منوعات

على الأًصل دور… هذا وقت الصمود!

قصة الثري والدجال منتشرة في كل أسواق العالم. فكثيراً ما تجد من يدعي أنه رجل أعمال، وغالباً ما يكون وراءه دجال مهندس للبيانات المالية، لكن هناك مستثمرون حقيقيون ورجال أعمال طبيعيون نشأوا منذ الخطوات الأولى على المسؤولية وحب العمل الخاص، وغالباً ما تورث تلك المهنة، حيث يدرب رجال الأعمال الأبناء بإسناد بعض الأعمال إليهم، ووضعهم على طريق المسؤولية تدريجياً، وهذا النموذج غالباً ما ينتج “نماذج” ناجحة مشرفة صاحبة بصمة مؤثرة.

لكن النموذج المصطنع الذي يتحول إلى رجل أعمال فجأة بلا أسس، بمجرد التحالف مع “مهندس” مالي ضليع في عمليات التدوير، وأعمال التقييم وإعادة التقييم، وصناعة الأرقام على الورق، بلا حقائق أو أصول يتم الاستناد إليها لتبرير الأرقام التي يتم تضخيمها سنوياً.
هذا النموذج الورقي المؤقت غير مستدام، بل عمره قصير ومرتبط بانتهاء الطفرة التي تدعمها ظروف ومعطيات محددة، وما أن تهدأ الرياح يتساقط كل من طار بلا أجنحة وكل من ارتفع بلا سبب وتضخم بدون أي مبرر.

لكن من الذي يدفع الثمن دائماً؟ من الذي تصدمه النتائج، فيشرب الكأس المرة ويتجرع علقم الخسائر المدوية؟ إنه من يتغافل عن قراءة الأرقام والتدقيق جيداً في الميزانيات، بعيداً عن البروبوغاندا الترويجية والتسويقية، والخدع البصرية والسمعية، من يفعل ذلك حتماً سيكون في مرمى الخسارة الأبدية. تلك الفئة من المستثمرين انخدعوا وانساقوا وراء “رجال أعمال” من ورق، أسسوا شركات مؤقتة لتذهب مع الريح وتتناثر وتنتهي، ويبقى أثرها جرحاً غائراً أبد الدهر… كيف لا وقد قال من قال أن “المال عديل الروح”.

الثقة يجب أن تكون في الأصول قبل الأشخاص، الأصول المشعة المدرة الجوهرية القوية الراسخة هي الأساس، جودة الأصول هي عنوان الحقيقة لأي كيان ولمجلس إدارته.
تنوع الأصول وتوزيعها الجغرافي، مستوى النمو السنوي، الإضافات المستمرة، الثبات والاستقرار، ثقة البنوك في الكيان، سمعة أعضاء مجلس الإدارة، هل هم من المشهود لهم بالكفاءة أم كل عضو يتبع اتجاه محدد، شهاداتهم هي “صجية” أم شهادات دكتوراة من “بئر السلم”، يملكون أم أعضاء موظفون يتم توجيههم من المالك المتخفي … فمن يدير يجب أن لا تقل ملكيته عن 30% فصاعداً…أما من يملك 10% ويدير الشركة بالتوكيلات، أو يمرر الميزانيات والجمعيات بمن حضر الجمعية المؤجلة، لا تضع أموالك معه … ولو وضعت فلساً واحداً فيجب أن لا تنام حتى تخرج سالماً لأن درجة المخاطر 100%، فلا أداء منتظر، ولا عائد يرتجى من توزيعات، اللهم إلا أن تكون الشركة هدفاً لتحركات المضاربين وتقليب السهم يساراً ويميناً بلا أسس ولا أداء ولا مبرر، على قاعدة رمز مضاربي يقول “لا تحدثني عن القيمة الدفترية أو غيرها الأهم دوران السهم”. لكن كلما طار طير وارتفع بلا أسس كالبالون الفارغ، فإنه كما طار وقع واندثر وبدد كل المكاسب.

كما قال الأوائل “على الأصل دور” و “الراهي راهي والأصيل أصيل” … أما من يعتمد على أن أصوله هم الأفراد وقاعدة المضاربين في السهم، ويعتمد على الإقبال على الدوران فلا خير يرتجى منه، وسيبقى المساهم أبد الدهر في نزاع وصراع وملاحقة، وسينزف أكثر مما استثمر وأكثر مما جنى من أرباح.
الثوابت واضحة، والراسخون أوضح، وما تبقى من “ورقيات” وبالونات عبارة عن كمائن ومفرقعات من ذات المحتالين، لكنهم انكشفوا، ومن يقترب منهم لا يلومن إلا نفسه، فالدروس كثيرة ومريرة ولا بد من استخلاص العبر والدروس.

المرحلة الحالية حول العالم، هي مرحلة الأصول الثابتة الراسخة الدفاعية، أما أصحاب الرخص الورقية والميزانيات المطاطية فهذا ليس وقتهم، العالم يتحول.

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى