مقالات

أزمة التعريفة الجمركية وتأثيرها على الاقتصاد الجزئي

تناولنا في التقرير السابق محور رفع التعريفة الجمركية على الاقتصاد الكلي Macroeconomics، وسنقوم في هذا التقرير بتناول أثر أزمة التعريفة الجمركية على الاقتصاد الجزئي Microeconomics.
وفيما يلي أبرز السيناريوهات المتوقعة على مسار الاقتصاد الحديث، إذا ما استمرت تلك القرارات حيز التنفيذ على المدى الطويل.

ارتفاع الاسعار


من المتوقع ارتفاع أسعار بعض السلع المستوردة إلى الولايات المتحدة، وذلك كنتيجة عن زيادة الرسوم الجمركية المفروضة عليها، ما قد يثقل كاهل المواطن وقدرته الشرائية. وبالتالي، ننتظر انخفاض في الطلب والاستهلاك على تلك البضائع على المدى المتوسط. كما أن تلك الاستراتيجية قد تنعش قطاع المنتجات المحلية البديلة في الولايات المتحدة، في حال تواجدها، وقطاع المشاريع الصغير والمتوسطة SME بشكل خاص.

خفض هامش الربحية


قد تعالج بعض الشركات العالمية وتشتري بقاءها في أسواق الولايات المتحدة، مقابل خفض هامش الربحية لديها والحفاظ على نفس سعر بيع المنتج. وقد تنجح تلك الاستراتيجية على المدى المتوسط، لكنها قد تخرج تلك الشركات من السوق خصوصاً في حال انخفاض هامش الربحية بشكل كبير.

زيادة الإنتاج


كما قد تعتمد بعض الشركات الأخرى في مواجهة تلك المتغيرات الاقتصادية على زيادة الانتاج والتصدير للولايات المتحدة، ما ينتج عنه زيادة في حجم المبيعات من خلال الكمية وليس الأسعار، وبالتالي تعويض الخسائر بالسعر من الكمية.

البطالة


ومن السبل الأخرى التي قد تلجأ إليها بعض الشركات، هو تقليل حجم المصروفات عليها، وبالتالي تعويض الارتفاع في التكاليف الناتجة عن الجمارك الإضافية. ومن تلك الأساليب، تسريح العمالة وخلق بطالة إضافية، أو الاعتماد على مصادر أولية أخرى تلبي احتياجات التصنيع.

الخروج من السوق


وفي حالة أخرى، يتعين على بعض الشركات العالمية، الخروج من السوق الأمريكي، نتيجة لتلك القرارات الجمركية، والبحث عن أسواق إقليمية بديلة تلبي الاحتياجات. وقد تضطر تلك الشركات لخفض الإنتاج لمواجهة تلك الظروف بشكل مؤقت، والذي يستلزم الاستغناء عن بعض العمالة في بلادها، والذي قد يجر نحو تقليل الاعتماد على النفط وانخفاض سعره. وقد انخفض سعر برميل النفط بالفعل إلى 66 دولار في تداولات 3 أبريل 2025، بنسبة تجاوزت 4%.

تقليل الإنتاج


يمكن لبعض الشركات المنافسة في الأسواق الأمريكية، تقليل الإنتاج وخفض حجم الصادرات، لتقليل تأثير قرار الرسوم الجمركية عليها، وذلك مقابل المحافظة على الإنتاج وتقليل الخسائر. وقد تجد الشركات نفسها مضطرة لعمل مثل تلك الاستراتيجيات بعد قراءتها للأوضاع الإقليمية، على أمل أن تعود كما كانت في السابق.

وختاماً قالت شركة اكسبر للاستشارات وإدارة الأعمال، أن كل من تلك الاستراتيجيات والتوقعات هدفها اتخاذ أفضل قرار للبقاء والمنافسة. وتعتمد الاستراتيجية المختارة على وضع الشركة في السوق ومدى رغبة الزبائن بالحصول على المنتج، وتوافر منتجات بديلة. وقد تكون لتلك التغيرات في الاقتصاد، أثرها في إنعاش منتجات أو أسواق بديلة أخرى تلبي الاحتياجات. ومن جانب متصل، قد نشهد قرارات مماثلة من دول أخرى مثل الصين، ألمانيا، وروسيا، لمواجهة تلك المتغيرات في الأيام القليلة القادمة، ما قد ينتج عنه حرب تجارية، البقاء فيها لمن تحصن وأدرك أبعاد تلك الخطوة وخطورتها.

EXCPR Consultancy & Business Management Co
Source of Data
‏EXCPR Public Relation – Copyright
‏www.excpr.com
‏Trump’s Tariffs Microeconomics 312- 4.2025

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى