البنوك

الصقر: الكويت على المسار الصحيح لدفع عجلة النمو الاقتصادي إلى الأمام

خلال مقابلة مع قناة العربية على هامش اجتماعات صندوق النقد الدولي والبنك الدولي في واشنطن

الصقر: الكويت على المسار الصحيح لدفع عجلة النمو الاقتصادي إلى الأمام

  •   الأعمال المصرفية الأساسية لا تزال محركاً أساسياً لنمو أرباح بنك الكويت الوطني
  • نتحوط من تحركات أسعار الفائدة عبر نموذج أعمالنا المتنوع والتركيز على أعمال الرسوم
  • زيادة حجم أنشطة الأعمال قد تعوّض ضغوط أسعار الفائدة المنخفضة على ربحية البنك
  • السعودية من الأسواق المهمة من حيث النمو لعملياتنا الدولية ونعمل على تعزيز أعمال إدارة الثروات في المملكة
  • السوق المصري يعيش حالة من الاستقرار ما يؤكد تفاؤلنا بإمكانياته الكبيرة وفرصه الواعدة
  • الأداء التشغيلي لعملياتنا في مصر من الأكثر ربحية ويتمتع بعوائد واعدة
  • نظرتنا المتفائلة للإصلاح الاقتصادي وتحسن بيئة الأعمال في الكويت ستعززها خطوات فعلية على أرض الواقع
  • سد فجوة أداء الاقتصاد غير النفطي مع دول الجوار يتطلب تغييرات في تركيبة الإنفاق العام وتركيزاً أكبر على الاستثمارات الرأسمالية
  • تأخرنا كثيراً والآن نستطيع القول إننا نتخطى عنق الزجاجة في ظل إجماع تؤيده الحكومة على منح الأولوية للمشاريع التنموية الكبرى
  • نتوقع أن يستمر زخم سوق المشاريع في الكويت خلال ما تبقى من العام الحالي وفي 2025

قال نائب رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لمجموعة بنك الكويت الوطني، عصام الصقر، إن الأعمال المصرفية الأساسية لا تزال هي المحرك الرئيسي لنمو صافي أرباح البنك.

ولفت الصقر في مقابلة مع قناة العربية على هامش الاجتماعات السنوية لصندوق النقد الدولي ومجلس محافظي البنك الدولي، التي شارك فيها بنك الكويت الوطني في العاصمة الأميركية واشنطن، إلى تحقيق البنك نمواً قوياً في التسعة أشهر الأولى من العام 2024 على مستوى صافي إيرادات الفوائد، مدفوعاً بتزايد حجم الأعمال، وأسعار الفائدة المرتفعة نسبياً، إضافة إلى العمل بكفاءة والتحكم المنضبط بتكاليف التشغيل وتكلفة المخاطر.

وأوضح أن “الوطني” تمكّن من تسجيل نمو في صافي إيرادات الفوائد خلال التسعة أشهر الأولى من العام بنسبة بلغت 10.2% على أساس سنوي لتصل إلى 733.7 مليون دينار كويتي، فيما نمت الإيرادات التشغيلية بنسبة 7.8% على أساس سنوي إلى 931.0 مليون دينار كويتي.

وأفاد الصقر بتحسن تكلفة المخاطر لتسجل 34 نقطة أساس في فترة التسعة أشهر الأولى من العام 2024، عازياً ذلك بشكل أساسي إلى تراجع مخصصات خسائر الائتمان وانخفاض القيمة، مع استمرار مجموعة بنك الكويت الوطني في اتباع نهجها المتحفظ في إدارة الانكشاف الائتماني.

وفيما يتعلق بمستوى جودة الأصول، بين الصقر أن بنك الكويت الوطني شهد تحسناً عاماً في تصنيف القروض المتعثرة لتصل إلى 1.39% من إجمالي المحفظة الائتمانية للبنك كما في نهاية سبتمبر من هذا العام، فيما ارتفعت نسبة تغطية هذه القروض لتصل إلى 263%.

انخفاض الفائدة

وحول تأثير دورة انخفاض أسعار الفائدة على صافي هوامش ربحية البنك خلال الربع الرابع من العام الحالي والعام المقبل، قال الصقر: “صحيح أن الهوامش تتعرض لضغوط مع انخفاض الفائدة، لكن لابد أن نأخذ في الحسبان أن زيادة حجم أنشطة الأعمال التي تنجم عن بيئة أسعار الفائدة المنخفضة ربما ستعوّض هذه الضغوط، حيث إن المسار الهبوطي للفائدة سيشجع الإقراض، خاصة للشركات الكبرى”.

