قصة الأحدمنوعات

نفس الأدوات تعيد تكرار نفس النهج والمنهج!!

مفاهيم التدوير متباينة ومختلفة، فمنها التدوير الإيجابي والصحي والمطلوب، وهوالتدوير المفيد للبيئة وبالتبعية الاقتصاد، لأنه يقلل من النفايات والمواد الملوثة، ويحافظ على الموارد الطبيعية، ويقلل استهلاك الطاقة، ويخفض التلوث الناتج عن استخراج المواد الخام وتصنيعها، ومن خلال إعادة استخدام المواد مثل الورق والبلاستيك والزجاج والمعادن، يمكننا خلق منتجات جديدة بكفاءة أكبر، مما يحافظ على البيئة للأجيال القادمة.

يشمل التدوير الورق والكرتون، حيث يساعد في الحفاظ على الغابات والماء والطاقة. كما يشمل البلاستيك إذ يقلل من تلوث المحيطات ويحمي الحياة البحرية. كما يطال التدوير المعادن مثل الألومنيوم والصلب، حيث يقلل من الحاجة إلى التعدين ويقلل الطاقة اللازمة للإنتاج بشكل كبير. ويصل حتى للزجاج، حيث يقلل من استهلاك المواد الخام والطاقة اللازمة لصناعة الزجاج الجديد. والأكثر من ذلك يصل التدوير حتى للإلكترونيات، حيث يمنع تسرب المواد الخطرة ويحافظ على الموارد القيمة مثل النحاس والذهب.

وبالتالي فوائد التدوير كثيرة، وهي دعم الاقتصاد الدائري كونه يساهم في الانتقال من الاقتصاد الخطي إلى الاقتصاد الدائري، حيث تصبح النفايات سلعة قيمة يمكن إعادة استخدامها، مما يعزز الاستدامة.

أما أن يصل التدوير إلى الأسهم، فهي صناعة مستحدثة وجديدة وبدعة لها روادها ومحترفوها !! كما أن لها أضرارها وسلبياتها، خصوصاً وأنها بلا فائدة تذكر، إلا لمهندس عملية التدوير، فمن يقوم بالتدوير هو فقط من يستفيد وليس الاقتصاد أو الأفراد، خصوصاً وأن ما قد يحققه الأفراد بمحض الصدفة قد يخسروا أضعافه لاحقاً بعد أن تهوي أبراج التدوير.

تاريخياً، مدرسة واحدة هي من تتقن عمليات التدوير، وكل من قلد هذه المدرسة سقط سقوطاً زريعاً، فكل مهنة لها عراب واحد وعلامة مميزة و”نكهة” خاصة لها أسرارها التي لم ولن يستطيع أحد مهما طال الزمن فك شفرتها.

المتأمل في منهج مدرسة التدوير التي ابتدعها كبيرهم في سالف العصر والزمان يجد أن شعارهم هو “الذهب والجودة لنا، والفضة والحديد لهم”، فهناك كيانات داخل المجموعة الواحدة  يتم ترفيعها وتشييدها وتعزيز أركانها والحرص على حوكمتها والوصول بها إلى أعلى درجات السلامة المالية، فيما كيانات أخرى هي فقط مخصصة للتدوير، عبارة عن “مفرمة” للمهام، وهي قائمة لهذه المهام فقط، وهكذا يتم صناعة الأصول الورقية واختلاق القيمة المطاطية، خذ من ” كاني” واعطِ لـ “ناني” ثم بيعها على “ماني” أو “شاني”، في نهاية المطاف يخرج رقم نتاج العملية وهذا الرقم يؤثر على الكيان ويتم بروزة الأرقام وتسويقها وترويجها، ثم “يركضون” للشراء وفجأة تنطفئ “الأضواء والأنوار”، ثم لاحقاً وبعد أشهر من نفاذ المفعول، يعاد التدوير العكسي، بيع الأصل الذي استوى على شركة “سانتوريتا” المنشأة في جزر العذراء، وهكذا دواليك.

الجهود المبذولة في التدوير غير الصحي، أي تدوير الأسهم والأًصول الورقية، لو بُذلت في تنمية حقيقية أو بناء فعلي ملموس وإيجابي لكانت النتائج أفضل بكثير، من كثرة الحديث عن أصول لا يراها أحد وما هي إلا أسماء سميتموها أنتم وآباؤكم ما أنزل الله بها من سلطان!

إعادة إحياء ممارسات الماضي التعيس لن تجدي نفعاً في ظل الوعي ووجود البدائل، وشركة واحدة ناجحة سليمة مالياً أفضل من مجموعة اسمية ورقية مترامية الأطراف.

ملك “التدوير”، الآمال كانت كبيرة عليك بأنك ستغير النهج وستغير الصورة النمطية الموروثة، لكن فضلت نفس الطريق السهل، وحتماً ستصل لنفس النتيجة، وهي الفشل.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى