مقالات

الصين والاقتصاد العالمي: قراءة وتحليل لتقرير مركز هدسون للأبحاث

إن المتابع لشكل الاقتصاد العالمي، يعي تماماً القفزات التي تقوم بها الصين في تجاوز بقية الدول نحو التسيد. ولعل المشهد الاقتصادي الحديث على موعد مع التغير، والذي من المنتظر أن تتفوق فيه الصين على الولايات المتحدة بعد العام 2031. كما أن الأحداث العالمية الجيوسياسية المتسارعة، لها من الأثر في إعادة توزيع قوى النظام الاقتصادي العالمي من إغراق لدول وظهور لدول أخرى على الساحة، وهو ما تقوم به وتديره الصين بشكل احترافي وعلى نار هادئة!!

الخليج العربي

*جُبلت دول الخليج العربي على ان تكون مصدراً مهماً للطاقة، والذي يحاكي تطلعات ورغبات الصين التجارية.

*لذا أدركت الصين أهمية مشروع بناء جسور لسلسلة الإمداد مع أسواق دول الخليج، وذلك من خلال محطة باكستان.

*ولذلك قامت الصين وباكستان ببناء طريق يصل الصين بالإمارات مروراً بباكستان مع تقليل النسبة الجمركية على السلع.

*تساهم تلك المبادرة، في تعميق موطئ قدم الصين في الخليج العربي، ما يحقق أهدافها الاستراتيجية.

*لذلك، قد تضطر الولايات المتحدة لتعزيز شراكاتها مع دول المنطقة، وتقديم بديلٍ عن مشاريع الصين لباكستان.

الشرق الأوسط

*تقوم الصين بدعم الحوثيين (إيران) في اليمن، لتعزيز عدم استقرار الممرات المائية في البحر الأحمر.

*تأتي أهمية هذا الدعم من كونه يهدد طرق التجارة وتحدي النفوذ الأمريكي، خصوصاً بعد سقوط طوق حزب الله، نظام الاسد، وإيران.

*ومن هنا يتضح الدور الصيني المناهض لأوروبا والولايات المتحدة.

*وبذلك قد تتجه الولايات المتحدة لتعزيز التعاون الأمني، لمواجهة هذا التطور، بالتحالف مع السعودية، لحماية الطرق التجارية.

إيران

*مع تباعد دول العالم نسبياً عن إيران، واستنزاف روسيا بالحرب ضد اوكرانيا، أصبح الحضن الصيني هو الحل الاستراتيجي لها.

*ترى الصين بأن يأس إيران الحالي، فرصة لتعزيز دورها كوسيط قوة في الشرق الأوسط. وفي المقابل تحصل إيران على البقاء والحفاظ على نظامها.

*وفي مقابل هذا الدعم الصيني لإيران، تحصل الصين على النفوذ على الموارد الإيرانية والتدخل في عملية صنع القرار الداخلي.

*ونتيجة لذلك، قامت إيران بتلبية الاحتياج الصيني، من نقل 3 ملايين برميل من النفط وتوفير ٢ مليار دولار للصين.

*وبذلك، قد تتجه الولايات المتحدة، نحو تخفيف العقوبات عن إيران.

*كما أن سياسة الولايات المتحدة أدركت قيمة الفواتير الكبيرة التي دفعت مقابل الحروب والاستنزاف، لذلك تتجه اليوم مع إدارة ترامب لإغلاق تلك المنابع وعدم ضياع المزيد من الفرص.

أفريقيا

*يتواجد 80% من الاحتياطي العالمي لمعدن النحاس في جمهورية الكونغو.

*تسيطر الصين حالياً على قطاع التعدين العالمي، وتستحوذ شركاتها على غالبية إنتاج معدن النحاس.

*تقوم الصين بتوريد النحاس إليها، قبل أن تقوم بتزويد صانعي البطاريات في العالم.

*تبحث الكونغو عن مستثمرين آخرين، لتنويع شراكاتها من جانب، والرغبة في التعامل بشكل قانوني مع الأطراف الأخرى.

*تعتبر السعودية، إحدى قنوات تلك الشراكات، بفضل توافر رأس المال، ووجود رؤية استراتيجية 2030 لتجاوز الاعتماد على النفط.

*ويأتي الدور الأمريكي، في الرغبة بشل حجم الاستحواذ الصيني على الاقتصاد العالمي.

أوروبا

*ترغب الصين باستثمار 60 مليار دولار لتحديث شبكة السكك الحديدية في تركيا، بحيث تكون شبكة بديلة عن الخط الروسي لأوروبا، والاستفادة من الموقع الجغرافي.

*هذا التطور مذهل، على الرغم من التقارب بين الصين وروسيا، والذي من شأنه إضعاف النفوذ الروسي على الاقتصاد الأوروبي.

*كما أن هذه الخطوة تؤيد الجهود الأمريكية في عزل روسيا من جانب، على أن الولايات المتحدة تبحث عن الحد من النفوذ الصيني.

*وخلاصة الأمر، بإن هذا المشروع من شأنه، وضع موطئ قدم للصين في أوروبا مباشرة.

وختاماً، فإن إعادة تشكيل مواطن القوى العالمية سيطفو قريباً على الساحة، مع صعود أسهم بعض الدول لتكون لاعب أساسي في عملية الاقتصاد المستقبلي الحديث. كما أن لبقية الدول الأخرى دورها في الاستعداد لتلك المتغيرات، والعمل نحو بقاءها وإنعاش اقتصادها من الانهيار.

المصدر: تقرير Hudson Institute

EXCPR Consultancy & Business Management Co
Source of Data
EXCPR Public Relation – Copyright
www.excpr.com
Hudson Institute report 303.2025

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى