قصة الأحدمنوعات

وراء كل رئيس مجلس إدارة “ترزي”

على قاعدة وراء كل رجل عظيم امرأة، تجد في بعض الكيانات التجارية وفي عالم الاقتصاد والأعمال عموماً ما يسمى بقاعدة وراء كل رئيس أو ناطور أو واجهة، “ترزي”.

كثير من الكيانات حول العالم تجد فيها “دور الترزي” واضحاً كالشمس، وبصمته وتحكماته وقراراته التدخلية المؤثرة ظاهرة. في بعض الكيانات يكون دور الترزي “خفي”، فليس له دور رسمي ضمن الهيكل، بل يوجه الرئيس الناطور يمين يسار، مثل “سكانة” السيارة، يكون فاعل وناشط بقوة، وربما أقوى من الرئيس، والأقوى على الإطلاق في حالات تكون فيها الشركة عبارة عن “مرعى”.

المراقب والمتفحص يجد أن بعض النواطير تحولت إلى هياكل أو مقامات أو أدوات للتوقيع على الملفات الرسمية فقط، لكن “الترزي” أو المتحكم الحقيقي خلف الكواليس يوجه ويعبث كما يشاء، والخزائن مفتوحة له ولمميزاته ونزواته المالية، وأنتم لكم “الفتات”، الخردة النقدية كل عام.

عش رجباً ترى عجباً. هذا ما يحدث في بعض الكيانات التي تسمى أو تطلق على نفسها أنها كيانات عالمية أو دولية ومتعددة الجنسيات، وهي شكلاً لا موضوعاً، على الورق لا في الحقيقة، بالكلام لا بالأفعال. فليس منطقياً أن تكون اليوم شركة عالمية بأسعار قياسية استثنائية، وغداً أسعار أسواق شعبية، فهنا لست كيان ثابت راسخ مستقر، بل هي بالونة تموجها الرياح.

عندما تتعمق قليلاً وتتفحص واقع بعض الكيانات العالمية بالاسم، قد تذهل من هول الصدمة التي تفقدك الثقة ربما بمن هم أهل لهذه المسميات والألقاب، عندما تكتشف بعد عقود أنك كنت أسيراً لأوهام وقيادات ورقية تطل من هنا وهناك بالتصريحات الرنانة التي تطلق كمخدر آني موضعي من العيار الثقيل الذي يأثر الألباب.

بعض الحقائق عندما تتكشف يكون معها قد انتهت “الحفلة” وذهب كبار الضيوف وبقي الجمهور، هنا فلا علاج ينفع ولا العودة عن الخطأ يفيد، الأموال تبخرت، الكيانات التي كانت منتفخة الأوداج عادت إلى حقيقتها، احترقت أموال من احترقوا بنار الممارسات السلبية غير المحوكمة التي كانت تمر بالقوة الدافعة الجبرية.

العبقري المدير للكيان العالمي، صاحب البصمات الذهبية ومؤسس الكيانات البالونية، هل يمكن أن يجيب على أسئلة المساهمين؟ كيف أصبح هذا حالك …”من كنت عميداً للسوق … أصبحت ملازم”؟ أو بمعنى أدق جردت أرصدة المساهمين “صفّرتها”… عفواً أنت كما أنت “عميد”، أرصدتك منتفخة كما هي،  أنت وزمرتك التي من حولك من “المطبلين” والعازفين، لكن الأفراد هم من أعدتهم إلى عصر “الفحم”، هل يمكن أن تجاوب المساهمين عن المدير الذي يسكن في ثلاث عواصم عالمية، وله مكتب في كل عاصمة، ويدير المحمية التجارية بالإيميلات و”مسجات الفويس “؟

القضية ليست توفيق أوراق أو هندسة ميزانيات أو تضبيط أرقام لتمررها من الجهات المعنية أو تعتمدها من الجمعيات العمومية أو حتى التعاونية، القضية قبل هذا وذاك هي “أخلاق” ومسؤولية عظيمة لم تكن أهلاً لها، حيث رفعتك ” الرياح” الشديدة إلى الأعلى، وحملتك الموجة أيضا إلى بر “العقود” الثمينة التي تم “شفطها” بعمليات هندسية ولا في الخيال لحسابات وشركات شخصية.

ما يحدث الآن من ممارسات عبارة عن عمليات ولوغاريتمات معقدة تُعقد من يتتبعك أو يحاول تفسيرها، كما هو حال من يبحث عن “بتكوين” عبر خوارزميات في فضاء واسع.

لا الحال يسر ولا الزمان زمانك، فترجل والحق بمن سبقك، وكفاك ما خلفت من الضحايا الأفراد، والكيانات التي تدمرت وتقهقرت بعد أن كان نجمها ساطعاً يشع ضوءً.

رأفة خذ معك مجموعة ” الترزية” التي لا تشبع، الجائعون على الدوام رغم أن أقل ترزي فيهم “يبلع” منذ 25 عاماً، أي ربع قرن بلا توقف، ونسألكم بالله العظيم عليكم متى “ستُفطمون” وتكتفون؟ ومتى ستشبعون؟ ومتى تبلغون سن الرشد وتستيقظون من غفلتكم وتتوقفون عن ممارساتكم التي بات يئن منها الجميع.؟

لقد امتلأت الشركة “بالترزية”، وباتوا هم الأهم لأنهم يمثلون حائط الصد وحزام الأمان لـ “الناطور”، لكن وقت “الصجية” اقترب، والحساب قادم لكن …”بالدور”.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى