أسواق المال

542 مليون خسارة البورصة عشية إقفالات 2025

سائلية السوق في جلسة بيع عاصفة تعكس وفرة السيولة وانتقائية الفرص

 

قفزة قيمة التداولات 66.7% والسيولة 88.18 مليون

رغبات البيع قابلها طلبات شراء و تخارج قصيري الأجل لصالح أصحاب النفس الطويل

حساسية السوق اختبار يعكس حيويته وإيجابيته وعدم اصطناع الأداء

 

 

كتب محمود محمد:

 

عمقت بورصة الكويت خسائرها في الجلسة قبل الأخيرة من 2025، حيث منيت بخسائر سوقية بلغت 542 مليون دينار كويتي، فقدتها البورصة من القيمة الرأسمالية التي أغلقت أمس عند مستوى 53.194 مليار دينار كويتي، مقارنة مع قيمة سوقية عند 53.736 مليار دينار في جلسة الاثنين 29 الشهر الحالي.

مجريات الجلسة التي غلب عليها طابع البيع كانت طبيعية، وأكد مراقبون بأن السوق المالي من أبرز خصائصه الحساسية المفرطة والتأثر بأقل الأحداث المحيطة، حتى لو لم تكن ذات تأثير مباشر، وقد جاءت تداولات جلسة أمس طبيعية نظراً لحجم المتغيرات المحيطة بالسوق، وهو انعكاس يؤكد المسار الطبيعي للسوق، والتباين والتقدير والتقييم المتباين من المستثمرين، وهو ما يخلق الفرص ويشكل في ذات الوقت جاذبية بسبب تراجعات الأسعار.

وفي هذا السياق قالت مصادر مالية أن هناك الكثير من أصحاب السيولة ممن يترقبون المزيد من التراجع للدخول وتوظيف ما لديهم من سيولة، أو طلب التسهيلات أو استخدام بعض السيولة القائمة تحت الطلب، لا سيما وأنه مع كافة تجارب البورصة مع الأحداث تكون عملية الارتداد إيجابية وقياسية وكبيرة على صعيد العوائد.

ومن أبرز وأهم مكاسب البورصة أمس هي مستويات السيولة القياسية التي شهدتها جلسة التداول، والتي تعكس وتؤكد سائلية السوق خصوصاً وقت التصحيح، إذ تؤكد مصادر مالية أن عودة السيولة وتمددها بهذه القوة والقفزات هي رسالة ثقة واطمئنان، لا سيما وأن توظيف السيولة وقت أي تطورات أو أحداث طارئة يختلف عن وقت الاستقرار والهدوء.

وقفزت مستويات السيولة في جلسة الثلاثاء بنسبة 66.7%، فيما ارتفعت كمية الأٍسهم المشمولة بالتداول 62%، وزادت الصفقات 67.7%.

وتيرة السوق لم تكن في اتجاه واحد،  فقد حققت 17 شركة مكاسب، مقابل هبوط وتراجعات أسعار شملت 107 سهماً.

من يقرأ بين السطور في جلسة تداول الأمس، يرى أن بورصة الكويت حققت قفزات نوعية في مسار النضج المغلف بالثقة، حيث أن سائلية السوق في ظل المنعطفات التصحيحية الحادة، أو تحت ضغط المتغيرات الجيوسياسية هي أحد المكاسب الكبيرة الجديرة بأن تميز أي سوق مالي، فأي مستثمر يريد أن يجد السلعة أو الورقة المالية التي يريد شراؤها بمرونة، وكذلك الأمر عند التخارج، حيث يكون هناك فرصة مواتية للبيع.

اليوم تختتم البورصة 2025 بكافة أحداثها، والتي كانت من أبرز الأعوام بالنسبة لمسيرة البورصة على كافة المستويات، سواء مستويات الأرباح والعوائد، أو السيولة التي كانت أهم السمات المميزة للعام الحالي.

التفاؤل والنظرة الإيجابية للسوق قد تشهد وتيرة أعلى في العام الجديد الذي سيكون محملاً بعوامل دفع عديدة بعضها لم يحترق بعد، حيث لا تزال الكثير من الملفات الإيجابية تحتفظ بزخمها وقوتها.

وعلى صعيد المؤشرات فقد انخفضت أمس بشكل جماعي، عند إغلاق تعاملات الثلاثاء، بضغط انخفاض 12 قطاعا.

وانخفض مؤشر السوق الأول بنسبة 1.29%، كما انخفض “العام” بنسبة 1.27%، وتراجع “الرئيسي” بـ 1.16%، وهبط “الرئيسي 50” بنسبة 1.38%، عن مستوى الاثنين.

سجلت بورصة الكويت تداولات بقيمة 88.18 مليون دينار، موزعة على 296.2 مليون سهم، بتنفيذ 21.44 ألف صفقة.

وشهدت الجلسة انخفاض 12قطاعا في مقدمتها قطاع الرعاية الصحية بنسبة 5.79%، بينما ارتفع قطاع المواد الأساسية بـ 1.83%.

وبالنسبة للأسهم، فقد انخفض سعر 106 سهماً على رأسها “التقدم” بـ 13.88%، بينما ارتفع سعر 17 سهماً في مقدمتها “التمدين الاستثمارية” بواقع 10%، واستقر سعر 9 أسهم.

وجاء سهم “جي إف إتش” في مقدمة نشاط الكميات بحجم 27.24 مليون سهم، تزامناً مع إعلانها شراء أسهم خزينة بـ 3.44 مليون سهم، فيما تصدر السيولة سهم “بيتك” بقيمة 18.7 مليون دينار.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى