صناعة الأزياء الراقية الـ Haute couture وصعوبة المواءمة بين الربح السريع وتفوق الإبداع

تعني كلمة هوت كوتور Haute Couture الخياطة الراقية وآخر صيحات الموضة أو الأزياء في العالم، حيث يتم تصميم قطعة الملابس بشكل يجعل منها قطعة وحيدة وفريدة من نوعها تخص زبونا واحدا فقط، بينما تعني كلمة موضة أنها شكل من أشكال التعبير عن الذات والاستقلالية في فترة معينة ومكان معين ضمن سياق محدد من الملابس والاحذية ونمط الحياة والاكسسوارات والمكياج وتسريحة الشعر ووضعية الجسم.
بدأت أزياء الهوت كوتور بالانتشار مع بداية القرن السادس عشر، وفي منتصف القرن التاسع عشر أصبحت العاصمة الفرنسية باريس مركزا لصناعة الملابس ذات الجودة العالية وباهظة الثمن، والتي تم خياطتها بعناية فائقة من قبل خياطين ذوي خبرة وكفاءة عالية.
تتكون غالبية دور الأزياء من نموذج الهيكل التنظيمي على النحو الآتي:
الإدارة العامة: تضم كل من الرئيس التنفيذي أو المدير العام، والمدير الإداري والمدير الفني.
الأقسام الإدارية: تشمل كلاً من المشتريات واللوازم، شؤون الموظفين، المحاسبة والمالية، التسويق والمبيعات …الخ.
الأقسام الفنية: تشمل إدارة الإنتاج، المصممين fashion designers، صانعي البترون fashion pattern makers، منسقي الألوان والموديلات stylists, الخياطين tailors, وعاملي الإنتاج workers …. الخ.
يشرف على أعمال الأقسام الإدارية المدير الإداري، بينما يشرف على أعمال الأقسام الفنية المدير الفني.
مشكلة الماركات العالمية مع السلع المقلدة:
تتنامى ظاهرة انتشار السلع المقلدة بشكل كبير في العالم، خصوصا في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا والدول الأوروبية التي تعاني من ظاهرة الغش التجاري، حيث نجد أن أسواق تلك المناطق تغرق بالسلع المقلدة التي تلحق الضرر الكبير بالماركات والعلامات التجارية الشهيرة، مما يجعل من تلك السلع المقلدة منافس شديد لها في تلك الأسواق.
تعود ظاهرة انتشار السلع المقلدة لأربعة أسباب رئيسية:
أولا: ارتفاع أسعار السلع الأصلية من الماركات العالمية بسبب جودة الصناعة وتكاليف الإنتاج.
ثانيا: ضعف الرقابة اللازمة للجودة الفنية على المنتجات في بعض الدول وقصور في آليات حماية الملكية الفكرية.
ثالثا: ارتفاع التضخم الاقتصادي وتراجع القوة الشرائية لسكان تلك الدول مما يفقد العديد منهم القدرة على شراء المنتجات الأصلية.
رابعا: الانفتاح العالمي على وسائل التواصل الاجتماعي أثر على سلوك الأفراد في التقليد والمحاكاة بين طبقات المجتمع المختلفة، مما عزز الطلب لدى أفراد الطبقات الفقيرة والمتوسطة على السلع التي يقتنيها أبناء المجتمع المخملي.
بقلم: محمد سعد خليل
دبلوم بترون الأزياء، معهد بورغو – ميلان