Sweat Equity: آلية جديدة لدعم رواد الأعمال ومفتاح للتنمية المستدامة في الكويت

• تشريع Sweat Equity “أسهم الجهود العينية” في القانون التجاري الكويتي ليس مجرد خطوة قانونية، بل هو استثمار في المستقبل.
• التشريع يتوافق مع أهداف رؤية الكويت 2035 التي تسعى إلى بناء اقتصاد متنوع ومستدام يعتمد على الابتكار والمعرفة.
• Sweat Equity: خطوة مؤثّرة في دفع عجلة الابتكار في قطاع رواد الأعمال والمبادرين.
• خطوة ستُحدث فارقاً جوهرياً في نجاح وتطوّر قاعدة الأعمال.
• تشريع Sweat Equity “سويت إكويتي” سوف يساعد في تكوين شبكة قوية من الشركاء الإستراتيجيين وخلق بيئة متكاملة تتيح تبادل الخبرات، واستكشاف فرص التعاون، ودفع عجلة الابتكار في قطاع ريادة الأعمال.
• يساعد على تقديم الدعم لأصحاب المشاريع الناشئة عبر خلق منظومة متكاملة وبيئة داعمة لتطوير أعمالهم وفتح آفاق جديدة للنمو.
• Sweat Equity يساعد في النهوض بريادة الأعمال في الكويت وقطاع المشاريع الصغيرة والمتوسطة كجزء أساسي من دعم الاقتصاد الوطني.
• مفهوم “سويت إكويتي” يساهم في تحسين مؤشرات التنمية البشرية، وقد يساعد في تحسين تصنيف الكويت عالمياً.
ضرورة اعتماد “سويت إكويتي” في الكويت
1- ما هي أسهم الجهود العينية “سويت إكويتيSweat Equity”؟
“Sweat Equity” هو مفهوم اقتصادي يُشير إلى حصة أو ملكية تُمنح للأفراد أو الشركاء الإستراتيجيين ذوي الخبرة مقابل الجهد والعمل الذي قدموه بدلاً من رأس المال المادي. بعبارة أخرى، يحصل الأفراد على أسهم أو نسبة في مشروع أو شركة نتيجة لقيمتهم المضافة من خلال عملهم الشاق والمهارات التي يقدمونها.
2- تعزيز القطاع الخاص بدعم رواد الأعمال:
في ظل التحديات الاقتصادية المعاصرة، يُعتبر رواد الأعمال المحرك الأساسي للنمو والابتكار. يمكن لاعتماد مفهوم “سويت إكويتي” تشجيع المزيد من المبتكرين على الدخول إلى السوق دون الحاجة إلى رأس مال كبير، حيث يمكنهم الاعتماد على جهود وعمل ومهارات وإسهامات الأفراد أو الشركاء الإستراتيجيين ذوي الخبرة لتحصيل حصة في المشروع.
وفي ظل العولمة المتسارعة والتطورات الاقتصادية المتلاحقة، بات من الضروري أن تقوم الدول بتبني مفاهيم اقتصادية مبتكرة تسهم في دعم رواد الأعمال وتحفيز الاستثمارات. يُعتبر مفهوم “سويت إكويتي” (Sweat Equity) أحد هذه المفاهيم الحديثة التي يمكن أن تلعب دورًا حيويًا في تعزيز النظام الاقتصادي في الكويت وهو ما يتماشى مع توصيات تقرير الإسكوا لتعزيز القطاعات غير النفطية ويساهم في تحسين مؤشرات التنمية البشرية و تصنيف الكويت عالمياً.
وفي عالم الأعمال اليوم، بات التواصل الفعال والعلاقات الشخصية عاملاً أساسياً في تحقيق النمو والتوسع، وهو الهدف من وراء فكرة تنظيم وتشريع ” Sweat Equity أسهم الجهود العينية” ليكون بمثابة حلقة وصل قانونية تحفظ الحقوق بين المبادرين أصحاب الأعمال والشركات الناشئة وبين الشركاء أو الأفراد الإستراتيجيين الذين يمتلكون الموارد والخبرات التي يحتاجونها لخلق علاقة متينة قانونية وركيزة تفاعلية تتيح لهم فرصة الاطلاع وتبادل الخبرات من نجاحات الآخرين والاستفادة من خبراتهم في تطوير استراتيجيات نموذج الأعمال بصورة أكثر كفاءة في إدارة أعمالهم.
3- تحفيز الاستثمار وأهميته في الاقتصاد الكويتي:
الكويت لديها عدد كبير من الشباب الطموحين الذين يمتلكون أفكارًا مبتكرة، ولكنهم يفتقرون إلى رأس المال المالي. تشريع Sweat Equity سيمكنهم من تحويل أفكارهم إلى مشاريع ناجحة دون الحاجة إلى تمويل مبدئي كبير. غالبا ما ينظر إلى النجاح على أنه مرتبط بالنتائج المالية فقط. ومع ذلك، فإن الحقيقة هي أن العديد من الشركات الناجحة تعتمد على علاقة قوية مع مجموعة متنوعة من أهم وأبرز الشركاء والأفراد الإستراتيجيين المخلصة والمتحمسة يستحقون حصة من أرباح الشركة بناء على مقدار الجهد الذي يبذلونه لتلبية أهداف المستثمر وتطلعاته المالية ومدى تقبّله للمخاطر. ببساطة، هذا يعني أن الشركاء الإستراتيجيين الذين يمتلكون الموارد والخبرات والذين يعملون بجد ويساهمون في نجاح الشركة يجب أن يحصلوا على جزء من الأرباح. فعندما يشعر الشركاء الإستراتيجيين ذو الخبرة أنهم يحصلون على حصة عادلة من الأرباح، سيكونون أكثر تحفيزا لتحقيق نتائج أفضل وأكثر إبداعا. هذا بدوره يمكن أن يؤدي إلى زيادة الإنتاجية والكفاءة والأرباح. أهمية وفكرة ” Sweat Equity أسهم الجهود العينية” تكمن في قدرتها على تحفيز الشباب على العمل بجدية أكبر وبذل جهد إضافي لتمكينهم بتوفير بيئة داعمة لتطوير أعمالهم وفتح آفاق جديدة للنمو والتوسع في السوق الكويتي والإقليمي أو العالمي (علي سبيل المثال قصة Talabat). جذب مفهوم “سويت إكويتي” انتباه المستثمرين العالميين لأنه يوفر وسيلة مبتكرة لتقليل المخاطر المالية، وذلك من خلال تقاسم المسؤوليات مع المساهمين الذين يعملون بكفاءة عالية لتحقيق النجاح.
4- مكافحة البطالة بين الشباب:
عندما يتمكن الشباب من رؤية قيمة مساهماتهم في نجاح الشركة، سيكونون أقل ميلا إلى ترك وظائفهم بحثا عن فرص أفضل خارج الشركة. يمكن لهذا المفهوم (أسهم الجهود العينية ) أن يفتح أبواب العمل للشباب الطموح ويقلل من الاعتماد على القطاع الحكومي. فمن خلال منحهم فرصة للاستفادة المادية من عملهم، تُعزز الثقة بالنفس ويُحث على بذل الجهد للحصول على الفائدة المرجوة من المشروع، مما يسهم في تقليل معدلات البطالة وتحويل الشباب إلى قوة اقتصادية فعالة. ففي سياق الأزمات الاقتصادية العالمية وارتفاع معدلات البطالة، يوفر ” Sweat Equity أسهم الجهود العينية” وسيلة جذابة للشباب لدخول سوق العمل بمشاريعهم الخاصة وسيساعد في الحد من البطالة المقنعة، وهي مشكلة كبيرة في الكويت. عندما يتمكن الشباب من رؤية قيمة مساهماتهم في نجاح الشركة، سيكونون أقل ميلا إلى ترك وظائفهم بحثا عن فرص أفضل خارج الشركة. وسيفتح أمامهم أبواباً جديدة لتحقيق النجاح والاستقلال المالي، ويُنشط الاقتصاد المحلي من خلال خلق فرص عمل جديدة وفتح قنوات اقتصادية جديدة تستفيد منها البلاد بأكملها.
