ثقافة ماليةمنوعات

اجعل التداول مشروعك الناجح

عليك أن تنظر إلى التداول كمشروع تحتاج إلى دراسته وإدارته بنجاح، ولهذا تلزمك دراسة السوق، وفهم أساسيات العرض والطلب، وتحديد الأهداف، ووضع خطة العمل، وإدارة المخاطر. يمكنك أن تصبح متداولًا ناجحًا من خلال اتباع أسرار التداول الناجح الآتية:

 

أولًا: حدد السوق المالي المستهدف

‎حدد السوق الذي ترغب بدخوله: هل هو سوق الفوركس أو السلع أو الأسهم أو العملات الرقمية أو المشتقات المالية. إذا لم تكن لديك فكرة حول السوق الذي ستختاره، فإن فهم أساسيات وديناميكيات كل سوق يساعدك في اختيار السوق الذي يتناسب مع أهدافك.

‎لا يقتصر تحديد السوق على فهم الأساسيات فقط، بل على الوقت الذي ستخصصه التداول، فإذا كنت موظفًا بدوام كامل، قد لا تتمكن من تداول الأسهم؛ لأنه يتزامن مع وقت عملك. وبعد اختيار السوق، من الضروري أن تتعمق في فهم محركات السوق الذي اخترته لتحقق تداولًا ناجحًا.

ثانيًا: فهم آلية الأسواق المالية

‎تتحرك الأسواق في دورات متكررة تتقلب فيها الأسعار ارتفاعًا وانخفاضًا، هذه المراحل هي: مرحلة التراكم، ومرحلة الازدهار، ومرحلة التوزيع، ومرحلة الهبوط؛ ونبيّنها بالتفصيل كما يأتي:

* مرحلة التراكم: في هذه المرحلة يكون السوق في حالة الهبوط، ويكون قد وصل إلى أدنى مستوياته. يدرك المستثمرون الخبراء والمؤسسات أن الأسوأ قد انتهى ويبدؤون بالشراء.

* مرحلة الازدهار: يبدأ المستثمرون والمتداولون بالتدفق إلى السوق، وترتفع أحجام التداول، وتتحول معنويات السوق إلى التفاؤل.

* مرحلة التوزيع: يبدأ المستثمرون بالبيع، ويتحول اتجاه السوق من الصعودي إلى المختلط، وفي نهاية هذه الفترة، يتغير الاتجاه. ويكون السبب في تغير الاتجاه، عادة، الأحداث الجيوسياسية أو الأخبار الاقتصادية السلبية.

* مرحلة الهبوط: وهي المرحلة الأخيرة من دورة السوق، وفيها تنخفض أسعار الأوراق المالية بشكل كبير، وفي نهايتها يصل السوق إلى أدنى مستوياته، لتبدأ مرحلة التراكم من جديد.

‎قد تتشكل دورة سوق جديدة لعدة أسباب مثل الابتكارات التكنولوجية، أو أي أحداث أخرى تؤدي إلى اتجاهات جديدة. إن فهم هذه المراحل يساعد المتداول في اختيار توقيت الدخول والخروج من الصفقات وإدارة المخاطر بفعالية. وهذه، ببساطة، هي الإجابة عن سؤال: كيف تصبح متداول ناجح.

ثالثًا: تطوير استراتيجيتك الخاصة

‎بعد أن اخترت السوق الذي ستدخله، وحددت الوقت الذي ستخصصه للتداول، يجب أن تطور استراتيجية التداول الخاصة بك، والتي تحدد بناءً عليها إشارات الشراء والبيع. يمكنك أن تحدد الاستراتيجية بناء على العوامل الفنية، أو العوامل الأساسية، أو بناء على مزيج من الاثنين. ويعود اختيار العوامل إلى أهدافك الاستثمارية، فإذا اخترت الاستثمار طويل الأجل، عليك أن تركز على أساسيات الأوراق المالية، مثل الأرباح، وتقييم قدرة الشركة على المنافسة، وإذا اخترت التداول على المدى القصير، مثل التداول اليومي، يمكن الاعتماد على المؤشرات الفنية وأنماط الأسعار لتحديد نقاط الدخول والخروج.

رابعًا: ابدأ صغيرًا وتعلم

‎غالبًا ما تكون بداية أي قصص نجاح في التداول بداية صغيرة، تتزايد بشكل تدريجي لتحقق نجاحًا كبيرًا في التداول. لتحقيق النجاح في التداول، على المتداول أن يفهم أنماط التداول المختلفة وآلياتها من أجل اختيار نمط تداوله، فالتداول اليومي يختلف مثلًا عن التداول المتأرجح أو السكالبينج، وكلاهما يختلفان عن الاستثمار طويل الأجل. ينبغي تعلّم تحليل أساسيات الشركات إذا أردت الاستثمار في الأسهم، كما عليك تعلّم محركات أسعار العرض والطلب، أما إذا أردت أن تكون متداولًا يوميًا أو متداول سكالبينج، فيجب عليك تعلم وإتقان التحليل الفني لالتقاط التحركات الصغيرة للأسعار والاستفادة منها. ومن الضروري أيضًا تعلم إدارة المخاطر بفعالية، وإتقان الانضباط لكي لا تتخذ قراراتك بتهور. ينصح عادة باستخدام الحسابات التجريبية، لتجربة الأنماط المختلفة والاستراتيجيات المختلفة، فالحسابات التجريبية تتيح محاكاة التداول الحقيقي بأموال افتراضية، بينما تعمل على تحسين مهاراتك في التداول.

خامسًا: راجع سجل التداول باستمرار

‎إن استخدام سجل التداول يتخطى تتبع الأرباح والخسائر، فهو يخدم في رصد تفاصيل الصفقة التي اتبعتها والقرار الذي اتخذته لتقييم أدائك وتخطي نقاط ضعفك. يجب أن تكون صادقًا مع نفسك لكي تستطيع تحديد أخطائك وإصلاحها. مثلًا: إذا اخترت الخروج من وسط الصفقة، فعليك أن تحدد هل كان ذلك بسبب عدم اقتناعك بالاستراتيجية، أو بسبب اقترابها من وقف الخسارة مثلًا. إن تحديد الأخطاء يساعدك على تحسين استراتيجيتك وأدائك والانضباط أكثر وتقليل الأخطاء.

سادسًا: التزم واتبع هدفك

‎من أهم الصفات التي يجب أن يتحلى بها المتداول هي الانضباط، خاصة في أوقات تقلبات السوق والالتزام بالخطة والصبر، حتى يصل السعر إلى المستوى الذي حددته للشراء أو البيع. الصبر على الخسائر ليس خيارًا جيدًا، فإذا لم تكن قادرًا على تحمل المخاطر التي تحملها الصفقة، لا تدخلها من الأساس. تكمن أهمية الانضباط في عدم جعل مشاعر الخوف والجشع تسيطر على قراراتك، أو تجعلك تتخذ قرارات متهورة، وفي الالتزام بالاستراتيجية لتحقيق الهدف.

سابعًا: تنويع الاستثمار في محفظة التداول

‎يعد التنوع في المحفظة الاستثمارية من أهم أسرار التداول، ومن أفضل الاستراتيجيات التي يمكن أن يتبعها المتداول، وذلك لحماية محفظته من المجازفة المرتبطة بسهم واحد أو قطاع واحد. يختار المتداولون الأصول والأوراق المالية التي لديها علاقة سلبية ببعضها مثل الأسهم والذهب. ففي حالة عدم اليقين في الأسواق المالية، مثلًا، يبتعد المتداولون عن الأوراق المالية، ويتجهون إلى الذهب كملاذ آمن، ومن شأن هذا التنوع أن يساهم في الحفاظ على استقرار المحفظة، وأن يعزز الأرباح، وبالتالي من شأنه أن يجعلك متداولًا ناجحًا.

ثامنًا: اختيار شركة التداول المناسبة

‎إن اختيار شركة تداول موثوقة وآمنة توفر أدوات لإدارة المخاطر من أهم الخطوات التي يجب أن تقوم بها، لأنك في نهاية المطاف تريد أن تتعامل مع شركة تداول تضمن أن أموالك في أمان معهم، لذلك يجب اختيار الشركات المرخصة من هيئات تنظيمية من الفئة الأولى مثل FCA و ASIC وCySEC لأن لديها معايير صارمة في الإشراف والرقابة على الشركات، والتي تقدم رسومًا وعمولات منخفضة؛ لأن الرسوم المرتفعة ستأكل جزءًا كبيرًا من أرباحك.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى