الدولة وعامل الزمن…!!!

إن عامل الزمن يجري بسرعة ولا يرحم المتخلفين عن مواكبة الركب. وعامل الزمن يسير في طريق واحد إلى الأمام، وليس هناك وقت للتوقف أو العودة إلى الوراء، إذن فليس هناك خيار في ذلك. إن الدول التي تواكب عامل الزمن وتتفاعل معه وتستفيد مما هو موجود في العالم من علم وخبرة تصل إلى مراتب عليا بين الدول، وينعكس على شعوبها بالخير والرفاهية، ويعطي فرصة جيدة لمستقبلها ومستقبل أجيالها القادمة. أما الدول التي لا تواكب عامل الزمن ولا تحس بمروره وكأنها كتلة مجمدة بتواريخ سابقة للزمن فهذه الدول سوف ينعكس تأخرها الزمني على شعوبها، بحيث لا تستفيد مما يجري من علم وخبرات متجددة، وتعرف أنها من الدول التي أهملت عامل الزمن في حساباتها والاستفادة من كل تلك المتغيرات الزمنية، لذا فأين نحن من هذين الطريقين؟ نحن بلا شك من الفريق الثاني الذي فقد التأثير والتأثر بعامل الزمن من حيث التعليم والثقافة والفكر والخدمات العامة التي يحتاجها المواطن وصرنا نفخر بثروتنا ونبعثرها من دون أهداف محددة، وصرنا نبحث عن قشور الحياة وليس التفاعل معها وحساب عامل الزمن والذي إن لم تقتله فسيقتلك، لذلك فنحن نعيش خارج الزمن المدروس والمحسوس. إنها مشكلة يصعب حلها، حيث إن الزمن لا يتوقف وينتظرنا فصارت عندنا فجوة في عامل الزمن يصعب اللحاق بها، فكيف الحل؟ ليس هناك حل سحري، ولكن كان عندنا أمل بتفاعل الحكومة الجديدة مع الواقع وتغييره، وتعمل على اختصار عامل الزمن الذي ليس في صالحنا، فأي تأخير في الإصلاح لا يجدي بدون اختصار عامل الزمن للحاق بما فقدناه من زمن ثمين ووضع المجتمع في الطريق السليم وإخراجنا من عامل اليأس ووضعنا على خط الزمن الصحيح ليكون لنا ولأجيالنا القادمة شيء مما فاتنا من مقومات الحياة الأساسية، إنه رجاء ليكون لنا أمل. إنها محاولة والتنبيه لأصحاب القرار أن يفكروا ألف مرة بحال البلد ومستقبله، ويضعوا ضميرهم أمام الله ومصلحة الوطن في أن يخرجونا ويخرجوا البلد والأجيال القادمة من عقدة الزمن السلبية المستمرة، ويختصروه لنا للحاق والتأثير والتأثر بعامله. إن الكويت تستاهل أكثر من واقعها الزمني السلبي فيجب أن نعمل جميعا على إعادة الزمن الجميل الإيجابي لهذا البلد الطيب. والله المستعان… حامد السي