“هلفوت” … في بلاط صاحبة الجلالة!

قصة خيالية توعوية
يكتبها –عادل العادل
أن تكون هلفوت وتدري فهي نصف مصيبة، أما أن تكون هلوفتاً والجميع من حولك يدري وأنت الوحيد الذي لا تدري فهي حقاً أم المصائب وكارثة الكوارث.
ولمن لا يعلم المعني الدقيق لـ مصطلح “هلفوت” فهي تنتمي إلى أحد اللغات القديمة، وهي من مقطعين (هال) ومعناها (عبد) و(فوت) ومعناها (يركع) أي تعنى عبد راكع تابع، وتطلق على الشخص التافه عديم الشخصية مسلوب الإرادة، والذي يظهر في ذات الوقت على أنه قوي وشجاع وهمام وعلم ورجل زمانه، المغوار والسيف البتار القاطع الحاسم، الذي لا يشق له غبار، لكن كل ما سبق من صفات يخدع بها نفسه على سبيل “المنظرة” فقط.
الفهلوة والهلفتة… من” فهلوي ” و”هلفوت” هم أقرباء لبعضهم البعض فالهلفوت شخص تافه والفهلوي شخص محتال وحالة بشرية تتلبس البعض أحياناً حين يظنون أنهم أذكى ممن حولهم،
وبرزت في كتابات نجيب محفوظ شخصية الفهلوي على أنه الشخص الماهر البارع، الشاطر بلا أسس اعتمادا على خداع الآخرين، القادر على التكيُّف السريع مع متغيّرات المجتمع والفهلويَّة بالمناسبة لغة فارسيّة قديمة.
هلفوت “صاحبة الجلالة” يجهل أن الإدارة علم وفن وتحولت الى احتراف، بدليل أنه حتى الآن مستمر في تلويث “بلاط ” صاحبة الجلالة، بالتافهين التابعين من أمثاله.
شتان بين الخطط الاستراتيجية والفهلوة الإدارية لكن على من “تقرأ مزاميرك يا داوود” فماذا تعرف أنت عن الإدارة وأنت البعيد عنها كل البعد فلا هي تعرفك ولا أنت تعرفها.
لكن ماذا نصنع إذا كان سوق “الفهلوة” هو الرائج، وأي رواج هذا عندما تضع كيان قيمته مئات الملايين في يد “فهلوي ” وتطلق يده بلا قيد أو شرط.
عندما تدمر ولا تبني وتعتقد أنك تبني فأنت مغيب وغائب عن الواقع.
عندما تعتقد أنك نموذج وأنت غير ذلك فلا أحد يلومك لأن “الشرهة” على من أوصلوك وأنت بلا تاريخ ولا حتى “جغرافيا.
كل رأسمالك الذي يعرفه الجميع أنك تهادن هذا وذاك وتمسك العصا من المنتصف، أما خبراتك فهي مزيفة ولا أساس لها وما تعتقد أنك بدأت تاريخا، فهي أوهام، لأن التاريخ إنجازات وحقائق لا تموت، فيما أفعالك الطفولية هي ممارسات لاحتكار سلطة في غياب الأسد العجوز التائه بعد أن وصل لمرحلة البطر واكتفى فقط بدور المحلل المتفرج.
لا تعتقد أن ” النسفة ” أو النظرة العنجهية الاستعلائية ستصنع منك نجما أو تصنع لك رصيد، فمن صنعوك ويساندوك يخجل منهم التواضع لكنك لا تتعلم من الأقرب إليك، وتفضل دائماً المضي في تقمص شخصية الرجل الأخضر (The Hulk) فهي تشبهك في الهشاشة الداخلية كون الشخصية خيالية تظهر صاحبها كبطل في مجلات “مارفل الهزلية “.
تذكر دائما ما قاله المتنبي:
فإني رأيت الضر أحسن منظرا … وأهون من مرأي صغيرٍ به كبر
أو كما يقال شعبياً “يروح المال ويبقى القرد على حاله”، لكن تكرارا هم من كبروا راسك، وتركوك دون تقويم تمضي في نهجك المذموم في تدمير مؤسسة عريقة باستمرارهم في تقديم “الذيل على الرأس ” وبقاء (…) على الكرسي.
تراجعت مؤسستك، وأنت تحيا على “الأطلال” موهوما مذموماً، وللأسف لا أحد ممكن حولك يرى ما يحدث، وقريبا سيفيق الجميع على ثروتك التي تبنيها مستغلا كل من حولك وبأدوات الآخرين، بعد أن تصبح مؤسستك العريقة ساحة خربة تنعق فيها “الغربان”… تذكر هذه الكلمات، فقريبا ستطفو فضائحك ولن يستطيع أحد إخمادها عندما تدفق كحمم البركان، وقتها لن يستطيع أحد أن يخفي فضائحك كما يقول المثل التونسي “الشمس ما تتغطى بالغربال”.