مقالات

“صلح” يفتح الأبواب لـ “ضمان” واكتتاب المواطنين

صلح استراتيجي يرسم ملامح المستقبل

شراكة “عربي القابضة” و”هيئة الاستثمار” و”ضمان المستشفيات” لصالح الكويت

بقلم: ثامر حسين البادي

في خطوة تاريخية تُعزّز من مسيرة التنمية الاقتصادية والاجتماعية في كويتنا الحبيبة، شهدت الساحة المحلية مؤخرًا “صلحًا” استراتيجيًا بين أطراف فاعلة ومحورية، يُمثّل نموذجًا يحتذى به للشراكة الحقيقية بين القطاعين العام والخاص. هذا “الصلح”، الذي جمع بين مجموعة عربي القابضة كشريك استراتيجي، والهيئة العامة للاستثمار، وشركة مستشفيات الضمان الصحي (ضمان)، ليس مجرد تسوية لخلافات سابقة، بل هو إعلان عن مرحلة جديدة من التعاون البناء، يهدف إلى تحقيق نقلة نوعية في قطاع الرعاية الصحية، وفتح آفاق استثمارية واعدة، بما يعود بالنفع على الوطن والمواطنين والمقيمين.

تجاوز التحديات: “صلح” ينهي الماضي ويُبني المستقبل

لم يكن الطريق إلى هذا “الصلح” مفروشًا بالورود؛ فقد سبقته تحديات ومسائل قانونية تتعلق بمشروع شركة مستشفيات الضمان الصحي. إلا أن الرؤية الحكيمة لأطراف “الصلح” غلّبت المصلحة العليا للوطن، وتمّ توقيع عقد تسوية شامل ينهي القضايا المتداولة، ويُرسّخ مبدأ التعاون المشترك. هذا التوافق يُعدّ رسالة واضحة على مرونة بيئة الأعمال في الكويت، وقدرتها على تجاوز العقبات، وبناء جسور الثقة بين المستثمرين والجهات الحكومية، مما يُعزّز من جاذبية السوق الكويتي للاستثمارات المحلية والأجنبية.

“ضمان”: مشروع وطني برؤية مستقبلية

تُمثّل شركة مستشفيات الضمان الصحي (ضمان) أحد المشاريع التنموية الكبرى ضمن خطة التنمية ورؤية الكويت 2035. فمن خلال نظام الشراكة بين القطاعين العام والخاص، تسعى “ضمان” إلى تخفيف العبء عن المستشفيات الحكومية، وتوفير رعاية صحية متكاملة وعالية الجودة لشريحة واسعة من المقيمين العاملين في القطاع الخاص وعائلاتهم، والتي تُقدر بنحو مليوني مستفيد. هذا المشروع الحيوي لا يقتصر أثره على تحسين الخدمات الصحية فحسب، بل يُسهم أيضًا في خلق فرص عمل جديدة، وتوطين الخبرات الطبية والإدارية، ودعم الاقتصاد الوطني.

اكتتاب المواطنين: شراكة مجتمعية غير مسبوقة

أحد أبرز ملامح هذا المشروع هو نظام اكتتاب المواطنين في أسهم شركة “ضمان”. فبمبادرة رائدة من الهيئة العامة للاستثمار، تمّ دفع قيمة اكتتاب المواطنين في حصة كبيرة من أسهم الشركة (50%) نيابة عنهم، تمهيدًا لطرحها للاكتتاب العام في بورصة الكويت. هذه الخطوة تُجسّد أبعادًا متعددة:

* التمكين الاقتصادي للمواطنين: تُتيح هذه الفرصة للمواطنين أن يكونوا شركاء فاعلين في أحد أكبر المشاريع الوطنية، مما يُعزّز من شعورهم بالملكية والمشاركة في التنمية.

* الاستثمار الآمن والمستقبل الواعد: يُعدّ الاستثمار في قطاع الرعاية الصحية استثمارًا مستدامًا وواعدًا، خاصةً مع تزايد الطلب على الخدمات الصحية.

* تعزيز الشفافية والثقة: يُساهم الطرح العام في بورصة الكويت في تعزيز الشفافية، ويُؤكد على التزام الدولة بدعم المشاريع الوطنية الكبرى.

الأثر الشامل على الكويت والمواطنين والمقيمين

إنّ هذا “الصلح” والشراكة الاستراتيجية يُبشّران بمستقبل أكثر إشراقًا للكويت على عدة أصعدة:

* للكويت: يُعزّز من مكانتها كمركز مالي واقتصادي جاذب للاستثمار، ويُسرّع من وتيرة تنفيذ المشاريع التنموية الكبرى، ويُقلّل من الضغط على الميزانية العامة للدولة في قطاع الصحة.

* للمواطنين: يُوفر لهم فرصة استثمارية واعدة، ويُعزّز من دورهم في التنمية، ويُساهم في توفير بيئة صحية أفضل للمقيمين، مما ينعكس إيجابًا على جودة الحياة العامة في البلاد.

* للمقيمين: يُقدّم لهم رعاية صحية متطورة وشاملة من خلال مستشفيات “ضمان”، مما يُحسن من جودة حياتهم، ويُسهم في استقرارهم، ويُعزّز من إنتاجيتهم في سوق العمل.

في الختام، يُمثّل “الصلح” الذي تحقق بين “عربي القابضة” و”هيئة الاستثمار” و”ضمان المستشفيات” محطة مفصلية في مسيرة الكويت نحو تحقيق أهدافها التنموية. إنه دليل على أن التعاون، وتجاوز الخلافات، والتركيز على المصلحة الوطنية، هي الأسس التي تُبنى عليها الأوطان، وتُصنع بها الإنجازات، وتُرسَم بها ملامح المستقبل الواعد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى