باب الحساب مفتوح

إغلاق الـ “DEAL” لايعني إقفال باب الحساب، خصوصاً إذا كان حجم الفساد كبير، والتدليس عظيم، والضرر بيّن وبالغ، والمنتفعين على حساب الجميع قلة.
قد يتأخر الحساب أو نزول العقاب، لكنها أقدار الله، تمضي وتنفذ في التوقيت المناسب لحكمة يعلمها الواحد القهار، لكن في نهاية المطاف لا محالة سيأتي الحساب وسينزل العقاب، وكل ساق سيُسقى بما سقى.
أوراق التوت تتساقط واحدة تلو الأخرى، لتظهر حقيقة من أفسد ودلس وزيف الأرقام وضخم الأصول وأجرى عمليات الـ “نفخ” والتجميل لكل الأصول المسمومة. هؤلاء الذين استخدموا عباقرة وأساتذة تلبيس “القحافي” ومحترفي “التطبيل” والقرع على دفوف الباطل حتى صدقهم الناس إلا القليل. لكن تلبيسهم وتدليسهم لم يؤثر على أصحاب العقول المستنيرة والمؤمنين بأن الفارق كبير بين الغث والسمين، والقانعين بالاختلاف بين حامل الكير ونافخ المسك، وأن الفرق بينهما كما الفرق بين عتمة الليل وإشراقة النهار، العارفين ببواطن الأمور وحقائقها.
لم يكن لـ ” DEAL” الأعظم في تاريخ النهب يحتاج إلى كثير من الأدلة لإثبات أنه ليس في الصالح العام، وأنه في صالح مجموعة منتفعة دفعت بكل ثقلها المالي والتجاري والسياسي، واستخدمت كافة الأسلحة الحلال منها والحرام، أخلاقياً ومحاسبياً ومالياً، لكنهم غلفوها بتسلسل الإجراءات، واهمين أن حشد موافقات الجمعيات العمومية هو صك البراءة ودليل الموافقة، وعنوان الرغبة، متناسين أنها عبارة عن تواكيل تُجمع كما الأصوات الانتخابية من هذا وذاك، وأنها بلا أي مسؤولية آنية أو مستقبلية، فالأفراد، الذين يمثلون القاعدة الأعظم، مسؤوليتهم محدودة وأهدافهم قصيرة الأجل، ولا ضير في أن يجامل في منح توكيل أو التصويت مع ملك ترويج الأرقام البراقة الرنانة الخاطفة للأبصار الآخذة للعقول المؤثرة على المواقف، ويا ليتها حقيقة أو حتى أقرب لنصف الحقيقة.
الجميع بات على يقين من حقيقة ما حدث، بعد أن انكشفت وبانت الحقائق وتساقطت كل الأقنعة التي روجت وهللت وصفقت ودعمت عن جهل ودون علم ودون وعي ودون يقين، لكن كيف سيتم تصحيح الأوضاع المقلوبة؟
الورطة كبيرة والخيبة ثقيلة لأن القاعدة ثابتة وواضحة، “ما بني على باطل فهو باطل” مهما طالت الأيام ومرت السنون.
حالياً حالتهم … كما وصفهم الباري عز وجل ” لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس”.
المسؤولية على الجميع عظيمة وثقيلة لتصحيح الأوضاع المقلوبة، وإنقاذ الكيان من المزيد من العبث، فالسوق لم يعد يتحمل ممارسات الماضي الأليم. العالم في 2025 ينهض ويسير للأمام، ينتفض ويبني ويبتكر، يتنافس كمن يفر من قسورة، فيما هؤلاء يعيدون الماضي الأليم باللعب والتلاعب، وكأنهم لا يعرفون كيف يربحون إلا على حساب الغير واللعبة المكررة من دون إبداع … فإلى متى تكرار نفس اللعبة؟!
لكن هناك حقيقة واحدة ساطعة واضحة، هي أنكم لن تفلتوا من الحساب والعقاب مهما تأخر القرار لفتح “دفاتر” الماضي بكل ما تحويه من عبث وأرقام مضللة … حالياً أنتم في مرمى العقاب المجتمعي ونظرة الجميع لكم …ولكل الأدوات التي استخدمتموها، وهذا هو العقاب الأشد ألماً وبأساً.
يبقى العزاء الوحيد أنكم دمرتم كيان، ولكن هناك كيانات أخرى وأعمدة شامخة ثابتة شاهقة مستقرة يقوم عليها مخلصون لا منتفعون، ملاك لا مستأجرون، أصحاب ضمير لا متلونون، يخافون الله سراً وعلانية وليس بـ “اللحى” والمظاهر الزائفة، وهذا هو الفرق.