البورصة هدوء وتداولات طبيعية خالية من الإقفالات والتصعيد المصطنع

أجواء التسويات وحلحلة الخلافات ودياً ستنعكس على السوق
تحالفات بين المجاميع في بناء استثمارات خارجية
السيولة المؤسسية مستمرة في التدفق على الفرص طويلة الأجل
البورصة تخسر 137.4 مليون دينار والقيمة السوقية عند 53.12 مليار
كتب محمود محمد:
تباينت مؤشرات بورصة الكويت في ختام جلسة تعاملات بداية الأسبوع حيث تراجع مؤشر السوق العام والسوق الأول، في حين ارتفع مؤشر رئيسي 50 والرئيسي، ما يعكس حالة التباين في وجهات النظر.
لكن السوق جاء في إطار التعاملات الطبيعية والاعتيادية بالرغم من دخول السوق آخر جلستين في الربع الثالث، فقد جاءت التداولات خالية من التصعيد المصطنع، حيث لم تعد الشركات في حاجة لمثل هذه الممارسة بعد التغيرات الجذرية التي شهدتها نماذج أعمال الشركات عبر التركيز على أنشطة تشغيلية وفرص ذات تدفقات، وتراجع الاعتماد على السوق كمصدر لأرباح والإيرادات.
تواصل الشركات المدرجة في السوق بشكل مستمر التوسع والبحث عن مشاريع جديدة وبناء استثمارات متدرجة، كما تتواصل عمليات التحالف بين الشركات، وكذلك تتواصل مساعي العديد من الشركات للخروج من دوامة ودائرة المشاكل والنزاعات القانونية، وأصبحت التسوية تمثل مسار إيجابي وتقارب للعديد من المجاميع، حيث سيشهد السوق اليوم إفصاح رسمي من الشركة الأولى للاستثمار عن أبرز تسوية في العام الحالي 2025 والتي ستطوي معها الشركة خلاف استمر أكثر من 15 عاماً، وستكون تسوية رابحة وناجحة لكل الأطراف.
هذه التسويات سيكون لها انعكاس إيجابي على جذب سيولة جديدة وإضافية للسوق، ودخول الشركات المستفيدة من تلك التسوية في مشاريع وأعمال وأنشطة جديدة يكون لها آثار وتبعات إيجابية للمساهمين والمستثمرين، علماً أن التسوية تعتبر “ولادة” للشركة من جديد، خصوصاً وأن تلك الملفات تمثل عبء كبير وتهدد بعض الكيانات بالإفلاس، لكن الأولى نجحت في عبور محطتين، هما موافقة عموميتها على خطة الهيكلة وموافقة “المتحد” على الصلح والتسوية.
يبقى الفال لباقي الشركات التي تواجه تحديات وعقبات وخلافات في أن تجد طريقاً نحو الصلح والمعالجة الودية، حيث تدعوا مصادر استثمارية إلى أن تقارب وجهات النظر لمصلحة الجميع وأقل كلفة.
أمس دخل السوق في مرحلة التوزان، حيث خضعت 60 شركة لعمليات بيع وجني أرباح في ضوء التحولات وإعادة التمركز قبل إغلاقات الربع الثالث، فيما ارتفعت 60 شركة أخرى، حيث من الملاحظ في تعاملات البورصة أن من باع وتخارج من سهم قام بالدخول في آخر وفقاً لتقديرات وقراءات ورؤى تتعلق بمستقبل أداء السهم.
تبقى الإشارة إلى أن هناك عمليات بناء مؤسسية مستمرة من جانب بعض الشركات التي تقوم بزيادة متواصلة لملكياتها في الشركات، وهو ما يعكس الثقة من توجيه السيولة المؤسسية في فرص استثمارية طويلة الأجل.
أمس خسرت البورصة 137.4 مليون دينار كويتي، وأغلقت القيمة السوقية عند مستوى 53.129 مليار دينار كويتي، وبلغت مستويات القيمة 94.331 مليون دينار بتراجع 34% عن ختام الأسبوع، فيما تراجعت الصفقات 24.2% وتراجعت الكمية 24.5%.
وتباينت المؤشرات الرئيسية لبورصة الكويت عند إغلاق تعاملات الأحد، تزامناً مع تصدر سهم الشركة الأولى للاستثمار نشاط التداولات.
تراجع مؤشر السوق الأول بنسبة 0.34%، ونزل “العام” بنحو 0.26%، بينما زاد “الرئيسي” بـ 0.10%، ونما “الرئيسي 50” بـ 0.46% عن مستوى الخميس الماضي.
سجلت بورصة الكويت تداولات بقيمة 94.33 مليون دينار، وزعت على 504.31 مليون سهم، بتنفيذ 25.83 ألف صفقة.
وشهدت الجلسة ارتفاع 4 قطاعات في مقدمتها التكنولوجيا بـ6.06%، بينما تراجعت 9 قطاعات على رأسها منافع بـ1.26%.
وبالنسبة للأسهم، فقد ارتفع سعر 59 سهماً على رأسها “كميفك” بـ12.27%، بينما تراجع سعر 60 سهماً في مقدمتها “إنجازات” بواقع 11.50%، واستقر سعر 12 سهماً.
وجاء سهم “الأولى” في مقدمة نشاط التداولات بحجم بلغ 45.03 مليون سهم؛ وسيولة بقيمة 6.87 مليون دينار.