الكويت والسويد يحتفلان بمرور 60 عاماً على العلاقات الدبلوماسية

استضافت سفارة السويد حفل استقبال رفيع المستوى في الكويت للاحتفال بمرور 60 عاماً على العلاقات الدبلوماسية بين دولة الكويت ومملكة السويد.
أقيم الحدث في قاعة الهاشمي 2، بحضور عدد من الضيوف البارزين من حكومة دولة الكويت — بحضور صادق محمد معرفي مساعد وزير الخارجية لشؤون أوروبا في وزارة الخارجية، بالإضافة إلى ممثلين من وزارات أخرى، وأعضاء السلك الدبلوماسي، وشركات سويدية، والقطاع الخاص.
وفي كلمته، أكد فريدريك فلورين، سفير السويد لدى دولة الكويت، أن ستة عقود من الصداقة ترتكز على “الثقة والقيم المشتركة والتعاون”. وأعرب عن تقدير السويد العميق لحكومة وشعب الكويت، قائلاً: “هذا المساء هو احتفال بالصداقة والثقة والرؤية المشتركة. على مدى ستة عقود، بنت بلداننا الأساس للستين عاماً القادمة — وما بعدها.”
تعزيز المشاركة السياسية
استعرض السفير فلورين أهم المحطات الدبلوماسية خلال هذا العام، من بينها تقديم أوراق اعتماده لوزير الخارجية الكويتي، عبدالله اليحيا، في يناير. وفي أكتوبر، قام نائب وزير الخارجية السويدي، داغ هارتليوس، بزيارة الكويت، حيث التقى بالشيخ جراح جابر الأحمد الصباح، نائب وزير الخارجية، وتم خلالها توقيع مذكرة تفاهم حول المشاورات السياسية — لتأسيس آلية رسمية للحوار المنتظم بين البلدين وتعزيز الحوار الثنائي.
كما عقد نائب الوزير اجتماعات بنّاءة مع كبار المسؤولين الحكوميين، مؤكداً قوة الزخم في العلاقات السويدية–الكويتية. وأشار أيضاً إلى التعاون المهم في عام 2018، عندما كانت الكويت والسويد معاً في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، حيث عملا سوياً في حل النزاعات والجهود الإنسانية، بما في ذلك دعم الشعب السوري.
وأكد السفير تطلع البلدين إلى مجالات تعاون جديدة، تشمل التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي والاقتصاد الأخضر وإعادة التدوير والنقل وعلوم الحياة، واصفاً الشراكة بأنها “استراتيجية وثابتة — قائمة على الثقة والنمو المشترك.”
وسلط الضوء على أمثلة ملموسة للتعاون السويدي–الكويتي، قائلاً: “إن شراكتنا ليست دبلوماسية وتجارية فقط — بل إنها تدعم الحياة اليومية بشكل مباشر. فمن خلال شركة OKQ8، المشروع المشترك بين السويد والكويت منذ عام 1999 وأحد أكبر شركات الطاقة في اسكندنافيا، نرى كيف أن الكويت حاضرة في السويد كل يوم. وهنا في الكويت، يظهر التصميم السويدي في أبراج الكويت، رمز الابتكار والصداقة المستمرة.”
تكريم الشركاء الكويتيين الأساسيين
احتفى الحدث بعدد من العائلات والشركات الكويتية البارزة التي عززت العلاقات الثنائية من خلال قيادتها وشراكاتها:
* مجموعة المعرفي — تمثل علامة “تورك” التابعة لشركة “إيسّتي” منذ أكثر من 40 عاماً. بدأ هذا الإرث مع حسين معرفي، الذي حصل على وسام قائد نجمة القطب الملكي من ملك السويد عام 1997 تقديراً لإسهاماته في تعزيز العلاقات مع السويد. واليوم، تستمر القيادة تحت رئاسة عبدالإله المعرفي.
* مجموعة الحميضي / IKEA الكويت — أدخلت IKEA إلى الكويت في عام 1984، لتعرّف أجيالاً من الكويتيين على التصميم السويدى المبتكر. ولا تزال العلامة التجارية معروفة بتراثها السويدي وأسماء منتجاتها المستوحاة من اللغة السويدية.
* شركة علي عبدالوهاب المطوع التجارية وكيورا هيلث AAW & Cura Health — بقيادة فيصل علي المطوع، تُعتبر شركة علي عبدالوهاب المطوع التجارية وكيورا هيلث، الشركة التابعة لها، من الشركات الرائدة في قطاع الرعاية الصحية بدولة الكويت. تعد شركة المطوع شريكاً رئيسياً للعلامات السويدية في مجال الأدوية والعلوم الطبية وعلوم الحياة. أما شركة كيورا هيلث، فتساهم بشكل محوري في تحسين جودة الحياة في الكويت من خلال استيراد الأدوية والمنتجات الطبية من علامات تجارية عالمية وتوفيرها لمؤسسات الرعاية الصحية في القطاعين العام والخاص على حد سواء.
* مجموعة الشايع — شريك تجزئة طويل الأمد، قدمت H&M إلى الكويت عام 2006، ثم وسعت حضورها بإضافة علامات أخرى مثل Other Stories&.
* عائلة بهبهاني — الممثل الحصري لشركة Ericsson في الكويت منذ عام 1965، وكان لها دور محوري في بناء البنية التحتية للاتصالات. وقد منح ملك السويد السيد مراد يوسف بهبهاني وسام قائد نجمة القطب الملكي تقديراً لهذه الشراكة الطويلة.
* BNK Automotive — بقيادة بدر الخرافي، أعادت تطوير حضور سيارات Volvo في الكويت بعد عام 2020، وقدمت Polestar، أول علامة سيارات كهربائية بالكامل في البلاد، دعماً لطموحات الدولة في التنقل المستدام.
احتفال ثقافي
استمتع الضيوف بعروض موسيقية، بما في ذلك فقرة مخصصة لفرقة ABBA السويدية الشهيرة.
وقال السفير فلورين: “أغنية Voyage تتحدث عن فتح أبواب جديدة معاً. وهنا، على متن السفينة الخشبية الرائعة الهاشمي 2 — رمز التراث البحري الكويتي — يذكرنا هذا المكان بأن الكويت والسويد على استعداد للإبحار نحو فصل جديد من التعاون.”
رؤية مشتركة للمستقبل
جدد السفير فلورين التزام السويد بأن تكون شريكاً ثابتاً وموثوقاً للكويت في بيئة عالمية سريعة التغير، قائلاً: “أقوى أصولنا هي الثقة بين الناس. الشركات السويدية لا تجلب منتجات فقط، بل حلولاً — الابتكار والاستدامة والالتزام طويل الأمد.”
وأعرب عن امتنانه للكويت على حسن الضيافة، وللمجتمع السويدي على مساهماته في الأعمال والثقافة، ولكل الشركاء لدورهم في تعزيز العلاقات الثنائية.
النظر إلى الأمام
اختُتمت الأمسية بدعوة لتعزيز الروابط في مجالات التجارة والتعليم والثقافة والتكنولوجيا.
وقال السفير فلورين: “شكراً لكونكم جزءاً من هذه الرحلة. ونتطلع إلى بناء الإنجاز القادم — معاً.”




