المشاريع الصغيرة والمتوسطة: أهم ٨ تحديات أمام استمرار رواد الأعمال

تعد المشاريع الصغيرة والمتوسطة SME، نواة الاقتصاد المستقبلي للدول، حيث أنها أصبحت إحدى مؤشرات قياس مدى جودة الاقتصاد الدولي وتنوعه، وعادة ما يبلغ حجم SME في الاقتصادات القوية من ٣٠-٥٠٪. كما أن تلك المشاريع لها من الأهمية من تخفيف الضغط على القطاع العام، من خلال تقليل حجم عمليات التوظيف، وانتشار اسم الدولة على المستوى العالمي، عند تصدير منتجات الشركة للدول الأخرى. وفي الجانب الآخر تعد المشاريع الصغيرة والمتوسطة مصنع لتكوين الثروات وصقل المهارات والإبداع، والتي تتوج بتحولها إلى شركات كبرى مساهمة في أسواق المال. وعلى الرغم من بساطة فكرة المشروع، والذي يقوم على توفير حاجة الزبائن بأسعار معينة، إلا أن العديد من المشاريع الصغيرة والمتوسطة تفشل في البقاء والمنافسة في السنوات الأولى من قيامها، لأسباب مختلفة. وإيماناً من شركة اكسبر للاستشارات وإدارة الأعمال بدولة الكويت، بأهمية هذا القطاع، وخدمة المجتمع، تم رصد أبرز المشاكل والتحديات التي تقف أمام رواد الأعمال وتمنعهم من الاستمرار. إذ أن الفكرة الرئيسية من وراء إصدار هذا التقرير، هو إلقاء الضوء على تلك التحديات، حتى لا يصاب أصحاب المشاريع بالإحباط واليأس عند الوصول إليها، والتأكيد على أن الناجحين مروا بمثل تلك المشاكل في الأعمال. كما أن ما يميز رائد الأعمال الجيد، هو مدى قدرته واستعداده لتجاوزه تلك الصعاب، ومنها:
1- التشتت في العمل
يتطلب العمل الحر، الرغبة والشغف في حب العمل التجاري الخاص، ووجود رؤية تشعل الحماس، والرغبة للقيام في صباح كل يوم للعمل. وكلما كانت تلك الصورة واضحة، كلما تقلصت فترة تحقيق الإنجاز. فالالتزام في العمل تجاه هدف واضح، دون تشتت، يمثل جانب مهم من جوانب البقاء والمنافسة.
2- الفكرة التقليدية
النجاح في العمل التجاري، القائم على فكرة أو حل لمشكلة يعاني منها السوق، يتطلب توفير الإجابات عبر توفير منتج أو خدمة جيدة، يلاقي استحسان الزبائن نحو الشراء. ومن المشاكل في هذه المرحلة، أن تكون فكرة المشروع مكررة غير إبداعية، الأمر الذي يقلل من فرصة زيادة حجم الحصة السوقية، أو حتى إعادة تقليدها من المنافسين. لذلك يتطلب الأمر، بذل المزيد من الوقت في البحث عن الأفكار الجديدة، والإيمان بها، وذلك نحو السبيل للبقاء في الاسواق.
3- ضياع المصادر المالية
يعد توافر المصادر المالية باستمرار، أحد الأنواع الأخرى للتحديات التي تقف أمام بقاء المشروع. إذ يتعين تحديد التكلفة المالية للمشروع بشكل دقيق، بعد عمل دراسة الجدوى الاقتصادية feasibility study، والسعي نحو توفيرها إما من خلال التوفير، الاقتراض، أو الشراكة. كما يتطلب الأمر إدارة تلك المصادر المالية بشكل أفضل، وذلك للبقاء ضمن دائرة المنافسة. كما أن أي إخلال بهذه الخطوة، ستجد الشركة الناشئة نفسها خارج إطار المنافسة والأسواق.
