الصناعة

هيئة الصناعة: القطاع الصناعي حصتة كبيرة في التأثير على البيئة

“الاقتصادية “تنشر تفاصيل الاستراتيجية الصناعية الوطنية لدولة الكويت 2035 (51 )

الوعي البيئي في الصناعة جزءًا أساسيًا من مفهوم الاستدامة

 تحقيق التوازن بين النمو الاقتصادي والحفاظ على البيئة أمر مهم

الالتزام بتقنيات الإنتاج النظيف هو أساس الممارسات البيئية المستدامة في الصناعة

 تحسين كفاءة استخدام الموارد وتقليل انبعاثات الغازات باتت ضرورة ملحة

الدول الصناعية الكبرى غيرت عقلية المواطنين والمقيمين على أرضها ورفعت مستوى الوعي لديهم

كتب خالد السهل:

 تواصل “الاقتصادية ” نشر الاستراتيجية الوطنية لدولة الكويت التي أنجزتها الهيئة العامة للصناعة وأقرها مجلس إدارة “الهيئة” والتي تحوي العديد من المفاصل والمرتكزات الاستراتيجية الحديثة التي تغطي قطاعات جديدة، وأخرى تأخذ في الحسبان تحقيق الأمن الغذائي والدوائي وتطرقت لأول مرة إلى أنشطة المشتقات البتروكيماوية والمعرفة وغيرها من القطاعات المستقبلية الطموحة.

المتصفح للاستراتيجية يمكنه أن يتفاءل بمستقبل القطاع الصناعي لكن أهل القطاع الحقيقيين ” وأصحاب المهنة ” غير متفائلين خصوصا وأن لهم تجارب مريرة أبسطها في ملف توزيع القسائم المتعثر منذ سنوات، وخير دليل ملف منطقة الشدادية الصناعية التي زارها أكثر من 5 وزراء ولم يتحلحل هذا الملف.

باختصار، القطاع الصناعي يعد أهم قطاع اقتصادي يمكن البناء عليه ليكون الرديف القوي الآمن للنفط الذي يشكل أكثر من 90% من ميزانية الدولة، فالصناعة قطاع منتج مدر للسيولة ويحقق قوة اقتصادية ومالية في آن واحد.

ومن مميزات السوق الكويتي أن الخبرة الصناعية متوافرة والطموح كبير ورأس المال وفير، لكن كل ما يحتاجه الصناعيين توفير بيئة مرنة سهلة لممارسة أعمالهم وتوفير الأراضي للجادين.

طبيعة المرحلة المقبلة دعت الصناعيين للمطالبة بنفضة شاملة لهذا القطاع بقوة 10 درجات على مقياس ريختر، لتجديد دماء القطاع وتشكيل فريق أو مجلس صناعي مختصر العدد، مسؤول، تتم محاسبته بشكل سنوي على أرض الواقع وفقا للإنجازات الفعلية وليس الشعارات الورقية المكتوبة.

وتعميما للفائدة لرواد القطاع الصناعي، تنشر ” الاقتصادية ” الاستراتيجية الصناعية التي أنجزتها “الهيئة” وذلك على حلقات مغلفة بالأمل أن تجد هذه الاستراتيجية طريقها نحو التنفيذ لدعم رؤية التحول الاستراتيجي للاقتصاد، وفيما يلي التفاصيل

المسار الخامس لبرنامج تعزيز الاستدامة الصناعية: الوعي بتأثير الصناعة على البيئة

الوعي بتأثير الصناعة على البيئة يشير إلى الفهم والاستدراك للتأثيرات السلبية التي يمكن أن تحدثها الأنشطة الصناعية على البيئة والتحديات البيئية المرتبطة بها. يتعلق الأمر بتعرف الشركات والمؤسسات الصناعية على الأثر البيئي لعملياتها ومنتجاتها واتخاذ التدابير اللازمة لتقليل هذا التأثير والحفاظ على البيئة.

يعتبر الوعي البيئي في الصناعة جزءًا أساسيًا من مفهوم الاستدامة، حيث يهدف إلى تحقيق التوازن بين النمو الاقتصادي والحفاظ على البيئة. وتشمل الممارسات البيئية المستدامة في الصناعة الالتزام بتقنيات الإنتاج النظيفة وتحسين كفاءة استخدام الموارد وتقليل انبعاثات الغازات الدفيئة وإدارة النفايات بشكل صحيح.

تزداد أهمية الوعي البيئي في الصناعة نظرًا لتزايد الضغوط البيئية والتشريعات البيئية المشددة. فالشركات التي تتبنى ممارسات صديقة للبيئة وتحقق الامتثال للمعايير البيئية تعزز سمعتها وتواجه أقل المخاطر القانونية والبيئية.

مع زيادة الوعي بتأثير الصناعة على البيئة، يتطلع الناس والمجتمعات إلى شركات ومؤسسات صناعية مسؤولة تتبنى ممارسات بيئية مستدامة ويتعين على هذه الشركات فهم وتقييم ضررها على البيئة لأن هذا يعتبر العامل الأساسي في عملية إيجاد حلول لمعالجة التأثيرات الصناعية على البيئة، لذا يحب أن تتمتع جميع الشركات الصناعية والعاملين فيها بمستوى مرتفع من فهم عمليات الإنتاج وضررها الكبير على البيئة.

أما على صعيد الدولة والأطراف الخارجية المعنية في عملية التصنيع (موردين – مستهلكين) فيلعب الوعي بتأثير الصناعة على البيئة دورًا مهمًا في تشجيع التشريعات البيئية وتحفيز الابتكار في تطوير تكنولوجيا نظيفة ومستدامة. كما يعزز الوعي بين المستهلكين تفضيل المنتجات والخدمات البيئية المستدامة ويشجع على اتخاذ قرارات استهلاكية مسؤولة.

تحليل الوعي بتأثير الصناعة على البيئة – التجارب الناجحة

تجارب ومبادرات عالمية

عزمت العديد من الدول وخاصة تلك الدول الصناعية الكبيرة على تغيير عقلية المواطنين والمقيمين على أرضها ورفع مستوى الوعي لديهم على مدى أهمية الحفاظ على البيئة من موارد وسلامة الهواء وتقليل أثر الحياة اليومية السلبية على هذه الموارد. وبما أن القطاع الصناعي له حصة كبيرة في التأثير على البيئة من جهة استهلاك الموارد، وزيادة الانبعاثات الكربونية، مما يؤثر على الاستدامة البيئة، كان لا بد من إنشاء حملات توعية عامة وخاصة حول تأثير القطاع الصناعي على البيئة.

الولايات المتحدة الأمريكية

أبرز هذه المشاريع والبرامج التوعوية والتي شملت قطاعات الدولة جميعها دون حصر التوعية في القطاع الصناعي، والتي لاقت استحسان كبير ونتائج ملموسة كانت في دول مثل الولايات المتحدة الامريكية.

حملة ” قلل، أعد الاستخدام، دوَر

هدفت الحملة إلى زيادة الوعي بأهمية التقليل وإعادة الاستخدام وإعادة التدوير، وقد تمكنت الحملة بنجاح من زيادة الوعي بأهمية هذه الإجراءات الثلاثة. ووفقًا لدراسة استقصائية أجرتها وكالة حماية البيئة، اكتشف أن 90 ٪ من الأمريكيين يعرفون حملة “تقليل، إعادة الاستخدام، إعادة التدوير”. كما تمكنت الحملة من تشجيع الناس على اتخاذ الإجراءات اللازمة، حيث أظهر استطلاع أجرته وكالة حماية البيئة أن 70 ٪ من الأمريكيين يقومون بشكل منتظم بعملية إعادة التدوير.

حملة ” كن حكيما بالماء

تم إطلاق حملة “كن حكيما بالماء” من قبل إدارة الموارد المائية في ولاية كاليفورنيا في عام 2015، بهدف زيادة الوعي بأهمية الحفاظ على المياه في الولاية. وقد حققت الحملة نجاحًا في زيادة الوعي بأهمية الحفاظ على المياه. ووفقًا لدراسة استقصائية أجرتها الإدارة، تبين أن 80 ٪ من سكان كاليفورنيا يعرفون حملة “كن حكيم ا بالماء”. كما نجحت الحملة في تشجيع الناس على اتخاذ الإجراءات اللازمة، حيث كشفت دراسة استقصائية أخرى أجرتها الإدارة أن 60 ٪ من سكان كاليفورنيا قاموا باتخاذ بعض الإجراءات للحفاظ على المياه، مثل إصلاح التسربات أو تقليل ري العشب بشكل متكرر.

تجارب ومبادرات خليجية

وعلى الصعيد الخليجي، قامت بعض الدول بتبني تنظيم برامج وحملات توعية لزيادة الوعي بتأثير الصناعة على البيئة.

تم توسيع نطاق هذه الجهود وإعادة صياغتها لتشمل مختلف الجوانب البيئية. تم تنظيم حملات توعوية تهدف إلى تسليط الضوء على أهمية حماية البيئة وتحفيز المجتمع على اتخاذ إجراءات بيئية إيجابية.

الإمارات العربية المتحدة: حملة ” انطلق للأخضر

تم إطلاق حملته من قبل وكالة البيئة الإماراتية في عام2010، وتهدف الحملة إلى زيادة الوعي بأهمية حماية البيئة في دولة الإمارات العربية المتحدة. نجحت الحملة في زيادة الوعي بأهمية حماية البيئة وخاصة عبر الاعتماد على المنتجات الخضراء التي تم إنتاجها مع مراعاة للظروف البيئية مثل أن يكون إنتاج هذا المنتج لم يصدر انبعاثات كربونية فاقت الرقم معين مسموح به من الدولة، وتم استهلاك نسبة معينة محددة من قبل الدولة من الطاقة لإنتاجه. ويتم إدراج هذه المنتجات في مواقع معينة ويشجع الناس على شرائها وقد أبدت الدراسات أن ما يفوق ثلاث أرباع الإماراتيين هم على دراية بهذه الحملة وانهم يسعون بشكل كبير إلى الاعتماد على هذه المنتجات التي تعرف بالمنتجات الخضراء.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى