أسواق المال

لمن يسأل عن هشاشة الأسعار وعدم البناء التراكمي لنماذج من الأسهم… إليكم نموذج!!

الكثير من المساهمين يقفون متأملين أمام بعض الشركات التاريخية التي يزيد عمرها عن أكثر من ربع قرن فصاعداً، وأسعار أسهمها إما دون القيمة السوقية أو أعلى بقليل، ونتائجها السنوية إما خسارة أو ربح بضعة آلاف، رغم أن رأسمالها بعشرات الملايين، وحقوق المساهمين بأرقام قياسية وموجوداتها بأرقام فلكية.

هذه الشركات في نهاية الفترات المالية عادة ما تكون إما خاسرة أو رابحة من إعادة تقييم استثمارات بالقيمة العادلة أو نقل هذا الأصل من ذاك التابع إلى هذا الزميل.

أحد هذه النماذج شركة يقودها رئيس تنفيذي “عبقري” وملاك من الصفوة، تطورت أرباحها الصافية ما بين 2017 وحتى 2025، أي على مدار 8 سنوات، بنحو 5 فلوس فقط، حيث كان صافي ربحية السهم 6 فلوس وأصبح في 2025 11 فلس، فهي أسهم تعاني من “الهشاشة”، تحصد مكاسب، لكن سرعان ما تهوي من أعلى قمة إلى ما كانت عليه أو أقل!

هذا مع التذبذب الشديد والفجوات القياسية ما بين عام رابح 7 فلوس ويليه خسارة، أو يليه ربحية بنحو 3 فلوس، فكيف يمكن لمثل هذه الشركة أن تبني للسهم تراكمات سعرية سوقياً مدعومة بالنتائج؟

من أبرز أسباب غياب الكثير من الأسهم عن هذا البناء السعري ما يلي:

 

* نموذج من الشركات يدار بطريقة وآلية شخصية بحتة، يركزون على مصالحهم الشخصية والخاصة، المهم تنمو ثرواتهم الخاصة وبالتالي الاتجاه يتحدد وفق مصالحهم فيما باقي المساهمين لا يُعتد بهم، فمالك السهم اليوم سيتخارج غداً ويحل مكانه آخر، بشكل أسبوعي هناك مساهم جديد، فمن سيحاسب أو يسأل لا أحد ؟

* نموذج آخر عبارة عن “مطفأة” للمجموعة، بحيث تكون شركة قائمة بالحد الأدنى الشكلي، لديها استثمارات طفيفة محدودة، لكنها تعاني من غياب الجهد الكافي والعناية اللازمة كعناية الحريص، وبالتالي هي أشبه بـ “مطفأة” للمجموعة أو كبار الملاك، يبيعون عليها ما يشاؤون، أو يستخدمونها في بعض الصفقات شراءً وبيعاً، أو للمنافسة أو في زيادة بعض أرقام الاكتتابات عبر الطلبات “الوهمية” غير الحقيقية التي يتم تقديمها فقط من أجل إظهار حجم الطلب ليس إلا.

* مدرسة أخرى تتخفى وتتوارى خلف السعر المنخفض، بحيث تداري فشلها في تحقيق الأرباح وضعف العوائد وهامشية التوزيعات خلف السعر الذي لا يوازي ثمن “علكة”، فعندما لا يحقق أرباح لا يمكن مقارنة السعر بالأداء، وعندما يوزع فلس أو فلسين أو منحة تظهر وكأنها توزيعات دينارية عنترية، وربما لا يوزع لسنوات طويلة ولن تتم مسائلته.

* مدرسة رابعة مفلسة الأداء والرؤية والفكر، تقتات على سعر متدني منخفض رخيص القيمة، حيث يحظى هذا النوع بدرجات عالية من التدوير ويكون غير مكلف في الجولات المضاربية، وله جمهوره الذي يفضل هذا النموذج، حيث المخاطر القليلة والعوائد الكثيرة، لكنه في النهاية لا يرقى لأن يطلق عليه اسم استثمار، ولا يمكن أن ينتمي أو يندرج تحت هذا المسمى.

* نموذج فريد جدير بالثقة يغلب عليه الطابع العائلي البحت، وينتهج ذلك النموذج مدرسة الثبات السعري حتى وإن كان التقييم يستحق أكثر، وهذا النموذج يركز على بناء استثمارات راسخة تشغيلية طويلة الأجل لا يهتم كثيراً بحركة السوق والسهم والإقبال عليه أو تقييمه من المستثمرين لاختلاف الأهداف والتوجهات والرؤى.

 

2 أفلسوا والثالثة على الدرب

رئيس تنفيذي مر على ثلاث مجموعات مترامية الأطراف والتخصصات، لم يحصل مساهم من المجموعتين بمختلف الشركات على فلس نقدي على مدار 22 عاماً. اندثرت مجموعتين، والثالثة على ذات الطريق والدرب.

رئيس “تكتيكي” ورقي، ليس تشغيلي أو تنموي أو مدر للأرباح، أو ذو بصمة بناءة أو مفيد اقتصادياً!

 

في 8 سنوات كم العائد؟

سؤال مهم… لو أن مساهماً أو مستثمراً تملك السهم “النموذج” الذي حقق في 2017 نحو 6 فلوس وفي 2025 نحو 11 فلساً، كم سيكون قيمة استثمار المستثمر طويل الأجل الذي احتفظ بالسهم 8 سنوات تقريباً؟… سلوكيات بعض المسؤولين في الشركات تجبر المساهم والمستثمر على اتجاه إجباري.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى