هل يكون لهيئة الاستثمار بصمة على البورصة في ظل شح المبادرات وغياب الأدوات؟

• تطلعات بتخطي روتين المساهمات المالية في الصناديق وإسناد المحافظ.
• طموح بتأسيس كيانات تغطي أنشطة تكنولوجية تخدم اقتصاد الكويت.
• هل تطلق شرارة التحول وتتبنى المبادرات ذات الجودة لترى النور؟
• ماذا يمكن أن يستفيد السوق المالي من “بلاك روك” لتخطي عهد “جياد ” وإفصاحاتها؟
كتب بدر العلي:
أخذت بورصة الكويت منذ العام الماضي طريقاً إيجابياً واستعادت جزء كبير من الثقة وعادت إليها الطيور المهاجرة من شرائح مختلفة من الأفراد الذين تجمدت أموالهم بسبب الشركات الورقية التي تساقطت واحدة تلوى الأخرى.
في ظل المناخ الإيجابي استثماريا واقتصادياً، والانفتاح الذي تشهده الكويت على صعيد بناء الشراكات الكبرى العالمية مع رواد صناعة الأصول وكبرى الاقتصاديات في العالم، هل يتم البناء على ما تحقق من مكاسب ويكون للهيئة العامة للاستثمار بصمة إيجابية على صعيد السوق، في ظل العجز الواضح والبيّن على شركة البورصة المتقوقعة وغير الفاعلة في إنجاح الأدوات المالية، والناجحة نسبياً في إيميلات الاستفسارات عن النشاط غير الاعتيادي؟
تاريخياً، الهيئة العامة للاستثمار هي أساس النجاح لخدمة الأجل، عبر مساهمتها الكبرى في صندوق وعد التي كانت من أنجح الأدوات في تاريخ السوق، لكنها شطبت ووقفت رغم نجاحها.
السوق حالياً يفتقد للمبادرات، وهي التي تنقصه كضلع مكمل للصورة الناضجة، فهل في ظل القيادة الجديدة الطموحة المهنية لرأس الهرم في الهيئة، الممثلة في الشيخ سعود السالم، يمكن للهيئة أن تكسر حاجز الجمود والركود في هذا الملف وأن تعيد “الحراك” للسوق المالي الكويتي عبر إعادة طرح حصص الهيئة للاكتتابات، وتأسيس كيانات جديدة ضخمة لأنشطة مستحدثة وعصرية، على سبيل المثال في قطاعات الذكاء الاصطناعي وغيرها من قطاعات الثورة الرقمية، لتحقيق تحول نوعي في مسيرة الاقتصاد بدلاً أن يستمر مستورداً لكل الخدمات.
التأسيس لأنشطة حديثة وجديدة يمكن أن يغطي حاجة السوق الكويتي وتتحول إلى مصدر للخدمات في القطاعات التي يمكن أن ترى النور.
هل تفتح الهيئة باب استقبال أصحاب المبادرات أمام الشركات القيادية والريادية في السوق وتنتقي منها الأفضل لإعادة رفد السوق الكويتي بشركات مساهمة عامة بعد مرور عامها الأول على الـتأسيس؟ … السوق متعطش، والخيارات تضيق، والأسعار تتضخم، والبورصة في أمس الحاجة لمزيد من التوسع في حجم الفرص أمام المستثمرين.
هيئة الاستثمار من أهم وأقوى اللاعبين على المستوى العالمي، كخامس أكبر صندوق سيادي بقوة 1.029 تريليون حصان (دولار)، وسوق المنشأ والأساس يستحق بصمة ودفعة نحو الأمام لإخراجه من دوامة المضاربات إلى مصاف الأسواق ذات العمق.
نتمنى أن ترعى الهيئة التقارب بين كبرى البنوك الرائدة محليا ورواد القطاع الاستثماري في تحقيق تعاون مع بلاك روك وأذرعها والكيانات التي تنتمي لها ليتخطى السوق مرحلة جياد وإفصاحاتها وكل من يمثل عبء على السوق.
السوق تشبع من المنافسة في القطاعات التقليدية، وفي ظل حالة التفاؤل فالآمال كبيرة والطموح شاهق لتدشين قطاعات تتخطى النماذج والأنشطة المكررة، والولوج بقوة في مجالات الذكاء الاصطناعي والفضاء والتكنولوجيا الطبية والطاقة البديلة وصناعة التكنولوجيا الدقيقة، والتوسع في تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات ونقل وحفظ البيانات وغيرها من عشرات الاستثمارات البديلة ذات التحولات الرقمية المتسارعة التي تمثل مستقبل العالم.