4- العمل التقليدي
يعتبر التخطيط والاستعداد المسبق للعمل التجاري، من الأمور المهمة كذلك في تقليل حجم المخاطر الغير مدروسة. فمن خلال عمل دراسة الجدوى الاقتصادية للمشروع، يمكن تحليل خطوات العمل بشكل تفصيلي، الأمر الذي يجعل الأمر ممكنناً لمواجهة الخطوات اللاحقة. كما يمكن تقليل حجم المخاطر المحتملة، بوجود بعض الدراسات الأخرى ومنها خطة العمل business plan.
5- الدورة المستندية
من أهم المشاكل التي تصفي أعداد SME، هو طول وزيادة فترة إجراءات القطاع العام، والموافقات المطلوبة. فالتنسيق في الإجراءات بين المؤسسات الحكومية، ومعرفة ترتيبها ومتطلباتها المتغيرة، كلها تتطلب الوعي لتلك المهام، التي تستنزف الكثير من جهود أصحاب المشاريع والرواد. وتمثل تلك المعضلة، حجر عثرة أمام عدم استمرار الكثير من المشاريع. كما أن النجاح بتجاوزها وتخطيها، سيعزز من فرصة النجاح المنشود في العملية التجارية، ذلك إن الإصرار وعدم اليأس يجب أن يكون حاضراً وبقوة.
6- ارتفاع التكاليف
تستنزف تكاليف الإنتاج الكثير من ميزانية المشاريع الصغيرة، خصوصاً إذا كان المنتج يعتمد على الاستيراد المباشر من الشركات العالمية، مروراً بتكاليف النقل والتخزين. كما أن بند الإيجار – هو الآخر- يرهق ميزانية الأعمال. وبذلك يمكن تغيير فكرة المشروع وتغيير خطة العمل، في حال زيادة ثقل التكاليف. ولذلك يتعين التأكيد على وجود دراسة جيدة، وتوجيه جانب من الإيرادات المحققة، نحو بند المخاطر، والبحث عن بدائل أخرى للموردين.
7- انخفاض حجم المبيعات
يعتبر انخفاض مبيعات المشروع، من الهواجس التي تشغل كاهل رواد الأعمال، إذ أن المراهنة كانت قائمة على شراء الزبائن للمنتج، وإن أي تأخر في تحقيق التدفقات النقدية، فإنها تؤدي إلى الانكشاف على المصروفات، وعدم القدرة على السداد. ومع استمرار عدم مجاراة التكاليف، فإن المشروع قد يغلق، ما يستدعي الاستعداد لتلك المرحلة بشكل أفضل.
8- الخدمة ما بعد البيع
ومن الأمور الأخرى التي تعيق المشاريع الصغيرة، هي قدرتها على مجاراة رغبات الزبائن والتواصل معهم، بعد شراء المنتج أو تقديم الخدمة. فالتأرجح ما بين الرغبة في تقليل حجم التكاليف من عدم توظيف المزيد من العمالة، مقابل الرغبة بإظهار الشركة والعلامة التجارية الجديدة بصورة حسنة، يستدعي التوازن بينهما. ويعتبر هذا المحور من الأهمية، في تحويل الزبائن إلى عملاء، وبالتالي ضمان تحقيق المزيد من المبيعات.
وختاماً قالت شركة اكسبر، بإن تلك المحطات الثمانية تعد من أهم التحديات والعقبات التي تواجه رواد الأعمال، وأصحاب المشاريع الصغيرة والمتوسطة. كما أن إدراكها والاستعداد لمواجهتها بشكل أفضل، سيمكّن من بقاء المشاريع في الأسواق، والسعي نحو تنميتها للوصول لمستوى الشركات الكبرى. كما أن الرغبة بالنجاح وتحقيق الإنجاز، تتطلب بذل المزيد من التكاليف المعنوية، والمتمثلة بالإصرار وعدم اليأس، تجاه بلوغ الهدف.
Nayef A. Bastaki
EXCPR Founder & MD
Consultancy and Business Management Co.
SME challenges © Reference: 391.9.2025
+965 600-EXCPR (600-39277)