أسرار قمة ألاسكا: ما الذي دار بين ترامب وبوتين خلف الأبواب المغلقة؟

شراء ألاسكا من روسيا مقابل 7.2 ملايين دولار — أي أقل من 2 سنت لكل فدان.
استراتيجية التوسع الإقليمي الأمريكي متعددة الأوجه، تجمع بين القوة الناعمة (الشراء والتفاوض) والقوة الصلبة (الحرب والضم)، مما يجعلها حالة فريدة في تاريخ تشكيل الدول.
لم يكن القرار بألاسكا مجرد مقامرة مالية، بل كان صدى لمخاوف وتطلعات أمريكية عميقة.
تطلعات الاقتصاد الأمريكي كانت ترى في ألاسكا ثروات مختبئة من الفرو والذهب وحتى احتمالات تجارة مع الصين واليابان.
ألاسكا ليست مجرد مساحة بيضاء على خريطة الشمال.
صادرات النفط والغاز من ألاسكا تصل إلى مليارات الدولارات سنويًا وتؤمن جزءًا كبيرًا من حاجات الطاقة للولايات المتحدة
اختيار ترامب وبوتين لعقد قمتهما في ألاسكا له دلالات خفية تتجاوز مجرد الجغرافيا.
قطاع الأسماك يدر قرابة 6 مليارات دولار سنويًا، وتحتضن ألاسكا أكبر صناعة للمأكولات البحرية في البلاد، منتجة أكثر من 60% من إنتاج الولايات المتحدة
أمن الطاقة والغذاء شكل ركيزة مهمة لاستقلال أمريكا عن روسيا ودول أخرى.
لم تبنِ الولايات المتحدة أراضيها عبر الحرب والاستعمار فقط، بل أيضًا عبر عمليات شراء ذكية واستراتيجية.
فهم التاريخ هو مفتاح لفهم الجغرافيا السياسية الإقتصادية (Geopolitical) والثقافية للولايات المتحدة اليوم.
ألاسكا: من “حماقة سيوارد” إلى نقطة لقاء القادة والأسرار الأمريكية-الروسية
مدخل تاريخي ملهم: لماذا اشترت أمريكا ألاسكا؟
في عام 1867، وقعت الولايات المتحدة واحدة من أجرأ الصفقات في تاريخ توسعها: شراء ألاسكا من روسيا مقابل 7.2 ملايين دولار — أي أقل من 2 سنت لكل فدان. كثيرون سخروا من الصفقة وسموها “حماقة سيوارد” (نسبة لوزير الخارجية الأمريكي ويليام سيوارد)، بعدما اعتبروا الأرض مجرد ثلج لا يثمر ولا ينفع، لكن الزمن سوف يكشف كم كانت هذه المغامرة عبقرية واستثنائية.
أسباب الشراء: استراتيجية أكثر من مجرد صفقة عقار
لم يكن القرار بألاسكا مجرد مقامرة مالية، بل كان صدى لمخاوف وتطلعات أمريكية عميقة:
* روسيا وقتها كانت على وشك الإفلاس بعد حرب القرم، وعاجزة عن حماية مستعمراتها البعيدة. فشعرت أن بيع ألاسكا لأمريكا أفضل من خسارتها للبريطانيين دون مقابل.
* أمريكا بدورها كانت تؤمن بعقيدة “القدر المتجلي” ورغبتها في التوسع تجاه آسيا والمحيط الهادئ.
* تطلعات الاقتصاد الأمريكي كانت ترى في ألاسكا ثروات مختبئة من الفرو والذهب وحتى احتمالات تجارة مع الصين واليابان.
* الموقع الجغرافي لألاسكا يجعلها قاعدة متقدمة للوصول الآمن إلى المحيط المتجمد الشمالي، وموقعاً استراتيجياً يراقب روسيا وبريطانيا.
من أرض “جليد لا قيمة له” إلى كنز اقتصادي لا ينضب
سُرعان ما أثبتت ألاسكا أنها ليست مجرد مساحة بيضاء على خريطة الشمال. ففي أواخر القرن التاسع عشر، اندفع المغامرون بحثًا عن الذهب، ومع اكتشاف النفط ومعادن ثمينة أخرى، بدأت أمريكا تجني ثمارًا هائلة:
* اليوم تدخل صادرات النفط والغاز من ألاسكا مليارات الدولارات سنويًا وتؤمن جزءًا كبيرًا من حاجات الطاقة للولايات المتحدة.
* قطاع الأسماك وحده يدر قرابة 6 مليارات دولار سنويًا، وتحتضن ألاسكا أكبر صناعة للمأكولات البحرية في البلاد، منتجة أكثر من 60% من إنتاج الولايات المتحدة.
* السياحة تقدر بمليارات كل سنة، وملايين الزوار يأتون بحثًا عن المغامرة والطبيعة البكر.
* ألاسكا واحدة من أهم قواعد الجيش الأمريكي الدفاعية، نظراً لموقعها بالقرب من روسيا وشمال المحيط الهادئ، وهي بوابة واشنطن نحو القطب الشمالي—المنطقة الأحدث لصراعات الموارد العالمية.
العوامل الحاسمة: هل كانت الصفقة تستحق المخاطرة؟
بمراجعة التحولات الكبرى، يظهر بوضوح أن من وصفوا الصفقة بالـ”حماقة” كانوا شديدي الخطأ:
* العائد الاقتصادي لألاسكا تجاوز قيمة الشراء آلاف المرات، بينما تقدّر قيمة الموارد الطبيعية فيها اليوم بمئات المليارات.
* الموقع الاستراتيجي حمى الولايات المتحدة إبان الحربين العالميتين وحقبة الحرب الباردة، وجعلها مستعدة لأي طارئ عسكري واقتصادي في شمال الكرة الأرضية.
* أمن الطاقة والغذاء شكل ركيزة مهمة لاستقلال أمريكا عن روسيا ودول أخرى.
* قاعدة JBER تعتبر محرك اقتصادي حيوي لألاسكا وليست مجرد منشأة عسكرية استراتيجية؛ بل هي ، حيث تزود الولاية بدماء اقتصادية.
الولايات المتحدة وتوسعها الإقليمي: شراء الأراضي beyond ألاسكا
عندما يُسأل الأمريكي العادي عن الأراضي التي اشترتها حكومة بلاده، فإن أول ما يتبادر إلى ذهنه هو صفقة شراء ألاسكا من روسيا في عام 1867، والتي تُعد أشهر صفقة استحواذ إقليمي في التاريخ الأمريكي. ولكن هل كانت ألاسكا الصفقة الوحيدة؟ الإجابة المباشرة هي لا. لقد شمل التوسع الإقليمي للولايات المتحدة على مر التاريخ سلسلة معقدة من عمليات الشراء والتنازلات والمعاهدات، والتي شكلت الخريطة الحالية للبلاد. هذا التقرير يستعرض أبرز تلك الصفقات والدوافع خلفها.
1- شراء لويزيانا (1803):
تُعد صفقة شراء لويزيانا من فرنسا واحدة من أهم الصفقات في التاريخ الأمريكي. بموجب هذه الصفقة، ضاعفت الولايات المتحدة مساحتها تقريبًا، حيث حصلت على أكثر من 828,000 ميل مربع من الأراضي التي تمتد من نهر المسيسيبي إلى جبال روكي. قام الرئيس توماس جيفرسون بالتفاوض على هذه الصفقة مع نابليون بونابرت، وتم الدفع بمبلغ 15 مليون دولار، أي ما يعادل حوالي 4 سنتات للفدان الواحد. هذه الأراضي تشكل الآن كل أو أجزاء من 15 ولاية أمريكية.
2- صفقة شراء غادسدن (1853):
بهدف إنشاء طريق سكك حديدية عابرة للقارة إلى الساحل الغربي، تفاوضت الحكومة الأمريكية مع المكسيك لشراء منطقة مساحتها 29,670 ميلًا مربعًا في ما يعرف الآن بجنوب أريزونا وجنوب غرب نيو مكسيكو. تم دفع مبلغ 10 ملايين دولار مقابل هذه الأراضي، والتي ساهمت في ترسيم الحدود النهائية بين الولايات المتحدة والمكسيك.
3- شراء فيرجينيا (1846):
قبل أن تصبح العاصمة واشنطن دي سي، تم التنازل عن الأراضي التي تشكل الآن مقاطعة كولومبيا من قبل ولايتي ماريلاند وفيرجينيا. في عام 1846، تم إرجاع الجزء الذي تنازلت عنه فيرجينيا (مقاطعة ألكسandريا) إليها بعد استفتاء شعبي، مما يعني أن الحكومة الاتحادية “تخلت” عن تلك الأرض فعليًا.
4- جزر فيرجين الأمريكية (1917):
اشترت الولايات المتحدة جزر فيرجين الدنماركية (التي سميت لاحقًا جزر فيرجين الأمريكية) من الدنمارك بمبلغ 25 مليون دولار ذهبي. كان الهدف الاستراتيجي هو السيطرة على مدخل البحر الكاريبي وحماية قناة بنما.
الأراضي المُقتناة بطرق أخرى
بالإضافة إلى الشراء المباشر، حصلت الولايات المتحدة على أراضٍ عبر وسائل أخرى:
– الضم بعد الحرب: مثل ضم تكساس بعد انضمامها الطوعي (وإن كان ذلك أدى إلى حرب مع المكسيك)، وضم هاواي عام 1898.
– المعاهدات والتنازلات: مثل التنازل الإسباني لفلوريدا في معاهدة آدمز-أونيس (1819)، وتنازل المكسيك عن vast territories بعد الحرب المكسيكية الأمريكية (1848) عبر معاهدة غوادالوبي هيدالغو، والتي لم تكن صفقة شراء مباشرة ولكنها شملت تعويضًا ماليًا.
– الاستيلاء: مثل بورتوريكو وغوام، اللتين أصبحتا تحت السيطرة الأمريكية بعد الحرب الأمريكية الإسبانية (1898).
تحليل دوافع التوسع
كان الدافع وراء هذه الصفقات هو مزيج من:
– القدرة الاقتصادية (القدرة على الشراء): توفر السيولة المالية للخزينة الأمريكية.
– الرغبة في التوسع (الفكرة المصيرية): الإيمان بأن الولايات المتحدة مقدر لها التوسع من المحيط إلى المحيط.
– الأهمية الاستراتيجية: السيطرة على الممرات المائية والحدود.
– الثروات الطبيعية: الحصول على أراضي غنية بالموارد مثل المعادن والأراضي الزراعية.
الجدل المحيط ببعض الصفقات
لم تخلُ بعض هذه الصفقات من الجدل. فصفقة شراء ألاسكا، على سبيل المثال، وصفها المعارضون في ذلك الوقت بـ “حماقة سيوارد” نسبة إلى وزير الخارجية ويليام سيوارد الذي أبرمها، واعتبروا أن المبلغ المدفوع كبير جدًا مقابل أرض جليدية. كما أن عملية ضم هاواي لا تزال تثير تساؤلات حول شرعية الإطاحة بالمملكة هاواي.
لم تبنِ الولايات المتحدة أراضيها عبر الحرب والاستعمار فقط، بل أيضًا عبر عمليات شراء ذكية واستراتيجية. هذه الصفقات، بغض النظر عن الجدل الذي قد يحيط ببعضها، شكلت الولايات المتحدة كقارة مترابطة وقوة عالمية. إن فهم هذا التاريخ ليس مجرد سرد لأحداث الماضي، بل هو مفتاح لفهم الجغرافيا السياسية والثقافية للولايات المتحدة اليوم.
هذا التقرير يسلط الضوء على أن استراتيجية التوسع الإقليمي الأمريكي كانت متعددة الأوجه، تجمع بين القوة الناعمة (الشراء والتفاوض) والقوة الصلبة (الحرب والضم)، مما يجعلها حالة فريدة في تاريخ تشكيل الدول.
لقاء ترامب وبوتين: لماذا ألاسكا؟
اختيار ترامب وبوتين أخيراً لعقد قمتهما في ألاسكا له دلالات خفية تتجاوز مجرد الجغرافيا:
* تاريخيًا، ألاسكا كانت “جسر التواصل” الأمريكي-الروسي—وهي الأرض التي انتقلت من ملكية القيصر إلى نجوم العلم الأمريكي قبل أكثر من قرن.
* عبر القطب الشمالي، ألاسكا تمثل أقرب نقطة حدودية بين أمريكا وروسيا، ما يضفي طابعًا عمليًا ووجاهيًا على اللقاء.
* الاقتصاد والسياسة يلتقيان في هذه الأرض التي تجمع بين الثروات الطبيعية وأعظم تحديات الأمن والاستقرار الجيوسياسي الحديث.
القاعدة العسكرية إلمندورف-ريتشاردسون—هي رمز لعقود من النفوذ العسكري الأمريكي في مواجهة أي تهديد روسي في المحيط المتجمد.
تُعد قاعدة إلمندورف-ريتشاردسون المشتركة، الواقعة في الطرف الشمالي لمدينة أنكوريج بولاية ألاسكا على ساحل خليج كوك، واحدة من أبرز القواعد العسكرية الأمريكية نظرًا لأهميتها الاستراتيجية البالغة. وأثار اللقاء في أغسطس الماضي بين ترامب وبوتين ذكريات تاريخية تعود إلى أربعينيات القرن الماضي، قبل الحرب العالمية الثانية، مما جعل القاعدة شاهدًا حيًا على التوترات الدولية المتصاعدة. ففي خضم الحرب الباردة، لعبت القاعدة دورًا محوريًا في مراقبة المجال الجوي لمواجهة التهديد السوفياتي، مما جعلها رمزًا للصراع العلني والخفي خلال فترات التوتر العالمي. وفي عام 2010، دمجت السلطات الأميركية بين قاعدة إلمندورف الجوية (تابعة للقوات الجوية) وفورت ريتشاردسون (تابعة للجيش الأميركي) ضمن خطة إعادة تنظيم المنشآت العسكرية (BRAC 2005)، لتتخذ شكل “قاعدة مشتركة” تضم القوات الجوية والبرية في آن واحد .
سُميت القاعدة جزء منها تيمّنًا بالطيار “هوارد إلمندورف”، الذي استشهد في حادث طيران عام 1933، بينما كان لاسم فورت ريتشاردسون جانبه التاريخي لدى الجيش الأميركي .
الموقع الجغرافي والأهمية الاستراتيجية
تمتد القاعدة على مساحة ضخمة قُدرت بنحو 158 كيلومترًا مربعًا، وتضم مدارج للطيران، ومناطق تدريب برية، ومرافق لوجستية وسكنية، مما يتيح تنفيذ تدريبات واسعة النطاق دون تأثير على المناطق المدنية المحيطة .
تقع القاعدة في موقع محوري، فهي مطلة على مسارات جوية قطبية تربط آسيا بأوروبا، كما تتيح مراقبة التحركات العسكرية القادمة من شمال المحيط الهادئ والقطب الشمالي في زمن قياسي .
المهام والوحدات العسكرية
تضم القاعدة مقر القيادة الألاسكية (Alaskan Command – ALCOM)، وهي وحدة تُشرف على التنسيق بين القوات الأميركية في ألاسكا وتندرج ضمن قيادة أميركا الشمالية الشمالية (USNORTHCOM) .
كما ستحتضن مقر منطقة ألاسكا NORAD، وهي المسؤولة عن رصد الفضاء الجوي للمنطقة، إلى جانب مجموعة من الوحدات الجوية والبرية مثل القوات الجوية الحادية عشرة (11 AF)، الجناح الثالث، والفرقة المحمولة جوا الحادية عشرة والعديد من الوحدات التابعة .
ويُعد جناح القاعدة الجوية 673 (673d Air Base Wing) هو الجناح المضيف للقاعدة، ويضم أكثر من 5,500 عنصر عسكري ومدني، ويوفر الخدمات الطبية لأكثر من 35,000 شخص من العسكريين وعائلاتهم والمراجعين من مدنيين ومتقاعدين، كما يدير بنية تحتية تتجاوز قيمتها 11 مليار دولار .
القاعدة تدعم العرض الجوي (Power projection) في منطقة آسيا‑المحيط الهادئ، وتعزز الجاهزية العالية للانطلاق في أي وقت للاستجابة للطوارئ أو النزاعات المحتملة .
قاعدة إلمندورف-ريتشاردسون المشتركة تُمثل نموذجًا متقدمًا للتكامل العسكري بين فروع القوات الأميركية. فهي:
تتميز بموقع إستراتيجي على خط تماس أساسي في القطب الشمالي والمحيط الهادئ.
تجمع بين القوة الجوية والبرية، وتدعم نشاطات واسعة النطاق.
تضم بنية تحتية متطورة وقيمة بالغة، وتضم عددًا كبيرًا من الكوادر.
تعد مركزًا لعمليات رصد الدفاع الجوي ومهام التعاون متعدد الفروع.
تحمل رمزية دولية قوية، وهو ما أكسبها أهمية بارزة عندما استضافت قمة بين ترامب وبوتين.