وأكد أن بنك الكويت الوطني يقوم بالتحوط من تحركات أسعار الفائدة عبر نموذج أعماله القائم على التنويع، والتركيز المتزايد على أعمال الرسوم، متوقعاً أن تكون صافي الهوامش للعام 2024 بشكل عام مستقرة، وربما أعلى ببضع نقاط أساس عن المستويات التي شهدناها العام الماضي.

أما فيما يخص العام 2025، فأوضح الصقر أن هناك حالة من عدم اليقين بشأن وتيرة خفض الفائدة عالمياً، وهو ما سنرى تأثيره بشكل أوضح خلال الأرباع السنوية القادمة.

ورداً على سؤال حول إمكانية حدوث تغير في حركة الطلب على عمليات الإقراض مع بدء انخفاض تكلفتها، أجاب الصقر: “فيما يخص عمليات الإقراض للشركات، فمن المتوقع أن يساهم خفض أسعار الفائدة في دعم نمو الائتمان، ولكن هذا أيضاً مرتبط ببيئة اقتصاد كلي وبيئة أعمال محفزة وتسريع وتيرة ترسية المشاريع، إذ ستعطي هذه العوامل مجتمعة زخماً ومحركاً أكبر لإقراض القطاع الخاص. أما بالنسبة للأفراد، فنحن نتوقع أن نشهد زيادة تدريجية في الطلب على قروض التجزئة مع كل خفض في أسعار الفائدة”.

السوق السعودي

وفيما يتعلق بعمليات بنك الكويت الوطني في السوق السعودي، أكد الصقر أن المملكة العربية السعودية من الأسواق المهمة من حيث النمو في العمليات الدولية للمجموعة، مشيراً إلى أن “الوطني” يوفر خدماته لمعظم قطاعات الاقتصاد السعودي، التي تشمل الكيانات المرتبطة بالحكومة إلى جانب الشركات الكبرى والكيانات العائلية.

وأشار إلى أن المجموعة تعمل على تعزيز نمو أعمال إدارة الثروات في المملكة من خلال “الوطني للثروات”، إضافة إلى التوسع في العروض التي تقدمها للعملاء من خلال الصناديق وخدمات إدارة الثروات الأخرى.

وفيما يخص مستهدفات “الوطني” وتوقعاته للنمو في السعودية، أوضح الصقر أنها ستكون ضمن النهج المحافظ للبنك، منوهاً إلى أن البنك متواجد في السوق السعودي منذ فترة طويلة ويقدم خدماته لكبرى الشركات والكيانات المرتبطة بالحكومة، والتي بدورها تتوافق أيضاً مع التوجه المتحفظ وممارسات إدارة المخاطر التي تتبعها المجموعة.

ولفت إلى أن بنك الكويت الوطني – السعودية لديه فروع في الرياض وجدة والمنطقة الشرقية، ويعمل على مزيد من التوسع في أعماله الحالية.

ورداً على سؤال فيما إذا كانت هناك نية لدى “الوطني” للتوسع في السوق السعودي عبر القيام بصفقات استحواذ، قال الصقر: “متى ما توفرت لنا فرصة استحواذ مناسبة، فإننا سننظر لها بجدية. نحن لا نبحث عن الاستحواذ لمجرد الاستحواذ، ولكن نسعى إلى اقتناص الفرص التي تحقق أفضل العوائد لمساهمينا”.

السوق المصري

أما بالنسبة للسوق المصري، فأوضح الصقر أنه يعيش حالة من الاستقرار حالياً، ما يؤكد ما راهن عليه بنك الكويت الوطني وتفاؤله بالإمكانيات الكبيرة التي يتمتع بها هذا السوق والفرص الواعدة فيه.

وبين أن الاقتصاد المصري استفاد مؤخراً من الإصلاحات الرامية إلى جذب المزيد من التدفقات الأجنبية وإبرام الحكومة للعديد من صفقات الاستثمار الأجنبي، ما أعطى ثقة في الاقتصاد والعملة المصرية.

وعن بنك الكويت الوطني – مصر، أفاد الصقر: “محفظة قروض البنك جيدة للغاية وكذلك من حيث جودة الأصول، في حين أن تكلفة المخاطر في نهاية النصف الأول من العام 2024 في مصر كانت أقل من 1% وعلى وجه التحديد 0.56%، وبلغت نسبة القروض المتعثرة إلى إجمالي القروض 1%، ما يجعلنا في هذه المرحلة، لسنا قلقين بشأن جودة الائتمان في محفظة قروضنا في مصر”.

وأشار إلى أن الأداء التشغيلي لعمليات البنك في مصر يعد من الأكثر ربحية ويتمتع بعوائد واعدة، بينما يسعى بنك الكويت الوطني- مصر إلى اقتناص الفرص لتنمية مساهمته في المجموعة، والتي تبلغ نحو 5% تقريباً من إجمالي الأصول والأرباح. 

مفاوضات اندماج بوبيان والخليج

وحول مفاوضات الاندماج بين بنك بوبيان وبنك الخليج، قال الصقر: “نؤيد في بنك الكويت الوطني، بصفته مساهماً رئيسياً في بنك بوبيان، هذه الخطوة، لكن دعمنا لها وكباقي الصفقات التاريخية الأخرى التي أجريناها، مشروط بأن يخلق هذا الاندماج قيمة مضافة لمساهمينا”.

وذكر أن الصفقة المحتملة، حتى الآن، تعتبر منطقية من وجهة نظر إستراتيجية لأنها تتماشى مع أجندة التنويع لدى مجموعة بنك الكويت الوطني وتعزز مكانتها في السوق المحلية، من خلال التوسع في العمل المصرفي الإسلامي عبر بنك بوبيان. وتابع الصقر حديثه قائلاً: “هناك خطوات بدأت مؤخراً مثل عملية الفحص النافي للجهالة، كما أن هناك قائمة طويلة من المتطلبات التنظيمية والسوقية، وبعد إتمام تلك الخطوات، سيكون بمقدورنا الوصول إلى تقييم نهائي لجدوى الصفقة”.

ترسية المشاريع

على صعيد آخر، عبر الصقر عن تفاؤله ببيئة الأعمال وسوق ترسية المشاريع في الكويت، لا سيما في ظل النشاط القوي الذي شهده سوق المشاريع خلال الربع الثالث من العام الحالي مقارنة بالسنوات الأخيرة، متوقعاً أن يستمر هذا الزخم فيما تبقى من العام 2024 وكذلك في العام 2025.

وأوضح أن عملية اتخاذ القرار أصبحت أكثر سهولة حالياً وبيد الحكومة فقط بعد حل مجلس الأمة، وبالتالي لم يعد لدينا ذلك التشابك المُعطل لمنظومة القرار، ما سيكون له مردود إيجابي على خطوات الإصلاح الاقتصادي التي طال انتظارها.

وقال الصقر: “نحن تأخرنا كثيراً والآن نستطيع القول إننا نتخطى عنق الزجاجة، وأن الكويت تسير حالياً على المسار الصحيح لدفع عجلة النمو الاقتصادي إلى الأمام، فهناك إجماع وتوافق تؤيده الحكومة على ضرورة منح الأولوية للمشاريع التنموية الكبرى، والعمل على تعزيز جاذبية الكويت كوجهة استثمارية من خلال العمل على إقرار حزمة من القوانين التي طال انتظارها لتواكب وتعزز خطوات الإصلاح الاقتصادي، كما أن هناك تفاؤلاً بأن نشهد خطوات جادة في اتجاه تعزيز دور القطاع الخاص في دفع عجلة التنمية”.

وتابع الصقر حديثه قائلاً: “نعتقد أن نظرتنا التفاؤلية بإطلاق الإصلاحات الاقتصادية وتحسن بيئة الأعمال في الكويت خلال المرحلة المقبلة، ستعززها خطوات فعلية على أرض الواقع”.

الإصلاحات المالية

وعما إذا كان للإصلاحات المالية التي يُرجح أن تقوم بها الحكومة، وخاصة المتعلقة بالإنفاق الجاري، تأثير على الإنفاق والائتمان الاستهلاكي في الكويت، قال الصقر: “لابد أن ننظر إلى الصورة الكلية التي تحتاج معها الكويت إلى إصلاحات لدعم التحول إلى اقتصاد ديناميكي ومتنوع، ولتحقيق ذلك الهدف هناك حاجة إلى ضبط أوضاع المالية العامة بشكل كبير على جانب الإنفاق العام”.

ولفت إلى أن الكويت تعاني من نمو متواضع للاقتصاد غير النفطي منذ الجائحة، ما يتطلب إجراء تغييرات في تركيبة الإنفاق العام مع زيادة التركيز على الاستثمارات الرأسمالية، لسد فجوة الأداء مع اقتصادات دول الجوار.

وتوقع الصقر أن يكون تأثير تطبيق الإصلاحات المتعلقة بالإنفاق الجاري على الائتمان الاستهلاكي، إن وُجد، مرحلياً، وأن يعود الزخم سريعاً لأن القطاع الاستهلاكي في الكويت قطاع قوي ومرن، ويتمتع بديناميكية كبيرة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى