منوعات

رئيس بكل الألوان ولكل المهام …! صعلوكا نشأ … وصعلوكاً سينتهي

قصة اقتصادية توعوية

يكتبها عادل العادل:

نشأ موظفاً صغيراً في إحدى الجهات الإشرافية وكان يظهر نفسه كحمل وديع صاحب قيم ومبادئ وكونه ولد “حمايل” لكن أفعاله عكس ممارساته.

مديرة العود كان لا يراه إلا عبر” دربيل “، وعندما خرج “الموظف الصعلوك” وأتته فرصة ليعمل في كيان آخر، لكنه يقع تحت إشراف ورقابة مديره السابق، أخذ يمارس ألاعيبه ويحتال هنا وهناك وكان صاحب السبق في بدعة تقديم خدماته في السوق المحلي لكن من خلال كيانات خارجية.

صاده المدير الذكي صاحب الرؤية الثاقبة والعين الفاحصة، فقد كان مدير همام نشط صلب لا يلين أمام أي خطأ، كالصقر في بعد النظر وكالفهد في سرعة الانقضاض على الخطأ واتخاذ القرار الحاسم المناسب، وكالسيف الحاد في قطع أيدي العابثين، حتى يومنا هذا لم يَجُد الزمان بمثله في المهنية والرصانة.

لقن القائد المحنك الموظف الصعلوك درس قاس وأصبح أضحوكة إحدى قرى جمهوريات الموز وبات محل سخرية الجميع من سوء أفعاله التي لا تراعي أدنى أخلاقيات المهنة والعمل فقد رفع شعار، لنحتال ونحتال المهم نربح ونحقق الأهداف، و”نبيض” الوجه بالأرقام غير عابئ بحجم الجريمة التي يرتكبها من مخالفة التعليمات وتكبيل عنق أهل ديرته بالأعباء والأكلاف، المهم يحقق غاياته وفق أسوء قاعدة عرفها التاريخ وهي قاعدة عديمي الأخلاق ، الغاية تبرر الوسيلة، وهذا المبدأ الذي تبناه نيكولو ماكيافيلي المفكر والفيلسوف والسياسي الإيطالي في القرن السادس عشر، حيث يعتقد أن صاحب الهدف باستطاعته أن يستخدم الوسيلة التي يريدها أيا كانت وكيفما كانت دون قيود أو شروط ، فكان هو أول من أسس لقاعدة الغاية تبرر الوسيلة، فكانت القاعدة التي يتبناها كل “أعوج” لممارسة الطغيان والفساد الأخلاقي.

تدور الأيام ويكشف الصبي نفسه في إحدى الاجتماعات السرية عندما طلب منه ” كبير القطاع ” ألا يفشي أحد من الحضور أي أسرار، فاندفع الصبي أمام مديره طاقاً الصدر ” أبشر طويل العمر “أتعهد لك بعدم إفشاء أي معلومات أو أسرار وستبقى طي الكتمان”.

فتعجب الكبير من سر هذا الموظف الصعلوك وعرف سريعاً أنه يتبع السلوك إياه، مع أمثاله من الصعاليك ودارت الأيام وتكشفت الأسرار كيف أن الصعلوك كان يدير منظومة من الصعاليك أمثاله ينفذون أوامره وكان يستعين بخمس مستشارين ينفذون تعليماته وينتظرون أوامره والعجب أن الخمسة بنفس التخصص وذات المهمة والمهنة فالتعليمات تصدر بكلمة وعلى الخمسة الطاعة.

وفي ذات مرة وقع أحد الأدوات التي كان يستخدمها الموظف الصعلوك في ضرب الخصوم وكان بالنسبة للباقين كبيرهم الذي علمهم السحر، فحاول الموظف الصعلوك انتشاله وإنقاذه لكن كانت وقعته شر وقعة “وجريمته عودة لا تغتفر” فذهب سدى أدراج الرياح، وذهب كالزبد كما قال رب العزة “فأما الزبد فيذهب جفاء”، فالباطل باطل والحق حق مهما ازدانت الحياة لأهل الباطل والشر.

  الموظف الصعلوك حاله مثل الأراجوز يقدم نفسه أنه حل وديلر ومبدع وجاهز ومستعد أن يلبس أكثر من ” كبوس” إما في وقت واحد أو في أوقات متعددة، يتقن فنون التعامل مع كل الزبائن في بيع كل المنتجات سواء من نافذة تقليدية فيبدع ويبيع، من نافذة منتجات إسلامية، يبدع ويبيع أيضا، الجميع من أهل قريته يتعجبون من تلونه وتغير شكله حسب المهمة.

لذا لا يستغرب أحد إن صار “أملط ” وتحول لمهمة جديدة بعد خلعه في القريب العاجل وإن غداً لناظره لقريب.

مهما كتبت وصورت نفسك على أنك فارس من الفرسان تبقى مكشوف وحقيقتك معروفة منفذ صعلوك تتخفى وتهوى اللعب خلف الكواليس وفي الظلام الحالك.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى