البراعم الخضراء تعود للظهور في البورصة

الثقة حاضرة لكن إرهاب الآلة العسكرية يربك القرارات
شركات استعادت بريقها سريعاً رغم حجم الضغوط.
صغار المستثمرين قلقون بسبب محدودية مواردهم المالية.
كبار اللاعبين واثقون في مستقبل البورصة ونتائج الربع الثالث.
كتب بدر العلي:
عادت البراعم الخضراء تزين أسعار الأسهم المدرجة بشكل متفاوت، بعضها جاء بمكاسب كبيرة. وجزئيا عوضت البورصة والقيمة السوقية جزء طفيف من الخسائر التي مني بها السوق خلال المرحلة الماضية والتي فاقت 3.5مليار دولار تقريبا.
البراعم الخضراء أطلت من السوق الأول الذي يحوي أسهم البنوك التي تمثل عمق السوق ورمانة الميزان وعنصر الثقة الأول، لا سيما وأنها تحوي استثمارات مؤثرة لمستثمرين أجانب مؤسسين، ومن جهة أخرى تضم ملكيات بقيمة سوقية ضخمة وثقيلة لكبار المستثمرين في السوق عموماً.
السوق الأول حقق مكاسب بقيمة 145.8 مليون دينار عكست الرغبة والإقبال على الاستثمار، لكن الحذر لا يزال يسيطر على القرارات، خصوصاً وأن المكاسب محدودة ولم تضاه حجم التراجعات والخسائر.
لكن إجمالا السوق يمر بمراحل في مثل هذه المطبات الاضطرارية التي تغير مسار السوق قسرياً، أولها مرحلة الاستقرار والتماسك ثم مرحلة استعادة الاتجاه الإيجابي والصعود.
مراقبون ومدراء استثمار أجمعوا على أن ردة الفعل السلبية غالبا َ ما تكون مبالغ فيها، حيث يخرج أمر التقييم والتقدير الحقيقي للواقع عن مساره ومجراه. وفي كل التجارب السابقة الخسائر السريعة في يومين أو ثلاثة تأكل مكاسب شهر أو ربع كامل، فمقابل خسارة السوق لنحو 1.2 مليار دينار كويتي عوض السوق ما نسبته 12% فقط من الخسائر تقريباً.
منذ الأزمة المالية العالمية، أثبتت التجارب أن المستثمر طويل الأجل الذي ينتقي السهم وفقاً لمؤشرات ونتائج ومجلس إدارة ونموذج عمل هو الذي يحصد المكاسب، لأن ما عدا ذلك غبار وسيترسب كما كان الحال خلال جائحة كورونا، حيث نجحت على سبيل المثال البنوك في تقديم أعمالها وخدماتها طوال فترة الأزمة، وبالرغم من تأثرها نسبيا إلا أنها حافظت على مستويات أرباح جيدة ووزعت عوائد للمساهمين.
من الواضح أن ملف التداعيات الجيوسياسية سيأخذ منحنى متعرج ما بين الصعود والهبوط وفقا لمجريات كثيرة على أرض الواقع، وستبقى الأسواق رهينة للأوضاع وحالة عدم الاستقرار وفقاً لتعرج حالة الأزمة السياسية الراهنة على الساحة الإقليمية، لكن الكويت ليست ساحة حرب ولا يد لها في أي ملف سوى بالخير، والأغلبية المطلقة من أعمال الشركات ومناقصاتها من السوق المحلي يليه السوق العالمي.
الانتقاء للأسهم الجيدة هو الخيار الأفضل والأصوب حالياً، والشراء يجب أن يكون وفق تقييم شامل أخذاً في عين الاعتبار سمعة مجلس الإدارة، وكذلك الشركات التي فيها ملكيات واضحة وبنسب مؤثرة وجيدة، في ظل شركات تدار من قبل موظفين لا يملكون سوى نسب طفيفة جداً ويعتمدون على التوكيلات أو تمرير الجمعيات وفق قاعدة الجمعية الأولى تأجيل والثانية بمن حضر.
التزامات الشركات بالتوزيعات النقدية في ظل الظروف الحالية، واستمرار الشراء من جانب كبار المستثمرين والملاك، هي مؤشرات يجب أن تؤخذ في إطارها ونطاقها الإيجابي.
وفي ختام تعاملات السوق تباينت المؤشرات الرئيسية لبورصة الكويت تزامناً مع تصدر بنك بوبيان نشاط التداولات على كافة المستويات، وذلك رغم استمرار التوترات الجيوسياسية في المنطقة ترقباً لرد جيش الاحتلال الإسرائيلي على الهجوم الإيراني.
ارتفع مؤشرا السوق الأول والعام بنسبة 0.43% و0.27% على التوالي، بينما تراجع “الرئيسي 50” بنحو 0.62%، وانخفض “الرئيسي” 0.47%، وذلك عن مستوى الأحد.
وهبطت التداولات اليوم إلى 69.63 مليون دينار، موزعة على 280.16 مليون سهم، بتنفيذ 17.20 ألف صفقة، وذلك عن مستواها أول أمس.
وشهدت التعاملات ارتفاعا بـ 9 قطاعات في مقدمتها التكنولوجيا بـ7.48%، بينما تراجع قطاعا الطاقة والخدمات الاستهلاكية بنحو 1.43% للأول و0.47% للثاني، واستقر قطاعا الرعاية الصحية، والمنافع.
ومن بيه 73 سهماً مرتفعاً تصدر سهم “الأنظمة” القائمة بـ 7.48%، بينما تراجع سعر 39 سهماً على رأسها “سينما” بـ 8.16%، واستقر سعر 19 سهماً.
وجاء سهم بنك بوبيان المنخفض 0.37% في مقدمة نشاط التداول على كافة المستويات، بحجم بلغ 53.21 مليون سهم، وسيولة بقيمة 28.69 مليون دينار، بتنفيذ 2.50 ألف صفقة.
………………….
مؤشرات البورصة:
- ارتفع مؤشر السوق الأول 32.38+نقطة.
- تراجع مؤشرالرئيسي 50 38.02-نقطة.
- تراجع مؤشر الرئيسي 29.37- نقطة.
- ارتفع مؤشر السوق العام 18.71نقطة.
- بلغت قيمة التداولات 69.633 مليون دينار.
- تراجعت كمية الأسهم المتداولة 38.94-%.
- تراجعت قيمة التداولات 46.34-%.
- تراجعت الصفقات 29.45-%.
- السوق الأول يربح 145.800 مليون دينار.
- القيمة السوقية للبورصة ترتفع 110.548 مليون دينار.
- السوق الرئيسي يخسر 35.252 مليون دينار.
- بلغت القيمة السوقية للبورصة 41.297 مليون دينار كويتي.
