منوعات

عندما يتمادى “الجاهل”

أن تتلاعب بأموالك الخاصة فهذا “حلالك” ولا ينازعك فيه أحد…”نقطة ومن أول السطر”.
لكن أن تستغل موقعك وتتلاعب “بحلال” وأموال المساهمين الذين يمثلون أكبر قاعدة في الكيان، فأنت تعبث وتتجاوز الخطوط الحمراء وليس لك أدنى حق وعليك كل المسؤولية.
تتذكرهم فقط وقت الجمعيات العمومية، تتودد إليهم، تطلب توكيلاتهم وتفويضاتهم والفزعة منهم، مدعياً أن هناك من لا يريد الاستقرار لهذا الكيان، فهذا هو “التدليس” بعينه!
أن تتعامل مع الشركة أو الكيان وكأنها “مملكة” خاصة، وتدعي أنك الرأس وأنك من تتحكم في الريموت، وفي الواقع أنت “بكبرك” ريموت، وهناك من يحركك يمين يسار، وتعمل لمصالح قلة وحفنة معدودة، فهذا هو الإمعان في الفساد.
أن تتملك في كيانات متعثرة برغم عدم وجود ميزة أو أفضلية في الكيان، اللهم سوى أنه على قاعدة ” إن حبتك عيني ما ضامك الدهر”… فهذا تلاعب فيما لا تملك، ودعم لمن لا يستحق على حساب المستحقين.
أن تقبل ملكية في شركة متعثرة وتتعنت في نفس الوقت مع غيرها في عمليات الهيكلة وتخلط الشخصي بالعام والسياسي بالاقتصادي، فهي ممارسة غير مهنية تفتقد للأصول والحصافة، وتفتقد للأخلاق والنزاهة، ولا تتفق مع القوانين في ممارسة الأعمال، وتعكس عدم بذل العناية في حماية وتعظيم وتطوير حقوق المساهمين والتأثير على قاعدة العملاء.
أن تفرط بالمجوهرات الثمينة والمعادن النفيسة وتحتفظ بالحديد، فهذا هو الخلل في الرؤية والانحراف عن جادة الصواب، والتأكيد على أنه لا مجلس ولا مؤسسية ولا حكمة في القرار، وأن الظاهر غير الباطن، وما يروج عكس الواقع، وآلة الكذب والتدليس تغطي الثغرات والعورات.
أن تسجل أرقام شبه وهمية وغير مطمئنة، كونها من مصادر غير تشغيلية ومن قنوات استثنائية غير متكررة، ثم تتباهى بها بالرغم من كل ذلك، فهذا هو السير في طريق النهاية، لأنك ضللت الطريق، وللأسف السفينة محملة بالآلاف ممن يعلقون الكثير من الآمال على نمو استثماراتهم وعوائدها، وهي، لو تعلم، أمانة عظمية، فاتقي دعوة مظلوم متضرر، وحساب عسير ستناله في الدنيا قبل الآخرة.
أن تتدخل في صلاحيات الرئيس التنفيذي وتتجاوز صلاحياتك ودورك المرسوم فهي عدم مهنية وخلط في الأدوار والمهام… لكن تبقى “الشرهة مو عليك”، بل هي على من يقبل هذه الممارسة سواء من مجلس الإدارة أو الرئيس التنفيذي ذاته.
ألّا ترى ولا ترعى غير مصالح ثلاثة أطراف من الملاك فقط، وتعمل ليل نهار على مصالحهم الخاصة والعامة، وتطوع كل الجهود لخدمتهم، رغم أنهم أقلية، فأنت ترى بعين واحدة قاصرة النظر، وميزانك مائل وغير عادل ولم تسمع ذات يوم بقول المولى عز وجل ” وأقيموا الوزن بالقسط ولا تخسروا الميزان”. فالعدالة تنسحب على كل شيء.
عشرات من أعضاء مجالس الإدارات تم عقابهم قضائياً ورقابياً ومجتمعياً، أدينوا واختفوا من الخجل، وبعضهم لم يقوَ على الظهور في المناسبات والتجمعات بسبب نظرة الناس إليه.
شريط الأحداث قريب وليس ببعيد، إن تناسيت فأعد تشغيله للتذكرة، وتصفح المشاهد جيداً، لأن دورك قادم، وستخرج من الباب الصغير كما خرج قبلك من كانوا يظنون أنهم محصنون ومعصومون أو محميون.
السقوط سيكون مدوياً، ومن يلتفون حولك سيلملمون ثيابهم منك، ولن تجد منهم أحد، فعد إلى جادة الصواب وتوقف عن تزييف الأرقام وتجميل البيانات وتلبيس “القحافي” وكل الممارسات التي عفى عليها الزمن ولا زلت أنت فقط متمسك بها.
العالم يعيش في عصر الذكاء الاصطناعي، وأنت تحاول يائساً بائساً مصمماً أن تعيش في كهوف الظلام والضلال، رغم قدسية الأمانة التي تحملها أمام الآلاف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى