الرئيس التنفيذي أبو “خرزة” … يظلم ولا يبالي!

قصة اقتصادية
يكتبها عادل العادل :
اعتقد في مرحلة من المراحل أنه لا يقدر عليه أحد بسبب أن العضو المنتدب “رفيجه” من أيام أمريكا.
كان هذا هو حال الرئيس التنفيذي “الظالم” الذي مر ذات يوم بين أروقة مكاتب الشركة فلمح بأم عينيه آية قرآنية داخل إطار مزخرف مكتوب عليها ” وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ ” وأخرى كتب عليها ” حسبنا الله ونعم الوكيل ” فما كان منه إلا أن خاطب “الموظفة” التي زينت مكتبها بآيات الحق قائلا “لو تدعين علي ليل ونهار ما يصير فيني شيء”!!
لكن المثير والغريب كيف عرف الرئيس التنفيذي الظالم أنه المقصود؟ لما لا، وقد قال أعرابي “البعرة تدل على البعير، والأثر يدل على المسير” وفي الأمثال الشعبية قيل “تدل دربها”… فهكذا كان حال الرئيس التنفيذي عندما قرأ الآيات المحكمات فعلم وأيقن أنه المقصود بها وأن سهامها موجهة إليه، وأنها من باب كسر شوكة الظلم وتذكيره بأن هناك رب ديان وخالق وحساب.
لكنه استمر في ظلمه وغيه رافعا شعاره الأجوف أنا الرئيس، أنا الشركة والشركة أنا، أنا أقرر ما أشاء ولا يحق لأحد أن يعترض. قسم الشركة فرق، ناس تعمل بلا توقف، وناس تلعب ليل نهار في مكاتب فخمة وتشاهد المسلسلات الأجنبية عبر التلفاز رغم أن تحت يدها مئات الملايين في محافظ مالية، لكن المسلسلات أهم والألعاب الإلكترونية على الهاتف الذكي أمتع من الحديث مع الدلال “اشتر هذا، بع ذاك”.
لكن عندما تفقد الأمانة وتنحدر الأخلاق فلا تسأل لماذا وكيف، ولا تعاتب أو تنتظر نتيجة مختلفة.
الرئيس أبو “خرزة” صاحب بصمات سلبية سيئة، لكنك عندما تراه تلمس فيه الهيبة والوقار، وعندما تسمع حديثه تقف أمام شخص متمكن ومهني وابن سوق، ببساطة شخص ” متلون” كالحرباء.
عرضت عليه سيدة أعمال ذات مرة مشروع ترخيص مدرسة خاصة “فشفط” منها الترخيص وقال لها “بلطي البحر”، أي نخوة وأي رجولة وأي قوامة وأي ذكورة تتحدث عنها عندما تستبيح حق سيدة أو تصادر حق ليس لك.
هل هذه فقط كل ممارساته؟؟!! كلا فالخفايا كثيرة، والممارسات أشكال وألوان مثل “فاكهة الصيف ” فما بين شفط للمكافآت والبونص والذي منه، وقبلها الرواتب “الراهية “، فإن مجموع ما شفطه يربوا عن 12.000.000 بالتمام والكمال، و”يداحر” موظفة بسيطة في أقل حقوقها … ترقية مستحقة، زيادة طفيفة حسب الإجراءات، وسلم الترقيات والزيادات.
لكن الشرهة مو على الرئيس التنفيذي، بل يشترك معه في المسؤولية “رفيجه ” الذي وفر له الدعم المعنوي وجدد له فترة تلو الأخرى لسنوات طويلة خارجة عن المألوف.
ولأن الحق حق فاحذر دائما “دولاب الزمن حينما يدور دورته ” وتأمل جيدا في قولة شكسبير “لم أر عدلاً كعدل الزمان إذا دار.”
ولكن تمعن جيدا وردد دائما قول الحق “إن الله يأمر بالعدل والإحسان”
وتدبر تنبيه ورسالة الديان “وَلَوْ أَنَّ لِكُلِّ نَفْسٍ ظَلَمَتْ مَا فِي الْأَرْضِ لَافْتَدَتْ بِهِ”.
فلا يغرنك منصب أنت تمر عليه مرور الكرام واعمل وزن ” بالقسطاس المستقيم ” وليس بمبدأ وقاعدة “لي حبتك عيني.. ما ضامك الدهر”