1- التأثير الاقتصادي الهائل على الاقتصاد المحلي
* وفقًا لتقرير التأثير الاقتصادي لسنة مالية 2024، بلغ إجمالي التأثير الاقتصادي للقاعدة نحو 4.265 مليار دولار، ناتجة عن 32,802 فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة، بما في ذلك الرواتب والنفقات.
* أما في السنة المالية السابقة (2023)، فقد سجّل التأثير الاقتصادي نحو 3.66 مليار دولار، مع دعم ما يزيد عن 31,000 وظيفة، بالإضافة إلى قيمة الوظائف غير المباشرة التي ارتفعت إلى 792 مليون دولار.
هذه الأرقام توضح كيفية استفادة الاقتصاد المحلي بشكل مباشر وغير مباشر من الإنفاق العسكري، سواء عن طريق توظيف الأفراد أو تحفيز قطاع الأعمال المحلي.
2- نفقات الرواتب والمشتريات والتشييد
* يدفع فرع القوات الجوية فقط رواتب سنوية قيمتها 316 مليون دولار، إضافة إلى 70 مليون دولار تُخصّص للمشتريات وعقود الخدمات والبنية التحتية.
هذا الإنفاق يسهم بشكل كبير في دعم النشاط الاقتصادي داخل أنكرج، الأمر الذي يعزّز من استدامة السوق المحلية ويدعم القطاع الخاص والمقاولين.
3- القياس التاريخي والتوسع الاقتصادي
* في 2017، بلغت الإنفاق الدفاعي في ألاسكا أكثر من 4,000 دولار لكل فرد، وهو مؤشر على كثافة الاستثمار العسكري. وأوضح التقرير أن JBER جزء رئيس من هذا الإنفاق، حيث تستضيف وحدات هامة مسؤول عن الأمن والمراقبة والدفاع الجوي.
* حسب تقرير أقدم يعود لعام 2017، فإن الإنفاق على الرواتب التشغيلية والتشييد والأنشطة العسكرية بلغ 909 ملايين دولار فقط في جانب إدارة العمليات، مع تقدير إجمالي التأثير الاقتصادي في ألاسكا بـ 1.6 مليار دولار.
4- أثر القاعدة الاقتصادية الشامل ضمن الاقتصاد المحلي
* يُعتبر القطاع العسكري، ممثلاً بـ JBER، ثاني أكبر داعم للاقتصاد بعد النفط والإنفاق الفيدرالي في ألاسكا، ويخلق طلبًا مستمرًا، خاصة من المقاولين المحليين والأنشطة المرتبطة بالبناء والصيانة وغيرها.
* ساهم تواجد القاعدة في الحدّ من هجرة السكان العاملين من الولاية، عبر توفير فرص عمل مستقرة ومشاريع تنموية، خاصة في ظل تراجع عدد سكان الولاية العاملين.
* كما أسهمت قاعدة JBER في دعم الإنفاق على مشاريع البنية التحتية في مناطق نائية، مثل محطات رادار بعيدة في سلسلة أليوتيان، مما زاد من فرص العمل للمقاولين المحليين ومنشآت الخدمات.
قاعدة JBER تعتبر محرك اقتصادي حيوي لألاسكا وليست مجرد منشأة عسكرية استراتيجية؛ بل هي ، حيث تزود الولاية بدماء اقتصادية من خلال:
* توظيف وفير ودائم.
* دعم مستمر للمستثمرين المحليين.
* تعزيز الاستقرار السكاني والتنمية الإقليمية.
الدروس والعِبر: ألاسكا صفقة التاريخ وملهمة الدبلوماسية العالمية
صفقة ألاسكا هي استثمار في الأرض وفي المستقبل الأمريكي على كل الأصعدة: الأمن، الطاقة، الثروات الطبيعية، ولقاءات القمة التي تكتب التاريخ. وبينما يلتقي قادة العالم فوق ثلوج ألاسكا، تظل هذه الأرض أمثولة خالدة لقيمة الرؤية البعيدة التي قد تبدو مقامرة في لحظتها، لكنها تتحول لاحقًا إلى أعظم كنوز الأمم.
هل كانت ألاسكا تستحق الشراء؟ المؤشرات اليوم تهتف بأن أمريكا ربحت أضعاف الاستثمار الأولي وأثبتت أن المستقبل يصنعه من يغامر بثقة في الرؤية… حتى ولو كلّفه الأمر شراء “جليد” من أقصى الأرض!