أسواق المال

رسالة البورصة للجميع… تعزيز السوق وتنميته وتنويعه يجذب مليارات معطلة باحثة عن فرص وعوائد

رهونات وضمانات الأسهم تصل إلى مستويات مريحة للبنوك

المستثمرون يتجاوزون أرباح البنوك… والرهان على الجولة الأخيرة من 2025

 

محمود محمد:

اختتمت بورصة الكويت الأسبوع الحالي على أداء إيجابي على صعيد المكاسب الإجمالية التي بلغت 363 مليون دينار كويتي، حيث واصلت طفرة الشراء المحافظة على مستوياتها الإيجابية، وتخطى المستثمرون نسب النمو المصرفية للبنوك الكبرى، على اعتبار أن هناك جولة أخيرة تتمثل في الربع الرابع، وهناك بعض الصفقات والأعمال التي ستظهر نتائجها في أعمال نهاية العام ككل.

مثلت البورصة متنفس كبير للسيولة الضخمة المكدسة لدى البنوك، سواء في ودائع أو في حسابات ادخار أو تحت الطلب، أو التي أثرت على قطاعات أخرى تضخمت أسعارها بسبب قلة الأدوات والقنوات التي كانت تستوعبها.

رسالة البورصة في 2025 هي أن تعزيزها وتطويرها، واستمرار تنويع الأدوات، وتوسيع قاعدة الشركات، ورفع كفاءة الخدمات، وإتاحة البيانات الفورية بمرونة ويسر وبفورية دون تأخير، وتعزيز القنوات الرقمية والتكنولوجية، مثلما تقوم شركات الوساطة بطرح خدمات جديدة متطورة للمتعاملين، بكل ذلك سوف تزداد البورصة قوة، وسترتفع جاذبيتها، وستتحول إليها المزيد من الملايين.

السوق المالي يعتبر حالياً واجهة مهمة وقادرة حتى الآن على استيعاب السيولة المتدفقة، وكذلك السيولة المدورة، وبالتالي هذه الرسالة الممتدة منذ بداية العام الحالي، والذي تخطت فيه تحديات وتداعيات حرب الـ 12 يوماً، وكذلك حرب الرسوم الجمركية، هي رسالة واضحة بأن الثقة في البيئة الاستثمارية والعملة الوطنية في أقوى حالاتها، وهو ما يجب قراءته واتخاذ خطوات أكثر سرعة في ملئ الفراغات التي تركها أثر الشطب للشركات التي خرجت من مقصورة الإدراج.

مصادر مالية أكدت أن البنوك في منطقة مريحة نتيجة ارتفاع الأصول والضمانات، ممثلة في الأسهم المدرجة، حيث تضاعفت مستويات التغطية، وما زالت البنوك تواصل قبول المزيد من رهونات الأسهم، وكذلك  ضخ المزيد من السيولة.

وكانت المؤشرات الرئيسية لبورصة الكويت قد تباينت عند إغلاق تعاملات الخميس، وسط صعود لـ 10 قطاعات.

وارتفع مؤشرا السوق الأول و”العام” بنسبة 0.13% و0.16% على الترتيب، وصعد “الرئيسي” بـ 0.31%، بينما تراجع “الرئيسي 50” بنسبة 0.13%، عن مستوى الأربعاء.

سجلت البورصة الكويت تداولات بقيمة 151.75 مليون دينار، وزعت على 677.51 مليون سهم، بتنفيذ 36.01 ألف صفقة.
وشهدت الجلسة ارتفاعاً بـ 10 قطاعات على رأسها الطاقة بـ8.45%، بينما تراجع قطاعا التكنولوجيا والخدمات الاستهلاكية بـ 1.15% و0.28% على التوالي، واستقر قطاع منافع.

ومن بين 60 سهماً مرتفعاً تصدر سهم “نابيسكو” القائمة الخضراء بـ 20.94%؛ وجاء “أسس” على رأس تراجعات الأسهم البالغ عددها 57 سهماً بنحو 5.68%، واستقر سعر 14 سهماً.
وجاء سهم “جي إف إتش” على رأس نشاط التداولات بحجم بلغ 117.67 مليون سهم، وسيولة بقيمة 21.70 مليون دينار.

 

محصلة الأسبوع

سجلت المؤشرات الرئيسية لبورصة الكويت محصلة أسبوعية خضراء، مدعومة بالتحرك على الأسهم الصغيرة والمتوسطة، وذلك تزامناً مع نمو أداء 10 قطاعات، وزيادة 0.68% بالقيمة السوقية.

نما مؤشر السوق الأول بنسبة 0.47% ليصل إلى مستوى 9456.96 نقطة، رابحاً 44.22 نقطة خلال الأسبوع.

وأنهى مؤشر السوق العام تعاملات الخميس بالنقطة 8923.02، مُسجلاً زيادة أسبوعية بـ 0.68% تُعادل 60.15 نقطة عن مستواه بختام الأسبوع السابق في جلسة 16 أكتوبر 2025.

وارتفع مؤشر السوق الرئيسي 50 بنسبة 1.01% أو 88.35 نقطة ليصل إلى مستوى 8836.04 نقطة، وصعد مؤشر السوق الرئيسي بنحو 1.62% عند النقطة 8550.03 نقطة، رابحاً 135.93 نقطة في الأسبوع.

وبلغت القيمة السوقية للأسهم الكويتية في ختام تعاملات الأمس 53.36 مليار دينار، بزيادة 0.68% تُقدر بـ 359 مليون دينار قياساً بمستواها في ختام الخميس الماضي البالغ 52.99 مليار دينار.

وعلى مستوى التداولات الأسبوعية فقد انخفضت جماعياً، إذ تراجعت الكميات 17.06% عند 3.28 مليار سهم، وانخفض عدد الصفقات المنفذ 4.88% إلى 171.87 ألف صفقة، كما نزلت السيولة 5.31% إلى 744.62 مليون دينار.

وشهد الأسبوع الحالي ارتفاعا بـ 10 قطاعات في مقدمتها الطاقة بنحو 15.55%، بينما تراجع 3 قطاعات على رأسها التكنولوجيا بـ 4.44%.

وبشأن الأنشط في القطاعات حلال الأسبوع، فقد واصل قطاع الخدمات المالية اقتناص نصيب الأسد من التداولات، بنسبة 56.62% من الكميات أو 1.86 مليار سهم، و47.25% من السيولة بقيمة 351.79 مليون دينار، إلى جانب تنفيذه 68.91 ألف صفقة بنسبة 40.09%.

وعلى مستوى الأسهم، فقد تصدر “المعدات” القائمة الخضراء بـ 314.84%، بينما جاء “مراكز” على رأس التراجعات الأسبوعية بـ 21.98%.

وجاء “جي اف اتش” المرتفع 6.25% في مقدمة نشاط الكميات بحجم بلغ 340.72 مليون سهم، والسيولة بقيمة 61.67 مليون دينار.

الاتجاه العام لا يزال إيجابياً

قال نائب رئيس أول-إدارة البحوث والاستراتيجيات الاستثمارية في شركة كامكو إنفست رائد ديبا ، إنه قد تمت ملاحظة بعض الإيجابية الطفيفة على الأسهم القيادية، لكن الاهتمام هذا الأسبوع كان أكثر على الأسهم الصغيرة والمتوسطة مع التوقعات بأن يكون أداؤها أفضل في الفترة المقبلة، وتستفيد من النشاط الاقتصادي في الكويت والتسهيلات المقدمة لها.

وقال  دياب:” فيما يبدو أن هناك بعض الترقب لنتائج الشركات القيادية عن فترة التسعة أشهر الأولى من العام الحالي، وهذا شيء مفهوم ونراه في مثل هذه الأوقات، لكن الاتجاه العام لايزال إيجابي ولم نلحظ أي إشارات سلبية تغير من نظرتنا العامة”.

وأشار إلى أن العمل لا يزال جارياً من قبل الحكومة للإصلاح والتنمية، والمزيد من التسهيلات والخطط المطروحة؛ لترسية المزيد من المشاريع الحيوية، فضلاً عن خطوات تطوير بورصة الكويت من قبل الهيئات التنظيمية.

وأوضح “دياب” أن كل تلك العوامل انعكست وستنعكس بالفترة القادمة على المناخ الاستثماري في الكويت، وسيؤدي للمزيد من التدفقات إلى البورصة، مع وجود اهتمام أجنبي متزايد وتوقع المزيد بالفترة المقبلة.

التحرك على الأسهم الصغيرة والمتوسطة

من جهة أخرى كان التحرك بالسوق الكويتي خلال الأسبوع الحالي كان شبه محدوداً على الأسهم القيادية بينها البنوك، فيما كان التحرك الأكثر على الأسهم الصغيرة والمتوسطة، وذلك نابع بتحرك عام في جميع أسواق الخليج، خاصة على الأسهم المتوسطة، مع انتظار المزيد من النتائج المالية خاصة لقطاع البنوك.

وأظهرت البورصة تجاوباً وأثراً إيجابياً من عملية تمديد ساعات التداول حيث شهد السوق سيولة مضاربية قوية أخذت استهدفت الأسهم الصغيرة والمتوسطة كما أن السوق الرئيسي لا يزال يتمتع في اتجاه الصاعد، مع إمكانية الدخول وتسجيل تحركات أكثر إيجابية خلال الثلاثة أيام الأولى لإغلاقات شهرية مبكرة ومباشرة، قبل بدأ ترقب موعد مجلس الاحتياطي الفيدرالي، ثم يبدأ السوقين الرئيسي والعام شهر نوفمبر باستهداف مستويات 9 ألاف نقطة، على أن يصل “الأول” لمستويات 9500 و9600 نقطة بدعم أسهم البنوك القيادية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى