التلاعب في تقييم بضاعة آخر المدة مدخل للتلاعب برقم صافي الربح

رقم صافي الربح رقم مهم لكافة من لهم علاقة بالشركة ،بدءا من الشركاء مرورا بالموظفين والموردين والدائنين، وصولا إلى أجهزة الدولة المختلفة كدائرة الضريبة والاحصاءات العامة ومراقب الشركات والباحثين والمستثمرين والمنافسين وكافة المهتمين بالشأن الاقتصادي والتجاري.

إن تكلفة البضاعة المباعة =

بضاعة أول المدة + صافي المشتريات – بضاعة آخر المدة.

يتم تحديد تكلفة بضاعة آخر المدة من خلال عدة طرق أهمها:

( ١ ) طريقة الوارد أولا صادر أولا FIFO.

( ٢ ) طريقة الوارد أخيرا صادر أولا، LIFO. نهى معيار المحاسبة الدولي رقم ٢ والخاص بالمخزون عن استخدامها.

( ٣ ) طريقة المتوسط الحسابي المرجح ، WA .

يتم إدراج قيمة بضاعة آخر المدة في الميزانية حسب التكلفة أو صافي القيمة البيعية أيهما أقل.

صافي القيمة البيعية يعني سعر البيع المتوقع مطروحا منه تكاليف البيع.

حالة عملية:

تتكون شركة الميعاد لتجارة العدد الصناعية، وهي مسجلة كشركة تضامن لدى مراقب الشركات في وزارة الصناعة والتجارة ،من الشركاء خالد وحسن وعمران، يتقاسمون الأرباح والخسائر فيما بينهم بالتساوي. اتفق الشركاء على أن يقوم الشريك خالد بإدارة الشركة للعامين ٢٠٢٤، و٢٠٢٥ على التوالي، شريطة حصول الشريك خالد على مكافأة مالية مقدارها ١٠٪ من صافي الربح عن كل سنة مقابل إدارته للشركة، بالإضافة إلى حصته السنوية من الأرباح.

أظهرت قائمة الدخل الحقيقية للعام ٢٠٢٤ رقم صافي الربح على النحو التالي:

وعند احتساب المدير المالي لحصص الشركاء كانت على النحو التالي:

لم يقتنع الشريك خالد بمبلغ ١٦ ألف دينار، بسبب الالتزامات الشخصية المتراكمة عليه، وبما أنه مديرا للشركة لمدة عامين متتالين، طلب من المدير المالي سرا بأن يقوم بالتلاعب بالأرباح وزيادتها من أجل الحصول على مبلغ إضافي ويستطيع سداد التزاماته الشخصية، وعرض على المدير المالي مبلغ ٥٠٠ دينار من جيبه الخاص مقابل ذلك العمل ووافق المدير المالي دون علم بقية الشركاء.

استخدم المدير المالي خبرته ووجد أفضل طريقة للتلاعب بالأرباح هي من خلال تضخيم بضاعة آخر المدة للعام ٢٠٢٤، علما أن بضاعة آخر المدة في

٣١/ ١٢ / ٢٠٢٤، هي نفسها بضاعة أول المدة في ١ / ١ /٢٠٢٥، كما يعتبر الخطأ في تقييم بضاعة آخر المدة من الأخطاء التعويضية التي تلغي نفسها بنفسها خلال فترتين ماليتين متتاليتين، أي كأنها لم تكن.

رفع المدير المالي سرا بالاتفاق مع الشريك خالد، وبإخفاء هذا الفعل عن الشركاء الآخرين، قيمة بضاعة آخر المدة للعام ٢٠٢٤ من ٨٠ ألف دينار إلى ١١٠ ألف دينار، مما زاد من قيمة صافي ربح الشركة بعد الضريبة للعام ٢٠٢٤ من ٤٠ ألف دينار إلى ٦٤ ألف، وبالتالي زاد المبلغ الذي يتسلمه الشريك خالد كحصة من الأرباح ومكافأة له مقابل إدارته للشركة من ١٦ ألف دينار إلى ٢٥ ألف و٦٠٠ دينار، على النحو التالي:

وعليه تصبح حصص الشركاء على النحو التالي:

يلاحظ هنا أن الخطأ في تقييم بضاعة آخر المدة يعتبر من الأخطاء المعوضة، أي تلغي نفسها بنفسها في حالة استمراريتها بنفس المقدار على مدار الفترات المحاسبية المتتالية، كما أن تقييم بضاعة آخر المدة بقيمة أكبر من قيمتها الحقيقة، يجعل صافي الربح للفترة الحالية أكبر من حقيقته بنفس المقدار.