العقار

البصمة الاقتصادية لمركز التجارة هي تأثيره المالي والتجاري على الاقتصاد المحلي والعالمي

مركز التجارة العالمي يرمز إلى العولمة والقوة الاقتصادية والازدهار

 يعمل كمحرك للنمو الاقتصادي ومركز للتوظيف ومحور للأنشطة التجارية والاستثمارية.   

“مركز التجارة” يوفر الخبرة المهنية القانونية والمالية وتأمين الوصول لمجتمع الأعمال.

 

إعداد يحي حجازي :

 

تتمثل الأهمية الاقتصادية لمراكز التجارة العالمية في تعزيز النمو الاقتصادي من خلال توسيع الأسواق، وزيادة المنافسة بين الشركات، وتوفير مجموعة واسعة من السلع والخدمات للمستهلكين، وخفض الأسعار، وتحفيز الابتكار التكنولوجي، وخلق فرص عمل، وتعزيز الاستقرار الدولي عبر زيادة الترابط الاقتصادي بين الدول.

 ويلعب مركز التجارة العالمي دوراً محورياً في تعزيز مفهوم العلاقات التجارية، لا سيما في الدول التي تتواجد فيها فروع للمركز، الذي يشكل وجوده في أي بلد عامل جذب للشركات والمستثمرين من الخارج إلى هذه الدول

ويعتبر مركز التجارة العالمي هو الوجهة الرائدة في السوق الذي يتواجد فيه، حيث يستقطب العديد من المؤسسات الإقليمية والدولية الرائدة.

فهو يُلبي مختلف الاحتياجات المؤسسية للشركات الكبرى والكيانات الناشئة والصغيرة، حيث يوفر فرصة مثالية لبدء عمل تجاري أو التوسع داخل وخارج المنطقة التي يتواجد فيها.

تتمحور المهمة الأساسية لمركز التجارة العالمي حول تعزيز التجارة والأنشطة التجارية بين مجتمع الأعمال في دول العالم، ولهذه الغاية فهو يشجع الاستثمار الداخلي، ويحث الشركات الأجنبية على الاستفادة من وضع السوق والفرص المتاحة، خصوصاً للدول التي تتميز بمواقع مميزة فيكون موقعها الفريد بمثابة صلة وصل بين أسواق مختلفة مهمة.

مركز التجارة العالمي في أي دولة يسهل المسار السريع، ويوفر الخبرة المهنية والقانونية والمالية، إلى جانب تأمين الوصول إلى مجتمع الأعمال   على مستوى العالم من خلال شبكة فريدة وقوية تضم أكثر من موقع لمركز التجارة العالمي، ما يساعده على تقديم هذه الخدمات بالاتجاهين من خلال الدمج الفريد للخدمات التي قام بتطويرها، ومن خلال عروض وخدمات تراخيص الطرف الثالث.

 إنشاء مركز التجارة العالمي

اُقترحت فكرة إنشاء مركز التجارة العالمي في مدينة نيويورك لأول مرة في عام 1943. أقرت السلطة التشريعية لولاية نيويورك مشروع قانون يُفوض محافظ نيويورك توماس ادموند ديوي للبدء في وضع خطط المشروع، ولكن وُضعت هذه الخطط على قيد الانتظار في عام 1949. تركز النمو الاقتصادي في وسط مدينة مانهاتن بمدينة نيويورك، خلال أواخر الأربعينيات والخمسينيات من القرن الماضي، حيث اقترح ديفيد روكفلر على هيئة الميناء بناء مركز التجارة العالمي في مانهاتن السفلى، للمساعدة في تنشيط الإصلاح العمراني هناك.

بدأت خطط استخدام الميدان المرموق في عام 1961، بإزالة متاجر راديو رو الواقع على حدود شوارع فيرسي والكنيسة والحرية والشوارع الغربية، عندما قررت هيئة ميناء نيويورك ونيوجيرسي بناء أول مركز تجاري عالمي في العالم. كان لديهم خياران: الجانب الشرقي من مانهاتن السفلى، بالقرب من ميناء الشارع الجنوبي؛ أو الجانب الغربي، بالقرب من محطة سكك حديد هدسون ومانهاتن ومحطة هدسون النهائية. وُضعت الخطط الأولية، وأُعلن عنها في عام 1961، إذ حُدد موقع مركز التجارة العالمي على طول النهر الشرقي.

أهمية مركز التجارة العالمي

 تنضم الدولة التي تنشئ مركزا للتجارة العالمية إلى عضوية في مؤسسة مراكز التجارة العالمية  (WTCA)، وهي شبكة عالمية تضم أكثر من 300 مركز تجارة عالمي فيما يقرب من 100 دولة حول العالم. تُعزز هذه العضوية من دور الدولة كمحور يربط بين الأسواق المحلية والدولية، مما يوفّر للمستأجرين والشركاء إمكانية الوصول المباشر إلى فرص التجارة العالمية، والفعاليات الدولية، والتعاون عبر الحدود. وتنعكس الاتفاقيات، المترتبة على العضوية، التي يبرمها المركز، في دعم التجارة عبر الحدود، وخلق فرص أعمال مثمرة. ومن خلال هذه الشراكات الاستراتيجية، يواصل مركز التجارة العالمي توسيع شبكته العالمية وترسيخ دوره كمركز موثوق للتعاون بين القطاعين العام والخاص، والبعثات الدبلوماسية، والشركاء التجاريين حول العالم.

ودور مركز التجارة العالمي باختصار (World Trade Center) يشمل كونه مجمعًا تجاريًا يروّج للتجارة ويوفّر خدمات للشركات، بالإضافة إلى كونه معلمًا معماريًا ورمزًا اقتصاديًا . كما يمكن أن يشمل أيضًا منظمة التجارة العالمية (WTO) التي تنظم التجارة الدولية، ومركز التجارة الدولية (ITC) الذي يدعم الشركات الصغيرة في البلدان النامية ويعزز النمو الاقتصادي عموماً. والبصمة الاقتصادية لمركز التجارة العالمي هي تأثيره المالي والتجاري على الاقتصاد المحلي والعالمي، حيث يعمل كمحرك للنمو الاقتصادي، ومركز للتوظيف، ومحور للأنشطة التجارية والاستثمارية، وتجعلك جزءًا من أكبر اتحاد أعمال دولي في العالم، يضم أكثر من 320 مركزًا تجاريًا عالميًا عبر ما يقرب من 90 دولة.

 

مركز التجارة العالمي ودوره في تعزيز النمو الاقتصادي

 * توسيع الأسواق:

تتيح التجارة الدولية للبلدان الوصول إلى أسواق جديدة لمنتجاتها، مما يزيد من حجم صادراتها ويعزز نموها الاقتصادي.

* خلق فرص العمل:

يؤدي توسع الشركات ودخولها الأسواق العالمية إلى زيادة فرص العمل في تلك الدول.

* زيادة الإنتاجية:

تتخصص الدول في إنتاج السلع التي تتمتع فيها بميزة نسبية، مما يزيد من كفاءة الإنتاج ويساهم في زيادة الناتج المحلي الإجمالي.

* زيادة تنوع الخيارات:

تتيح التجارة للمستهلكين والشركات الوصول إلى مجموعة واسعة ومتنوعة من السلع والخدمات التي قد لا تتوفر محليًا.

* تحسين جودة المنتجات:

تدفع المنافسة الشديدة في الأسواق العالمية الشركات إلى تحسين جودة منتجاتها وعملياتها للحفاظ على مكانتها.

* خفض الأسعار:

تؤدي زيادة المنافسة وتخفيض الحواجز التجارية إلى أسعار أكثر تنافسية ومنتجات أقل تكلفة للمستهلكين.

* الابتكار التكنولوجي:

تضطر الشركات التي تتنافس في الأسواق العالمية إلى الابتكار وتطوير منتجات وعمليات جديدة للبقاء في طليعة المنافسة.

* تعزيز السلام والاستقرار:

تزيد التجارة الدولية من الترابط الاقتصادي بين الدول، مما يخلق مصالح مشتركة في الحفاظ على علاقات سلمية ويقلل من احتمالات الصراع.

* تنشيط الطلب الفعال:

تعمل التجارة الدولية على تنشيط الطلب على السلع والخدمات في الاقتصاد العالمي، مما يدعم استمرار النمو والازدهار.

مركز دبي التجاري العالمي

 مركز دبي التجاري العالمي، شيد في عام 1979، أطلق عليه قديما اسم برج الشيخ راشد، يبلغ ارتفاعه 184 متر، يتكون من 38 طابق، هذا الارتفاع الهائل جعل منه أطول ناطحة سحاب في دبي بالإمارات العربية المتحدة في ذلك الوقت، الفترة ما بين عام 1979 وعام 1999.

يعتبر مركز دبي التجاري العالمي مجمع مخصص للفعاليات والمعارض. تظهر صورته على عملة الإمارات بفئة 100 درهم . يوجد بالمركز أكثر من 1.3 مليون قدم مربع من المساحات المغطاة للمعارض والفعاليات، تحتوي هذه المساحة على 21 قاعة ومايزيد عن 40 غرفة اجتماعات في 3 طوابق.

يستضيف مركز دبي التجاري العالمي أكثر من 500 حدث سنويا. في عام 2015، استضاف المكان 396 حدث تجاري واستقبل أكثر من 2.74 مليون زائر.

الكويت تستحق مركز للتجارة

مع التطور الرقابي والتشريعي والانفتاح على مواكبة التطور والرغبة في التنمية الاقتصادية بقوة، ونسج شراكات عالمية مع كبار اللاعبين الاقتصاديين في العالم، وشراكة الصين، ودخول بلاك روك عملاق إدارة الأصول، يستحق السوق الكويتي أن يتوج تلك الخطوات والجهود بمركز للتجارة العالمي، خصوصاً وأن من الأهداف الراسخة أن تكون الكويت مركز مالي متطور، والقطاع الخاص الكويتي حالياً منفتح على مشاريع مشابهة من خلال مبادرات إنشاء مركز للتجارة العالمي، حيث تقود “شركة مراكز التجارة العقارية” مبادرة لتأسيس مركز في دمشق.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى