الموالاة لغير الكويت مذلة

الموالاة هي كلمة مهمة وخطيرة في تفسيرها ومعناها الحقيقي. وقد قيل أن الموالي سمي مواليا من طاعته وإخلاصه لجهة معينة. وهناك أنواع للموالاة، فهناك الموالاة لأشخاص، وهناك الموالاة لأحزاب، وهناك الموالاة لتنظيمات سياسية دينية وتنظيمات سياسية تجارية، وهناك موالاة لحكومات. وكل هذه الأنواع من الموالاة أساسها مصالح شخصية أو تنظيمية تعود على أفرادها بالمصالح المعنوية والمادية الشخصية. ويمكن أن يكون أساس الموالاة جهل وخطأ في فهم مبادئ وحقيقة الموالاة وأهميتها في الحياة، ما يدفع الكثير من الناس إلى الانخراط في تنظيمات سياسية مختلفة من أجل مصالح شخصية ضيقة. أما الموالاة للوطن فهي أهم وأشرف أنواع الموالاة، وهذه الموالاة اساسها حب الوطن وعلو شأنه.
هذا تعريف عام للموالاة، فماذا لدينا نحن في الكويت؟
إن المتتبع للموالاة في الكويت يرى أن معظم أفراد المجتمع موالاتهم لتنظيمات دينية سياسية أو تجارية سياسية أو قبلية أو فئوية، إلا القلة الذين يكون ولاؤهم للوطن وحبه ونصرته. وكل هذه الأنواع من الموالاة لغير الوطن سببها انحدار مستوى التربية والتعليم وانحرافه عن أهدافه، فخلق حالة من عدم الانتماء للوطن، وجعلها للتنظيمات المختلفة من داخلية وخارجية. من الغريب أننا مستمرون في السير على هذا النهج السلبي ولا نفكر في إصلاحه ووضع مبادئ أساسية لتعظيم المواطنة وحب الوطن في مناهج التربية والتعليم، التي تعد الأساس المطلوب والمرجو لصالح ولمستقبل المواطن وانعكاسه على الوطن.
إنها مشكلة عظيمة يجب على أصحاب القرار والنخبة من رجال البلد المخلصين التفكير فيها، والبدء في وضع أسس لتعديل المسار الخطر والضار على المجتمع، وجعل الموالاة فقط للوطن وهو الأصل في معظم المجتمعات.
إن التربية والتعليم السليمان مبنيان على رفع شأن الوطن في المناهج التعليمية، وبث روح النشيد الوطني، وحث المواطن على دراسة الدستور تعليماً وتطبيقاً لخلق حالة طبيعية ومريحة ومطلوبة للمستقبل، فقد آن الاوان لأصحاب القرار في العهد الجديد التفكير الجدي في إصلاح المسار وتنمية الولاء لحب الوطن والتغني به، وهو من الأمور المهمة لمستقبل أفراد المجتمع وعلو وسمو الوطن. إنها صرخة نابعة من حب هذا الوطن الذي لم يقصر في عطائه لكل مواطنيه، فيجب على الجميع العمل لدعم ذلك لما فيه خير وحب وموالاة هذا الوطن الطيب. والله المستعان..
حامد السيف.