يُفضل أن يحمل المرشح درجة ماجستير في إدارة الأعمال (MBA) أو مجال ذي صلة مثل الاقتصاد، والشهادات المهنية قيمة مضافة.
تطبيق الحوكمة لاختيار الرئيس التنفيذي يضمن تحقيق أهداف الشركة وتعزيز استقرارها ونموها المستدام.
إجراء مقابلات متعددة مع المرشحين عن طريق لجان مختلفة هو ممارسة استراتيجية تعزز من فعالية عملية اختيار الرئيس التنفيذي.
الجزء الثاني: التحديات والمعايير في اختيار الرؤساء التنفيذيين ((CEO.
تطبيق الحوكمة لاختيار الرئيس التنفيذي للشركة يعد عنصرًا حيويًا في ضمان تحقيق أهداف الشركة وتعزيز استقرارها ونموها المستدام. إليك كيفية تطبيق مبادئ الحوكمة في اختيار الرؤساء التنفيذيين:
تحديد معايير الاختيار
- تحديد المؤهلات: هذه الخطوة تعد أمرًا أساسيا لأي مؤسسة. يجب وضع وتحديد معايير واضحة تتعلق بالمؤهلات الأكاديمية، والخبرات العملية، والمهارات القيادية للرئيس التنفيذي، مما يضمن العثور على القائد المناسب الذي يستطيع قيادة الشركة نحو النجاح. من خلال هذه المعايير، يمكن لمجالس الإدارة أن تتخذ قرارات مستنيرة، مما يحسن من فرص نجاح الشركة واستدامتها. يُفضل أن يحمل المرشح درجة ماجستير في إدارة الأعمال (MBA) أو درجة في مجال ذي صلة مثل الاقتصاد، أو الإدارة، أو العلوم المالية والشهادات المهنية مثل الشهادة المالية (CFA) تعتبر قيمة مضافة (Added Value).
- انسجام وتوافق القيم والأهداف والرؤية مع المؤسسة: يعتبر معيار مدي انسجام وتوافق القيم والأهداف والرؤية للرئيس التنفيذي بكونها متماشية ومتوافقة مع قيم وأهداف المؤسسة أمرًا مهما لضمان قيادة فعّالة ومستدامة. فالتوجه المتسق يساعد في توجيه القرارات والإجراءات بطريقة تدعم الأهداف المشتركة وذلك لضمان أن يكون الرئيس التنفيذي قادرًا على قيادتها نحو تحقيق هذه الأهداف. ولا يتحقق ذلك إلا بعد فهمه لتك الأهداف وتوافقه معها، فيصبح قادرًا على استيعاب الأهداف الاستراتيجية للمؤسسة وكيفية تحقيقها. ووجود رئيس تنفيذي مقتنع ومتوافق مع أهداف المؤسسة يساعد على تركيز الجهود على إنجاز المشاريع والمبادرات الهامة. بالإضافة، عندما يكون الرئيس التنفيذي مرتبطًا بشكل قوي بقيم المؤسسة، فإنه يلهم الموظفين لتحقيق الأداء العالي، فالقيادة التي تتماشى مع القيم تعزز من روح الفريق والترابط، مما يؤدي إلى زيادة التزام الموظفين وولائهم، ويساعد على تحقيق أهداف العمل بشكل أكثر فعالية.
تشكيل لجنة اختيار
- إنشاء لجنة مختصة: تشكيل لجنة الترشيحات لإجراء عملية البحث والتقييم، تتكون من أعضاء مستقلين (قواعد حوكمة هيئة أسواق المال (CMA) للشركات المدرجة) من مجلس الإدارة وذوي الكفاءات اللازمة، يعد عملية استراتيجية مهمة تساهم في ضمان اختيار القائد المناسب. يُفضل أن يعكس اختيار أعضاء اللجنة تنوعًا في الخلفيات والخبرات لضمان رؤية شاملة ومتوازنة. تساعد اللجنة في تحديد المعايير اللازمة لاختيار الرئيس التنفيذي، والتي تشمل المؤهلات الأكاديمية، والخبرات العملية، والمهارات القيادية وذلك عن طريق صياغة وصف وظيفي (Job Description) بلغة واضحة وشرح جميع المتطلبات والشروط المطلوبة للوظيفة. وكما ذكرت في الجزء الأول، إنني أميل وأشجع (لتقليل اختلاف وجهات النظر المحتملة وفتح المجال للقرارات الموضوعية) بالاستعانة بمنهجيات اختيار فعّالة ومطبقة على مستوى العالم للمناصب القيادية، تعتمد على تقييم معمق وموضوعي ((Psychometric Tests للكفاءات القيادية. فهذه المنهجيات مصممة ومجرّبة للكشف عن قدرة المرشحين على التعامل مع الضغوط والتحديات الفعلية للمنصب، وتحدد بوضوح الأشخاص الذين يمتلكون القدرات والكفاءة اللازمة لقيادة التغيير وتحقيق النتائج المطلوبة والمأمولة وبكفاءة وتبعد أصحاب القرار من الإحراج، حين يتم الاختيار بين ثلاثة مرشحين على سبيل المثال، وتقديم التوصيات بناءً على المعايير المحددة وتقديم توصيات مدعومة بالبيانات والتحليلات مما يسهل ويسهم ويحسن عملية اتخاذ القرار والاختيار وضمان استمرار نجاح المؤسسة. يؤدي ذلك أيضا إلي زيادة الثقة بين الموظفين وأصحاب المصلحة في قرارات التوظيف، حيث يشعر الجميع بالاعتماد على نظام وآلية عادلة وموضوعية.
إجراء المقابلات والاختبارات
- مقابلات متعددة: إجراء مقابلات متعددة مع المرشحين عن طريق لجان مختلفة هو ممارسة استراتيجية تعزز من فعالية عملية اختيار الرئيس التنفيذي. من خلال تجميع وجهات نظر متعددة، وتقليل التحيز، وتقديم تقييم شامل، يمكن لمجالس الإدارة اتخاذ قرارات مستنيرة تؤدي إلى اختيار القادة المناسبين وتطوير المؤسسة بشكل فعّال. عندما تجتمع آراء متعددة، يمكن للجنة اتخاذ قرار بناءً على تحليلات مدروسة وواقعية وليس بناءً على انطباعات أولية فقط (First Impression). يتيح وجود لجنة متنوعة إجراء تقييم شامل للمرشحين من زوايا مختلفة، مما يساعد في الكشف عن جوانب جديدة قد لا تلاحظها لجنة واحدة.
- محاكاة الحالات (Case Study): من خلال تقديم سيناريوهات معقدة وتحديات حقيقية. يمكن استخدام هذه الطريقة لتقييم القدرة على التفكير الاستراتيجي، اتخاذ القرار، والقيادة، مما يساعد مجالس لجنة الترشيحات في اختيار الأنسب لقيادة المؤسسة نحو النجاح.
فحص وتدقيق وتمحيص تاريخ المرشح أكاديميا وجنائيا:
- تحقق من الشهادات: يُعد التحقق من الشهادات وفحوصات الشهادات الأكاديمية والمهنية أمرًا أساسيًا في عملية اختيار الرئيس التنفيذي. من خلال التأكد من صحة المؤهلات، يمكن للمؤسسات تعزيز الثقة وتقليل المخاطر وتحسين فعالية عملية التوظيف بالكامل. إن اتخاذ هذا الإجراء بشكل دقيق يمكن أن يسهم بشكل كبير في نجاح المؤسسة في المستقبل ويضمن اختيار قادة فعالين وقادرين على تحقيق الأهداف الاستراتيجية. مراجعة السجل الجنائي وتاريخ النزاعات القانونية للمرشح لمنصب رئيس تنفيذي تعتبر خطوة حاسمة ضمن عملية التحقق الخلفي لضمان توافق المرشح مع المعايير الأخلاقية والقانونية للشركة.
- التقييمات النفسية: تعتبر التقييمات النفسية أداة هامة في اختيار الرئيس التنفيذي، حيث تساهم في قياس مجموعة من السمات الشخصية والقدرات القيادية التي تؤثر على الأداء الفعلي في العمل. من خلال تنفيذ هذه التقييمات، تستطيع المؤسسات تعزيز فرص اختيار أفضل القادة، مما يساهم في تحقيق أهدافها الاستراتيجية وتحسين الأداء العام. تعتبر التقييمات النفسية مهمة جدا لأنها توفر فهماً عميقاً للسمات الشخصية والقدرات القيادية التي قد لا تكون واضحة من خلال السيرة الذاتية أو المقابلات التقليدية وحدها. بناءً على السمات والقدرات التي تقيسها، تستطيع التقييمات النفسية التنبؤ بكيفية أداء المرشح في مواقف العمل المختلفة، مثل إدارة الأزمات أو قيادة التحولات الاستراتيجية.
المقابلة النهائية
- اجتماع مع مجلس الإدارة: تعرض لجنة الترشيحات الخيارات النهائية على مجلس الإدارة للمراجعة والموافقة، مع تقديم توصيات مستندة إلى تقييمات اللجنة.
تعيين وتوجيه الرئيس التنفيذي
- توقيع العقد: من المهم أن يكون العقد واضحًا وشاملاً لحماية حقوق كل من الموظف وصاحب العمل، ويفضل دائمًا استشارة مختص قانوني عند صياغة هذه العقود. توقيع العقد هو خطوة حاسمة بعد اختيار المرشح المناسب للوظيفة. يتضمن العقد التفاصيل المهمة مثل الشروط الأساسية للتوظيف، الامتيازات، والمسؤوليات المطلوبة من الموظف.
المتابعة والتقييم
- تقييم الأداء: تقييم أداء الرئيس التنفيذي هو عملية مهمة لضمان تحقيق أهداف الشركة بنجاح واستمرار نموها. يتطلب التقييم الفعال نظاماً منظماً وآلية واضحة وشفافة ومتابعة دورية.
الخاتمة:
تطبيق مبادئ الحوكمة في اختيار الرئيس التنفيذي يساعد الشركات على اتخاذ قرارات مستنيرة وشفافة، مما يعزز من فرص النجاح ونمو واستدامة المؤسسة. إن العملية المنظمة والموضوعية لاختيار القيادة العليا تساهم في تحسين الأداء المؤسسي وتعزيز الثقة مع جميع أصحاب المصلحة. بتطبيق هذه المبادئ، يمكن للشركات تعزيز نزاهة وفعالية عملية اختيار الرئيس التنفيذي، مما يؤدي إلى تعزيز الثقة بين أعضاء مجلس الإدارة والمستثمرين والموظفين وتحقيق الأهداف الاستراتيجية للشركة.
إذا كانت لديك أي أسئلة أو تحتاج إلى مزيد من التفاصيل حول جوانب معينة، فلا تتردد في التواصل.
عدنان البدر.
باحث ومستشار استراتيجي في سياسة الموارد بشرية وبيئة العمل ورئيس ومؤسس الجمعية الكندية الكويتية للصداقة والأعمال.
