مقالات

16 درسًا علّمني إياها العمل الحر

بقلم: المهندس مشعل الملحم

خرجتُ من الوظيفة الحكومية في سنٍّ صغيرة، لا طلبًا للثراء، بل خلاصًا لعقلي من البيئة التي كانت تهدد بتلويثه، وتدفعني نحو التبلد الفكري والشلل الذهني، كان ذلك في أواخر التسعينيات، حين أسستُ أول شركة برأس مال صغير دعمَني به عدد من كبار تجار الكويت، ممن نُطلق عليهم اليوم “المستثمرون الملائكة” رجالٌ لم تُدهشهم فكرتي بقدر ما أسرتهم حماستي، ولم يراهنوا على مشروعي بقدر ما وثقوا في عزيمتي، ضخوا رأس المال، وخرجتُ من عباءة الوظيفة… ولم أعد إليها يومًا، حتى بعد تعثر المشروع نفسه، واليوم، وبعد أكثر من ربع قرنٍ من العمل الحر، أقول أن العمل الحر لم يكن الفردوس الموعود، ولا كانت الرحلة مفروشة بالورود كما يروّج البعض…غير أن العمل الحر علّمني ما لم يُعلّمني والدي، وما لم تُلقنه لي المدارس. سيرميك في عالمٍ متوحش، لا رحمة فيه لن يُنقذك أحد فيه، ولن يُرشدك أحد، ولن يدفع الثمن على ما تقترفه سواك. ولعل هذا أعظم درسٍ تلقيته، وهو ما يدفعني اليوم لكتابة 16 درسًا شكّلتني، وأسهمت في صنع الإنسان قناعاتي:

 

1- حين يكف الآخرين أياديهم عن النهوض بك حين تتعثر، سينمو في كتفك ذراعان لأول مرة.

2- الخروج من الوظيفة الحكومية إلى العمل الحر هو انتقال من عبودية الوظيفة إلى رِقِّ السوق، في الحالتين أنت رهينة احتياجك للمال!… فلا حرية لإنسان لديه حاجة…

3- التحرر من الوظيفة سهل جدًّا، الأصعب أن تبقى حراً.

4- الفشل حالة وليست صفة، فلا تجعلها صفة بالاستسلام عند أول عثرة.

5- لا تكن سُلَّمًا متحركًا، يضع الناس أقدامهم عليه فيَصِلون ولا تصل أبدًا.

6- ثروتك ما في عقلك لا ما في يدك، فمال الرأس أهم من رأس المال، فالأول يبقى والثاني يفنى.

7- أنت لست قائدًا لأحد، فلا يُقاد إلا الأغنام، أما زملاؤك في العمل فهم أحرار. أنت مايسترو لمقطوعة، كل عازف فيها يجيد العزف على آلته أكثر منك. دورك هو التنسيق بين الموهوبين لإخراج أفضل مقطوعة.

8- أسوء ما تقوم به هو مصاحبة شخص مترف، ومحبط، وتافه؛ لا جوع يدفعه للنهوض، ولا أمل يُنعشه للحركة، ولا عقل يحفزه. وظيفته الوحيدة اجترار القصص السلبية ونقل المشاعر الكئيبة. تأكد من الأشخاص المحيطين بك.

9- عندما تخرج مطاردًا شغفك، اصطحب خزان الصبر، فالشغف ينفد، وحينها لن يعود بصحبتك إلا الصبر.

10- إن البستان الذي تصبو إليه في أحلامك، قد يكون هو ذاته حقل الشوك الذي تقف عليه. تمتع بالرحلة وليس الهدف.

11- انحرف عن ملاحقة من يسبقك، إلى الطرق الوعرة، فالطرق المعبدة لن تعطيك أثرًا لعجلاتك. ومن يسبقك قد لا يقودك إلا لطريقه وليس طريقك

12- طموح الإنسان قد يغدو مؤلمًا عليه، متى ما جهل عقلُه الثائر عجز جسده الخائر… “ارحم جسدك وتأنى”

13- عدوك هو أفضل معلّم لك! فالغزالة لا تُعلّمها أمها الوثب للنجاة، بل إن الأسد هو من يتكفّل بذلك، فلا تكره المنافسة، بل اصبو لها.

14- بطء الحلزونة لا يقتلها، وسرعة الغزالة لا تنجيها! لا تقارن نفسك بغيرك أبداً. مميزات غيرك قد تكون قاتلة لهم ونقاط ضعفك قد تكون سبباً في نجاتك.

15- الطيور لا تحمل غيرها في أسرابها المحلّقة، حلق بجناحيك، لا بجناحي غيرك، لا تنتظر السرب لتحلق معهم!

16- أسد يقود مئة حمار أفضل من حمار يقود مئة أسد، فالأسد قادر على السير بالحمير، أما الحمار فلن يستطيع السير بمن خلفه، اختر رؤساء الفرق لديك بعناية.. ولا تهتم لفريقهم.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى