قصة الأحدمنوعات

الرئيس “السكانة”

الرئيس “السكانة” أو المقود الذي يتحكم فيه الآخرون، انتشر مؤخراً بشكل كبير، وأصبح هو “الهبة اليديدة” في الشركات، لكن ليت هذه الـ “الهبة” كانت في الطريق الصحيح لكانت الأماني أن يكون هناك أكثر من مليون “سكانة” وأكثر من مليون محرك لهذه “السكانة” يمين ويسار وللأمام قنصاً للفرص.

لكن ما يؤسف له أن “السكانة” وصلت إلى مرحلة من الأذى والضرر نتيجة غياب البصر والبصيرة، وكثرة التغول بين المناصب والصلاحيات والصراعات الداخلية التي تعيشها بعض الكيانات ويغطيها “السكانة” الكبير دون أن يعي ماذا يفعل، أو مخاطر ما يقوم به، أو عاقبة سوء تمكين من لا يفقه، وإطلاق يده في توجيه القيادات الفنية والمتخصصة والمسؤولين في مختلف الإدارات.

جزء من أبجديات الحصافة الإدارية والحوكمة الرشيدة هي فصل الصلاحيات، ومنح السلطات حسب المهام والمناصب والتخصصات، لكن أن يتم تصدير الصورة المثالية عبر البيانات البروباغاندية، والدعاية الورقية، في حين أن الهيكل الداخلي للشركة أو الكيان يديره “ملقوف” متسلط بحكم قربه وصلته بالرئيس “السكانة”، فهي قمة الانحراف عن جادة الصواب.

مسؤولية كل شاهد وكل مسؤول وكل معني في أي كيان شاهد على ممارسات “الرئيس السكانة”، أن يبلغ الجهات الإشرافية للقيام بمهامها لحماية أموال وممتلكات هذه الكيانات من الممارسات السلبية غير الحصيفة التي دائماً ما يدفع ثمنها الأفراد.

كم “سكانة” ساهم في إفلاس وتصفية كيان بأوامر دون أن يكون له أدنى رأي، بل ينفذ فقط ما يصله من أوامر!

كم “سكانة” في طريقه حالياً لقيادة بعض الكيانات إلى مصيرها المحتوم بسبب روايات وهمية كرتونية من متسلط كل همه السيطرة على الكيان إدارياً والتحكم في كل قرارات التنفيذيين!

كم “سكانة” يتظاهر بالوجاهة واللباقة والمفهومية وهو أعلى سلطة في الشركة، لكن قراراته جميعها “تعيسة” ضارة بالكيان والمستثمرين والمساهمين الحاليين والمحتملين!

كم “سكانة” يعيش في منصبه مغيب عن الواقع نتيجة البرج العاجي الذي يعيش فيه، ويحيط به زمرة من المستفيدين والمنتفعين يسدلون ستائر العتمة ويشيدون الفواصل والحواجز كي لا يصل إليه أحد، ليعيشوا في مستنقع المكاسب والفوائد التي يجنوها من مثل هذا الواقع، على حساب “السكانة” ذاتها وحساب مستقبل الشركة والمساهمين.

كم “سكانة” وصلت إلى مرحلة التآمر على الشركة ومساهميها ومن وثقوا فيه نتيجة ممارسات طفولية واللهاث وراء عمولات سطحية طفيفة بخسة!

كم “سكانة” ستفيق من غيبوبتها الإدارية قبل فوات الأوان وهدم الكيان وتحويل الأموال والناس نيام؟

كم “سكانة” ستعيد قراءة المشهد وفرز الغث من السمين قبل الوصول إلى نقطة اللاعودة، فالمؤشرات على الفشل واضحة كالشمس لا يمكن إخفاؤها، ومن لا يراها أو يتلمسها أو يقرئها فهو (…)!

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى