سفينة “بنك الخليج” ترسو في “جزيرة بوبيان “

إفصاح رسمي للبورصة وهيئة الأسواق من البنكين بمضمون موحد  

البنك المركزي منح المصرفين الضوء الأخضر للمضي في الدمج

كتب عادل العادل:

بعد جلسة مارثونية تنسيقية جمعت كبار مسؤولي بنك بوبيان وبنك الخليج أمس لوضع اللمسات النهائية على الإفصاح الرسمي الذي سيقدم لبورصة الكويت اليوم، تم حسم شكل العملية المرتقبة التي يدورعنها الحديث منذ أشهر، ووصلت رسميا سفينة الخليج لبر “جزيرة بوبيان”، حيث سيتم الإعلان عن اتفاق للرغبة في دمج البنكين، على أن يتم المضي قدما في الإجراءات الأولية الرسمية وعمل الدراسات ووضع خطة العمل والتنسيق مع البنك المركزي للحصول على الموافقات اللازمة والجهات الرقابية الأخرى.

مصادر رفيعة المستوى أفادت بأن الملف منتهي، حيث تمت المشاورات على مستوى رفيع خلال الأيام الماضية برعاية البنك الوطني وبالتنسيق مع رئيس مجلس الإدارة الحالي لبنك الخليج بدر الخرافي ورجل الأعمال قتيبة الغانم، وتم الاتفاق نهائيا على المضي في عملية الدمج وليس الشراء.

التحول إسلامي

أفادت المصادر أن بنك الخليج عمليا سيتم تحويله إلى مصرف إسلامي، وأوضحت المصادر أنه بنك محدود ومحلي الأصول والتواجد ولن يستغرق وقتاً طويلا ليتم وضع خطة لتسريع الإجراءات وتحويل جزء من الأصول سريعا لتسهم في عملية الدمج وتستمر عملية التوفيق تباعاً.

   الدمج قوة

من أهم المكاسب التي ستتحقق من هكذا عملية هي تحقيق القوة التشغيلية لمصرفين أحدهما لديه حضور محلي قوي والثاني يملك ريادة رقمية وانتشار دولي وعالمي وخلفه البنك الأكبر تاريخيا ممثل في “الوطني” على كل المستويات سيكون بمثابة ضامن النجاح كما فعل مع بنك بوبيان عندما تسلمه.

 ماكينزي

قالت مصادر أن ماكينزي وقعت مع الخليج لدراسة مشروع التحول لمصرف إسلامي وستستمر في المهمة على أن تقدم أيضا استشارة موازية تخص عملية الدمج وسيتم تعيين مستشار إضافي.

قتيبة الغانم ليس غريب على “الوطني”

قال مصدر مصرفي لـ الاقتصادية” أنه بالرغم من ملكية رجل الأعمال قتيبة الغانم لبنك الخليج إلا أنه   لديه تعاملات شخصية وعبر بعض شركاته مع البنك الوطني، حيث قدم له البنك الوطني قرضا كبيراً حينما قرر الغانم شراء حصة الهيئة العامة للاستثمار في بنك الخليج والتي كانت تبلغ نحو 16%، حيث كانت الصفقة بتمويل من الوطني الذي يملك علاقات جيدة وقوية مع كافة الشرائح والمستويات من نخبة رجال الأعمال وهذه العلاقة الوطيدة حسمت القرار في ساعات قليلة.

  المركزي أعطى الضوء الأخضر

أجرى مسؤولي البنكين مشاورات مباشرة واتصالات مستمرة حتى تم الحصول على الضوء الأخضر بالمضي قدماً في إعلان الرغبة اليوم بالدمج على أن يتم تقديم خطة شاملة، وبرنامج واضح للخطوة والإجراءات.

البنك المركزي بارك الخطوة ومستعد لتقديم كل أنواع الدعم اللازم، خصوصا وأن عملية الدمج تصب في مصلحة القطاع المصرفي الكويتي.

حري بالذكر أن عمليات الدمج الحالية كانت محل دعم وتحفيز دائم منذ عقود مضت حيث حفز المحافظ والوزير الأسبق الشيخ سالم العبدالعزيز الصباح البنوك كثيراً على تلك الخطوة مرارا وتكرارا، حيث كانت رؤيته تسبق الآخرين ويرى في الخطوة قوة واستحقاق لمستقبل مختلف سيفرض أحكامه، وها هي رؤيته تتحقق وتؤكد أنها كانت سابقة لعصر الرواج والانغلاق السوقي الذي كان سائدا قبل 25 عاماً وتسيطر عليه “أنا المالك وأنا صاحب القرار”، لكن مع تغير قواعد اللعبة الاقتصادية وتحولات الرقمنة، أجبرت التحديات الجديدة الكثير من المصارف حول العالم على الاندماج. 

النجاح مضمون و”الوطني غير”  

قالت مصادر على اطلاع واسع بخطوة الاندماج بين الخليج وبنك بوبيان، أن هذه الاتفاقية غير ” عن اتفاقية البنك الأهلي الكويتي، التي سبق إعلانها في يونيو 2022 عن بدء أعمال الفحص النافي للجهالة، والحصول على الموافقات اللازمة لعملية استحواذ أحدهما على الآخر مع إمكانية تحويل أحدهما إلى بنك متوافق مع أحكام الشريعة الإسلامية. وقد عيّن البنك الأهلي جي بي مورغان وBAIN AND COMPANY وKPMG كمستشارين لدراسة جدوى هذه العملية. وفي يونيو2023 تم الإعلان عن العدول عن المشروع، لكن خطوة دخول البنك الوطني عبر بنك بوبيان تختلف كليا وجزئيا وصدق من قال “الوطني غير”.

استحسان الدمج على البيع

 قالت مصادر أن فكرة الدمج نالت استحسان رجل الأعمال قتيبة الغانم وهي أفضل تراتبياً من عملية البيع الكلي، وإن كانت عملية البيع لم تكن مستبعدة في وقت من الأوقات لكن بعد ظهور الوطني وبوبيان رحب كثيراً بالمشروع.

دور إيجابي للرئيس  

قالت مصادر مطلعة أن رئيس مجلس الإدارة الحالي لبنك الخليج بدر الخرافي قام بدور إيجابي كبير في مسار النقاشات التي تمت بين الأطراف كافة وكانت له بصمة إيجابية ساهمت في تسريع الاتفاق ووصوله للإعلان اليوم، بالرغم من أنه كانت لديه اهتمامات بتكوين تحالف لشراء حصة في بنك الخليج والتي كانت على الأرجح حصة “الغانم”.   

الأعلى قيمة وكمية

بلغت كمية الأسهم المتداولة أمس على بنك الخليج 34 مليون سهم بنسبة 14.5% من حجم التعاملات في السوق فيما بلغت قيمة التداولات 9.8 ملايين دينار وتمثل 18.26% إلى حجم التعاملات في السوق.