5- دعوة للتغيير القانوني لجذب الاستثمارات الأجنبية:
في إطار توجه الكويت نحو التنويع الاقتصادي وتطوير التشريعات لتعزيز بيئة الأعمال وجذب المستثمر الأجنبي، يُصبح من الضروري دمج مفهوم “سويت إكويتي” في القوانين التجارية المحلية. قد يتطلب ذلك إجراء تعديلات قانونية لتسهيل عملية منح الأسهم مقابل العمل، بالإضافة إلى وضع آليات قانونية واضحة لحماية حقوق الأطراف المعنية. يجب أن ينص القانون على كيفية تحديد قيمة Sweat Equity وحقوق الشركاء الذين يساهمون بالجهد بدلاً من المال. كما يجب أن يكون واضحا أيضا بوضع إطار قانوني واضح يحدد كيفية تسجيل Sweat Equity في العقود التجارية وكيفية حل النزاعات ( التحكيم التجاري) التي قد تنشأ. إن وضع وتاصيل مفهوم “سويت إكويتي” ضمن البنية القانونية الاقتصادية في الكويت يمثل خطوة استراتيجية نحو اقتصاد أكثر ابتكاراً واستدامة. سيساعد هذا المفهوم في بناء جيل جديد من رواد الأعمال ويُسهم في معالجة مشكلة البطالة، مما يجعل منه خياراً واعداً يستحق النظر الجاد والدراسة المعمقة. ومن خلال تطبيق هذا المفهوم، سوف ينجح المشرعون ويكونوا دائماً في مقدمة الداعمين لقطاع الشركات الصغيرة والمتوسطة، عبر تبني وتشريع المبادرات التي تعزز الابتكار في قطاع ريادة الأعمال وتوفر أفضل الفرص لرواد الأعمال لتطوير أعمالهم، وفقاً لأفضل القوانين والممارسات العالمية. فمن من خلال تشريع وتطبيق هذه الممارسات، يمكن لرواد الأعمال الاستفادة من مزايا أسهم الجهود العينية مع تقليل المخاطر المحتملة وضمان علاقات عمل عادلة ومنتجة.
خاتمة: نحو اقتصاد مزدهر وأكثر تنوعًا وابتكارًا واستدامة.
تشريع Sweat Equity في القانون التجاري الكويتي ليس مجرد خطوة قانونية، بل هو استثمار في المستقبل. حيث سيتماشى مع أهداف رؤية الكويت 2035 ، التي تركز على تنويع الاقتصاد وتقليل الاعتماد على النفط. فمن خلال تشجيع الاستثمار الخاص والمبادرة، يمكن أن يساهم “Sweat Equity” في تحقيق هذه الأهداف من خلال خلق بيئة أعمال أكثر جاذبية واستدامة. سويت إكويتي ليس مجرد مفهوم أخلاقي، بل هو أداة قانونية يمكن أن تساعد في دفع النمو الاقتصادي وتحقيق التنمية المستدامة في الكويت ومما يساهم في تقليل الاعتماد على النفط وتحقيق هدف تنويع الاقتصاد الكويتي. من خلال ضمان حصول جميع الأطراف على حصة عادلة من الأرباح، يمكننا إنشاء مجتمع أكثر إنتاجية وابتكارا ونجاحا. حيث تكمن أهمية “سويت إكويتي” في قدرته على تغيير المفاهيم التقليدية لرأس المال والعمل، مما يمكن الكويت من تعزيز مكانتها كوجهة جاذبة للمواهب والاستثمارات. من خلال تبني هذا المفهوم، يمكن تحقيق تحول اقتصادي يُسهم في خلق فرص عمل جديدة، دعم الابتكار، وتعزيز تنافسية الاقتصاد الوطني على الساحة العالمية ومما يتماشى مع جهود تحقيق أهداف رؤية الكويت 2035.
عدنان البدر
باحث ومستشار استراتيجي في سياسة الموارد بشرية وبيئة العمل
ورئيس ومؤسس الجمعية الكندية الكويتية للصداقة والأعمال.
ckbafa@gmail.com