الإمارات…تتحول إلى وجهة ذهبية لرجال الأعمال والمواهب العالمية

بقلم – ليما راشد الملا
في السنوات الأخيرة، رسخت الإمارات مكانتها كإحدى أهم الوجهات العالمية التي يتسابق إليها الأثرياء ورواد الأعمال والمواهب المبدعة. لم يأت هذا التميز من فراغ، بل هو نتيجة منظومة متكاملة من عوامل القوة الاقتصادية، والأمن والاستقرار، إضافة إلى السياسات الذكية التي جعلت الدولة بيئة مثالية لجذب رؤوس الأموال والكفاءات على حد سواء.
مركز عالمي لرواد الأعمال والمستثمرين
وفقًا لأحدث التقارير الدولية، تُصنّف الإمارات للعام الرابع على التوالي كأفضل وجهة عالمية لرجال الأعمال المغتربين ورواد الأعمال. وهذه المكانة لم تتحقق إلا بفضل بيئة عمل مرنة، وبنية تحتية حديثة، وتنوع اقتصادي يجعل الدولة في موقع متقدم على خريطة المال والأعمال. دبي وأبوظبي، على سبيل المثال، أصبحتا محطات رئيسية للشركات الناشئة والشركات العالمية العملاقة، وهو ما يؤكد قدرة الإمارات على الجمع بين الابتكار والاستقرار الاقتصادي.
وجهة الأثرياء حول العالم
الإمارات أيضًا الوجهة الأكثر جذبًا للأثرياء عالميًا، حيث تشير الإحصاءات إلى أن مليونيرًا واحدًا يهاجر إلى الإمارات كل ساعتين تقريبًا. إذ تؤكد هذه الظاهرة جاذبية الاقتصاد الإماراتي، والبيئة الاجتماعية والثقافية التي تحتضن التنوع وتمنح للأثرياء والمواهب فرصة للاندماج في مجتمع نابض بالحياة.
الأمن والاستقرار… أساس الثقة
أحد أهم الأسباب التي تجعل الإمارات محطة جذب للأثرياء هو الأمن والأمان. تقارير عالمية عديدة صنّفت الدولة من بين الأكثر أمانًا في العالم، وهو عنصر أساسي لأي مستثمر أو رجل أعمال يبحث عن الاستقرار وضمان حماية استثماراته وعائلته. الأمن ليس مجرد شعور، بل هو حقيقة مبنية على منظومة قانونية متينة، وبنية تحتية أمنية متطورة، تعطي المستثمرين ثقة غير مسبوقة.
اقتصاد متنوع وبنية تحتية متقدمة
يتميز اقتصاد الإمارات بقدرته على التنويع، بعيدًا عن الاعتماد على النفط كمصدر أساسي. وضعت الدولة استراتيجيات واضحة للاستثمار في قطاعات المستقبل مثل التكنولوجيا، الطاقة المتجددة، السياحة، والخدمات المالية. إلى جانب ذلك، تمتلك الإمارات واحدة من أكثر شبكات البنية التحتية تطورًا في العالم، سواء في النقل الجوي أو البحري أو الاتصالات، ما يجعلها مركزًا حقيقيًا للتجارة العالمية.
بيئة ضريبية جاذبة
من أهم مزايا الإمارات انعدام الضرائب على الدخل ورأس المال. هذه السياسة تمنح رجال الأعمال والمستثمرين حافزًا إضافيًا لنقل أعمالهم وأصولهم إلى الدولة. مقارنة بالعديد من الدول الكبرى التي تفرض ضرائب مرتفعة، تبدو الإمارات خيارًا مثاليًا لمن يرغب في مضاعفة أرباحه والحفاظ على ثرواته.
التنوع الثقافي والفرص الواسعة
التنوع الثقافي الذي تحتضنه الإمارات يشكل عاملًا آخر للجذب. حيث نحو أكثر من 200 جنسية تعيش وتعمل في الدولة بانسجام، ما يجعل بيئة الأعمال غنية بالتجارب والأفكار والابتكارات. هذا التنوع يفتح المجال أمام فرص شراكات جديدة، وأسواق متنوعة، وهو ما يعزز مكانة الإمارات كمركز عالمي للأعمال.
التأشيرة الذهبية… بوابة الإقامة الطويلة
من بين أهم السياسات التي زادت من جاذبية الإمارات برنامج التأشيرة الذهبية، الذي يُعتبر الأفضل عالميًا بين برامج الإقامة. يمنح هذا البرنامج المستثمرين، ورواد الأعمال، والمواهب المتميزة، إقامة طويلة الأمد تتيح لهم التخطيط للمستقبل بثقة واستقرار. هذا الابتكار السياسي جعل الإمارات وجهة مفضلة ليس فقط للأثرياء، بل أيضًا للمبدعين والمهنيين الذين يبحثون عن بيئة تشجعهم على النمو.
ترسيخ المكانة العالمية
كل هذه العوامل مجتمعة جعلت الإمارات أكثر من مجرد دولة جاذبة للاستثمارات، بل نموذجًا عالميًا في كيفية بناء بيئة متكاملة تستقطب رجال الأعمال والأثرياء والمواهب في وقت واحد. الإمارات لم تكتفِ ببناء اقتصاد قوي، بل نجحت في صياغة صورة ذهنية إيجابية حول العالم باعتبارها بلد المستقبل، حيث تتلاقى الفرص مع الاستقرار، والطموح مع الأمان.