برز الثعلب يوماً في ثياب الواعظين

قصة يكتبها عادل العادل:
لعل قصيدة أمير الشعراء أحمد شوقي في هذا التوقيت هي من تجيب عن حال الكثيرين من المساهمين أو المستثمرين والمراقبين أو المتعاطفين أو الداعمين، ممن خدعتهم الأرقام والخطب الرنانة البراقة، والعناوين الطنانة الباهرة الآسرة للسمع والبصر.
هل تعلم أحد الدرس؟! … كلا، مع حفنة أرقام مضخمة مفخخة منمقة مرتبة تستطيع أن تأسر العقول والقلوب، وتجعله يبصمون “بأصابعهم العشرة” لمشروع القرن، وما أن يمر حتي يكون ما يحدث عكس ما روج له 180 درجة، وتبدأ الحجج الواهية، “إنها ظروف السوق والتداعيات الجيوسياسية والمنافسة الشرسة والظروف العالمية ولسنا بمعزل عن العالم والقادم أعظم”، وهكذا يمر عام وراء عام وجيل وراء جيل، ولا يتحقق إلا هدف أصحاب المصلحة، أما البقية…. (….) فهم ليسوا إلا مجموعات متناثرة من الأفراد تتغير وتتبدل، وكما قيل في الأمثال (بو…….) والناس تنتسى !.
القصيدة التالية تلخص مشهد مهم وفصل دقيق، هو العنوان الأبرز والأهم لمن كانوا في انتظار أرقام أو نتائج غير!
المساهمون المراقبون المتابعون المهتمون في حالة غليان بعد أن سقطت أوراق التوت وانكشف المستور.
لكن ما يمكن قوله على هذا الواقع، هو ما سطره الشاعر مرسي جميل عزيز “فات الميعاد”… لقد فات وانتهى ولم يعد يفيد البكاء على اللبن المسكوب، بل ما يفيد فقط هو الحساب!
فإياكم والثعالب، وما أكثرها، فهي تعود من نوافذ مختلفة ومن قنوات متعددة وبأدوات متجددة، فنحن في عالم الذكاء الاصطناعي والنهب المبرمج الممنهج … وإلى الكلمات الخالدة التي تلخص وتجسد المشهد الذي لم يكن مستغرباً أبدا، بل كان متوقعاً، خصوصا في مخيلة الثعلب وأتباعه من المستفيدين، بينما من لا يجيدون قراءة البيانات المالية ويتلقون بالسمع فقط، فلا عزاء لهم، لأنهم صفقوا وصمتوا ومعوضين في كيان آخر، لكن هل تعلموا الدرس؟!
كلمات القصيدة:
برز “الثعلب” يوماً!!
بـرز “الـثـعلب “يوما فى ثياب الواعظينا!
فـمـشى في الأرض يهذي ويسب الماكرينا!
ويـقـول: الـحـمـد لـلـه إله العالمينا !
يـا عـبـاد الله تـوبوا فهو كهف التائبينا !
وازهدوا في الطير إن العيش عيش الزاهدينا !
واطـلـبوا “الديك” يؤذن لصلاة الصبح فينا !
فـأتـى “الـديـك” رسول من إمام الناسكينا!
عـرض الأمـر عـليه وهو يرجو أن يلينا !
فـأجـاب “الـديك” عذرا يا أضل المهتدينا!
بـلـغ “الثعلب” عني عن جدودي الصالحينا !
عـن ” ذوي التيجان” ممن دخل البطن اللعينا!
أنـهـم قـالـوا وخير القول قول العارفينا !
مـخـطـىء من ظن يوما أن “للثعلب” دينا!