كيف نجا علي بابا وترك الجميع يغرقون؟!

قصة يكتبها عادل العادل:
علي بابا ضحك على الجميع وخرج منها سالماً غانماً، وورط النواطير الباحثين عن الشهرة وبعض الوجاهة المشبوهة، فالمنصب في مجموعته شبهة ما بعدها شبهة، لكنه يظل منصب مسجل أمام العامة وكفى! وطبعاً الأموال ليست بالخيالية لكن لا بأس بها.
علي بابا منذ أن طرق باب الثراء وهو يتخفى في ثوب الورع التقي، الودود الخلوق، المضياف الشهم الكريم، المضطهد المُدَّعَي عليه، ويشكو مر الشكوى من ملاحقة هذا وذاك وتقصده دون غيره.
صدّر أطنان من “المظلومية” حتى صدقه البعض، متبعاً قاعدة “جوزيف جوبلز” بوق الإعلام النازي وعراب الحقبة الهتلرية، الذي قال “اكذب! اكذب! اكذب! حتى يصدقك الناس” … هكذا أخذ علي بابا بالنصيحة وظل يكذب ويخاطب القوم بالآلة نفسها عبر عراب الكذب وملك التدليس الذي حمل كل الصفات السيئة من جوزيف جوبلز بل، يكاد يتفوق عليه، واستمر في الكذب المحترف حتى صدقه القوم …إلى أن ترك الجميع يغرق في قاع المحيط، ونجا هو بمفرده ونأى بنفسه حتى عن أقرب المقربين إليه.
قصة علي بابا تستحق أن تدرس في “هارفارد” وفي أعرق الجامعات حول العالم في القارات الست. إنها قصة عن شخص لو اجتمع كافة عباقرة العالم في المالية والمحاسبة وكل مطبلي الإعلام الأصفر لن يحققوا المكاسب والبروباغاندا التي حققها لنفسه، ليس ذلك فقط، بل أيضا الهالة والنفخة الكاذبة التي صنعها، حتى “انفجر البالون” في وجه جميع من صدقوه.
دائماً ما يخرج البطل “سليم 100% ” من بين الحطام والركام، وهكذا كانت النهاية على طريقة الأفلام.
علي بابا ورط الجميع، قيادات وأعضاء مجلس إدارة ومسؤولين وشركات، حتى أن كل من مر في مجموعته بات موصوم بختم “علي بابا”، وهو ختم أبدي لأنه كما قال أحدهم “حتى ماي “…” ما يطهرهم” من سوداوية الأعمال والأفعال والممارسات التي ارتكبت تحت ستائر مختلفة وعبر تحالفات شيطانية، حيث كان لكل شيطان دور ومرحلة يتواجد فيها.
المثير والغريب والعجيب أنه لم يتعلم أحد من “النواطير”، فتجد البعض يتهافت ويتلهف ويتودد من أجل منصب أو عضوية، وفي نهاية المطاف جميعهم شرب من “الكأس” المر، ووقعوا حالياً فريسة للملاحقات والدعوات والمضايقات، وليس مستبعداً الغرامات، وصولاً للسجن وهو غير مستبعد أيضاً في ظل ممارسة البعض لأبشع أنواع التعدي على ممتلكات وأموال وحقوق الغير.
فمن لا يستحق تحكم في مال غيره بالتدليس، وباع واشترى بغير الحق، وتستر ووقّع ومرر بيانات وميزانيات، ورتب جمعيات، ووقّع نقل أصول وهرّب ممتلكات، وشارك في مختلف أنواع الجرائم حتى رسا يخته في ميناء ميامي عاصمة الرحلات البحرية في العالم، وترك رفقاء الأمس ورؤساء قبل الأمس، ومن أمسك بيديهم ووقع بها عشرت الميزانيات الفصلية والسنوية وعشرات العقود المزورة بأوراق الدين المصطنعة للحصول على أصول جوهرية مقابلها، وبعد أن امتلأت أرصدته وطفحت تركهم “للفضائح” ومواجهة الشكاوى والإدعاءات.
كم تساوي مواقفكم المخزية الآن، وأسماء عائلاتكم تملأ الشاشات مذيلة بلقب متهمين؟
كم تساوي هذه المواقف أمام القاصي والداني ولستم من حملة عضويات شركات مثل “أبل” أو “أمازون”، بل مجرد كيانات أقرب للوهمية منها للحقيقية، لا تختلف كثيراً عن “بيض الصعو”.
سيبقى علي بابا اسماً علماً تتداوله الأجيال، وتتناقل قصصه لعقود مقبلة، فهو مدمر لثروات نحو ثلاثة أجيال وبمبالغ مليونية، والغريب والمثير أنه حتى اليوم لا تزال سفنه الخشبية الورقية المتهالكة تسبح في المياه وتنادي بالمزيد من الضحايا لينقلهم لشاطئ الأمان في الجانب الآخر، لكن رويداً رويداً سيغرق القارب الورقي المتبقي من “العنقود”، وبما أن آخر العنقود له دلاله الخاص فستكون القاضية من آخر العنقود، ومن لم يتعظ بما مضى فلا يلومن إلا نفسه!!
لكن يا علي بابا لن تنجوا من عقاب الأرض والسماء، وكلاهما سيكون على قدر الجرائم التي ارتكبتها، وهذا وعد السماء، ويكفيك تأملاً في قوله تعالى “وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ “.