منوعات

نائب الرئيس وورطة مجلس الإدارة!

قصة يكتبها عادل العادل:

عندما يكون المجلس شريف عفيف ملتزم، يكفيه فقط ذلة مهنية من نائب الرئيس أو أي عضو من أعضاء مجلس الإدارة ليتورط الجميع في وحل أفعاله وممارساته.

عند صغائر الأمور تبرز المهنية والشفافية والعفة والحياء والخجل، فمثلاً عندما يتم التصويت على بند قد يمس من قريب أو بعيد أياً من أعضاء مجلس الإدارة في مصلحة مباشرة أو غير مباشرة يخرج العضو الشريف من الاجتماع مهرولاً لتجنب تضارب المصالح، وعندما يتم التصويت على مكافأة مالية أو ترقية لقريب يمتنع عن التصويت.
لكن هذه الشكليات المبالغ فيها ورائها ما ورائها من ممارسات سلبية عميقة وسلوكيات غميقة وتصرفات مقيتة وصارخة فاضحة مجلجلة، عندما تجد نفس العضو الشفاف الشريف العفيف الملتزم شكلاً بصحيح القانون وسفاسف الممارسات، المخالف مضمونا لكل القوانين وحتى الأعراف، يرتكب أبشع الجرائم المالية ويسيء استخدام منصبه وسلطته ويوظفها لحماية نفسه.

ليس مستغرباً أن بعض الألغاز تحتاج إلى الأذكياء فقط لفك طلاسمها، خصوصاً عندما يكون موقفك سليم بنسبة100% وتجد الانحراف والخروج عن المسار والمألوف هو النتيجة. عندما تجد النتيجة صفر رغم أنك أنجزت واجبك على الوجه الأكمل. عندما تصل إلى درجة اليقين بسلامة موقفك وإجراءاتك وتجد الطريق مغلق على غير “سنع”، فهنا يبرز دور الأذكياء في فك طلاسم وتعقيدات النتائج غير المألوفة والنتائج المنحرفة والظالمة التي حادت عن الطريق السليم بسبب غياب التوازن بين المصلحة الخاصة وحقوق الآخرين، حتى لوكانت ضد مصلحة من يتخذ القرار.
مثل هذه الأجواء قد تجيب في بعض الأحيان عن تساؤل مهم جداً، هذا التساؤل الذي يصبح لغز الألغاز عندما يحدث فجأة، ألا وهو: لماذا يغادر الأشخاص الجيدون؟!!
في كثير من الحالات تجد خروج قيادي من رابطة مترابطة لمجلس إدارة، ذلك المجلس الذي تراه من بعيد متجانس ومتناغم ومتألف فنياً ومهنياً ومتنوع الخبرات، لكن دون مقدمات تجد أحد الأعضاء بهدوء قفز من السفينة مبكرا قبل أن تبحر بعيداً! ولفداحة الأسباب يتم إخماد نار الاستقالة بأنها لأسباب خاصة، كما عشرات الاستقالات التي يتم الإفصاح عنها، لكن مثل هذه الحالات ورائها أسباب بنسبة 100%، ومسببات أعمق بكثير من سطحية الخروج المبكر من المناصب التي يتم تركيبها من أعضاء مختلفين ليشكلوا مجلس قيادة كيان.

هذه النوعية النادرة المتفردة والمتميزة من القيادات والأشخاص، التي “تطأ” أقدامها أي منصب أو جاه أو عائد مالي من أجل الأمانة التي وصفها الباري عز وجل بأنها ثقيلة، ومهمة عظيمة، أبت حملها السماوات والأرض والجبال… وذلك في قوله تعالى ” إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ ۖ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا”. فأي مسؤولية وأي أخلاق هذه التي يمكن أن تصون “الأمانة” التي ليست حكراً على مال أخذته على سبيل الحفظ، بل الأمانة تشمل أمانة الكلمة والموقف وأداء الواجب المناط بالمسؤول القيام بها بمسؤولية والتزام بالقانون، حتى لو كان عليه قبل غيره، لا أن يتظاهر ويتفاخر بالحيادية والنزاهة ووراء الأكمة ما ورائها. لا تعلن عن وجه وتخفي أوجه، فابتسامتك الصفراء ورزانتك المصطنعة ستتكشف قريباً أمام الرأي العام الذي سيصدم من هول أفعالك وأفعال من لوثت مسيرتهم معك من زملائك في مجلس الإدارة، وستكون نهايتكم مأسوية وسيجردكم التاريخ وسيجلدكم في ذات الوقت، فما قمتم به مسؤولية جماعية لمجلس الإدارة كاملاً الذي يفترض أن قراراته جماعية وليست فردية.

دنت واقتربت ساعة الحسم والحساب، وكل ساق سيسقى بما سقى، وعلى الباغي تدور الدوائر، ولن تغطي عين الشمس بغربال مهما حاولت بائساً يائساً فللحقوق حلوق وأمناء عليها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى