيجية شملت السياسة، والاقتصاد، والثقافة، والمبادرات الإنسانية. وفي كل المحطات، وقفت الرياض وأبوظبي جنبًا إلى جنب لدعم الاستقرار الإقليمي، وإطلاق مشاريع تنموية تعود بالنفع على شعوب المنطقة، مؤكدة أن توحيد الإرادات يعزز قوة الخليج ويصنع الفرص أمام التحديات.
إن الاحتفال باليوم الوطني الرابع والخمسين ليس استذكارًا للماضي فحسب، بل انطلاقة نحو المستقبل، في ظل رؤية الإمارات 2071، التي تهدف إلى أن تكون الدولة ضمن الأفضل عالميًا في الابتكار وجودة الحياة بحلول مئوية الاتحاد. وبرعاية القيادة الحكيمة، وتلاحم المواطنين، ودعم الإعلام الفعال وإدارة العلاقات العامة بكفاءة، تمضي الإمارات بخطى ثابتة نحو مئوية تليق بتاريخها ومكانتها، لتظل منارة نجاح للأجيال ووجهة أمل لكل من يؤمن بأن الاتحاد هو بداية كل إنجاز عظيم.
ختامًا
يذكّرنا اليوم الوطني الإماراتي بأن الاتحاد يمثل سر القوة، وأن التلاحم بين القيادة والشعب هو أساس النجاح، فيما تشكّل الأخوة الخليجية، وعلى رأسها الشراكة السعودية الإماراتية، دعامة رئيسية للأمن والاستقرار في المنطقة.




