الأسهم التشغيلية الخاملة في البورصة “صداع” يرسخ المضاربات

المستثمرون يبحثون عن الأسهم السائلة ولو بمخاطر مرتفعة.
تجربة صانع السوق لم تنجح 100% وتحتاج تطوير.
شركات راكدة بسبب السيطرة وأخرى لعدم عناية كبار الملاك.
كتب حازم مصطفى :
ليس مستغرباً تكدس السيولة في شريحة محددة من الأسهم بشكل متواصل وملحوظ في ظل خمول شريحة من الأسهم تصل إلى مستويات شديدة من الركود. فبالأرقام تتراوح معدلات دوران 16 سهم مدرج في البورصة بين 0.8% و3%، تشمل أسهم بنوك وشركات تشغيلية مختلفة، عقارية واستثمارية وتأمين واتصالات، وهي شركات من المصنفة على صعيد الأداء والعوائد وكبار الملاك لكنها خاملة وتعاني من ضعف حاد في معدلات الدوران.
بجانب أن الأداء المالي والأرقام التي تحويها الميزانية مطلوب أن تشتمل على أداء جيد ومركز مالي قوي وتوزيعات مستدامة، لكن أيضا سائلية السهم مطلوبة ومهمة بالنسبة للمستثمرين بدرجة لا تقل أهمية عن البيانات والمعطيات الأخرى.
مصادر استثمارية أشارت إلى جملة أسباب لركود تلك الأسهم من أهمها:
* عدم نضوج تجربة صانع السوق حتى الآن، والذي لا يزال يعمل بطريقة أقرضني أسهم أو مبالغ مالية، وفي كلتا الحالتين تكون المبالغ التي يوفرها العميل ضئيلة. التجربة تحتاج ابتكار وإعادة نظر في كثير من العوائق إن وجدت. لكن هناك جانب آخر يتعلق بكبار الملاك، وهو ما ذا يريدون؟ من واقع القائمة معدل الدوران يبدوا في درجة أقل بالنسبة لكبار الملاك، خصوصاً وأنهم يتمتعون بملاءة عالية.
* بعض الأسهم الخاملة في القائمة يكون خمولها من آثار الاستحواذ الإلزامي الذي نفذ عليها، فهي أسهم مملوكة بنسب أغلبية كبيرة تصل أو تزيد عن 90% وأكثر، وبالتالي معدلات الدوران غير ذات أهمية فضلاً عن أن سعرها السوقي مرتفع.
* أسهم أخرى خاضعة لسيطرة وذات هوية عائلية، وبالرغم من جودتها استثمارياً لكنها تقع في مرتبة غير متقدمة ضمن أولويات المحافظ والصناديق أو حتى المضاربين، حيث أن خمول السهم يمثل عبء على الأداء، حيث يكون أشبه بورقة مالية غير مسعرة، فضلاً عن أن هذه الأسهم لا تعكس الأداء الإيجابي والنتائج المالية.
* بعض الأسهم أو القطاعات مثل أسهم التأمين خاملة تاريخياً ولا تحظى بالإقبال الجيد من المستثمرين، وبالرغم من نتائجها الجيدة وتوزيعات بعض الشركات النقدية، إلا أنها تعاني من خمول مزمن.
* غياب المبادرات بشكل أساسي من الملاك، حيث أن بعض الأسهم محسوبة على شركات كبرى من رواد إدارة الأصول، فيما تحقق بعض المجاميع أهداف محددة ليس من بينها عكس قيمة السهم للأداء، والنماذج التي ترسخ لذلك الواقع والنهج عديدة.
يبقى التأكيد على أن تنامي تلك الظاهرة يرسخ المضاربات، حتى لو كان السهم يحمل مخاطر كبيرة ومعلومة وواضحة.