العقار

شراء العقار أونلاين

هل من الممكن أن تشتري عقاراً بقيمة تصل إلى مليون دينار في دولة تبعد عنك آلاف الأميال عبر الإنترنت، وتحول مبالغ الشراء عبر الإنترنت نظير إتمام هذه الصفقة؟ ترى الأجيال الجديدة أن التسوق عبر الإنترنت أصبح أمراً سهلاً ومأموناً، وأن عملية اختيار نظارة أو طلب كتاب أمر عملي ومأمون، لذلك نشطت شركات الخدمات لتعزيز هذه الموجة فتوافرت خدمات الحماية، وخدمات النقل، والتخزين، وخلافه.

الواقع يقول أنه في ظل تطور التقنيات، فإن إتمام شراء قصر في كامبريدج البريطانية، أو شراء مزرعة في هولندا أصبح ممكناً وسهلاً من دون الاستعانة بالوسطاء التقليديين. فالإنترنت أصبح يوفر عرضاً لكل العقارات التي يبحث عنها المشتري، بحسب نوع العقار والمنطقة والحجم، ويوفر مشاهدة واضحة للمنطقة التي يقع فيها العقار، ويأخذك في جولة في أرجاء الشوارع والأحياء المحيطة به. كما أن المطور أو المسوق يمنح المشتري تصويراً داخلياً للعقار بالفيديو، تتيح مشاهدة مكونات العقار من كل الاتجاهات، والتجول فيه، كما يمكن التواصل عبر الإنترنت مع مقيّم عقاري في المنطقة ذاتها التي من المقرر شراء العقار بها، ليزود المشتري بتقرير فني عن حالة العقار الهندسية ونوعية المواد المستخدمة في البناء والتشطيب، وبيان العيوب الإنشائية أو الاستهلاكية إن توافرت. كما يفيد المقيّم العقاري بحالة الحي ونوعية السكان، وقربه من الخدمات ووسائل النقل العام، وعدد المدارس والكليات ونسبة الجريمة ونسبة البطالة، وخلافه من المعلومات الثرية.

كما يؤمن التواصل الإلكتروني مع المحامي أو المسجل العقاري ميزة مراجعة وثائق العقار، والاطمئنان على أن أوراقه سليمة، ومراجعة مساحة العقار مع البائع والمشتري، بالإضافة إلى تحديد مساحات ومواقع مناطق الخدمات أو الحدائق المشتركة وغيرها، كما تقوم بتوعية المشتري بحقوقه والتزاماته، وتتم كل هذه الإجراءات عبر الإنترنت من دون الحاجة إلى السفر.

حتى عملية تصديق أوراق ثبوتيات المشتري تتم عبر الإنترنت، إذ يتم إرسالها بالبريد الإلكتروني إلى محام كويتي معتمد، ليقوم بالتصديق عليها وإرسالها مرة أخرى إلى المشتري عبر ذات الوسيطة، ومن دون الحاجة إلى التحرك من مكانك.

يعتقد البعض أنه لا يوجد أمر يشابه الرؤية الحقيقية للعقار وزيارته، وهذا صحيح، لكن التطور التكنولوجي دحض هذه المقولة بشكل كبير جداً، لدرجة أن البرامج توفر ميزة معرفة الطقس في منطقة العقار على مدار العام، وتوفر شدة الرياح ونسبة الأمطار ومعدلات الرطوبة واحتمالات حدوث مخاطر بيئية سواء كانت زلازل أو فيضانات أو خلافها.

كما أن هناك برامج أخرى توفر تقارير متكاملة وتفصيلية عن أسعار العقار في المنطقة، وسعر المتر التقريبي وآخر الصفقات العقارية في المنطقة أو الحي، أو حتى في العمارة السكنية المقرر الشراء بها.

كما يمكن للمالك أن يذهب إلى أبعد من ذلك بكثير، إذ يمكن توفير التمويل للعقار ومراسلة البنوك، وتوفير كل الوثائق والأوراق المطلوبة والكفيلة بالحصول على التمويل من دون مغادرة كرسيك في الكويت، بل ويمكن تأجيره بعقود قصيرة أو عقود طويلة، فكل منطقة تتوافر بها مكاتب تأجير عقاري وبنوك تمنح التمويل العقاري، ويمكن التواصل معهما عبر الإنترنت وإرسال جميع الوثائق المطلوبة.

كما يمكن له تأسيس شركة لاحتواء كل أفراد أسرته في ملكية العقار إن شاء ذلك، وتعيين مستشار ضريبي لإدارة عقاره ومتابعة شؤونه الضريبية. كما يمكن أيضا تعيين شركة لمتابعة أمور صيانة العقار، كل ذلك وأنت على كرسيك في الكويت!

الخاتمة:

في بريطانيا على سبيل المثال، تتم عمليات البحث عن العقار واختياره ومعاينته، والحصول على كل التقارير الفنية والاقتصادية حول العقار والمنطقة، وإتمام الصفقة وتحويل الأموال وتسجيل العقار وتمويله وتأثيثه وتأجيره، وتعيين المستشارين القانونيين ومستشاري الضريبة من دون الحاجة إلى التحرك من كرسيك. المفارقة الأهم هنا تكمن فيما لو تخيلنا أننا نرغب في القيام بتلك العمليات لصفقة مماثلة في الكويت، فإننا وبلا أدنى شك لن نرى الكرسي!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى