قصة الأحدمنوعات

الرئيس التنفيذي المحظوظ والسلحفاة إلا مالها “خلق” تركض

 

بعض الرؤساء التنفيذيون، وهم كثر، يصدرون الوهم والإيحاء بالإنجاز، ويعتقدون أن المراقبين والمتابعين ومتلقي الخدمات لا يعلمون بواطن الأمور، وأن صمتهم رضا عما يفعل وعن أدائه.

أيضاً من الرؤساء التنفيذيين من هم محظوظين بمجلس الإدارة من النوع الذي يتحكم فيه شخص واحد، وباقي الأعضاء “لا تهش ولا تنش”، مجرد أسماء لامعة تجتمع للسوالف الخاصة والفارغة ولتوطيد العلاقات، والتوقيع على محاضر اللجان واعتماد الميزانيات، والعضو السوبر فقط هو من يدير “الطاحونة” ويوجهها كما يريد، مع الضمان بتمرير معاملاتهم وتيسير أمورهم وتلبية احتياجاتهم، ولا بأس في دعمهم أو المساهمة أو التحالف معهم في أي فرصة، ولو بمساهمة نسبية، لكن بالطبع الاسم يفرق كثيراً عند استخدامه.

عودة للرئيس التنفيذي الفاشل صاحب البصمات الإبداعية في ليالي الجابرية وذكرياتها التاريخية، التي لا ينساها مهما طال الزمن.

يعتقد وهماً أنه فيلسوف زمانه، وعبقري لا يشق له غبار، لكنه لا يعلم أنه من مدرسة المنظّرين أصحاب الأحاديث البراقة الآخذة للعقول، يتحدث بلا إنجاز، يمنح الوعود ويعتمد على “ذاكرة السمك”، وتبريراته جاهزة.

منذ سنوات يكرر ويدور في نفس الحلقة المفرغة، يكرر نفس “الحجي” والحديث، يهتم بالتفاهات وسفاسف الأمور، لكن العمق والعصب الرئيسي ” تيش بريش”، لا إنجاز ولا مضمون ولا تقدم ولا تطور، وهذا الواقع لا أحد يستطيع تجميله.

كل رصيده وإنجازه هي الظروف الإيجابية المحيطة وسرعة وقوة الرياح الشديدة التي يطير معها الجميع، الصالح والطالح، من يعمل ومن لا يعمل، المجد والمجتهد والمتقاعس والنائم.

لكن كما يقال “الشرهه” ليست على الرئيس التنفيذي الفاشل، بل على من  يمنحه شرف البقاء والاستمرارية، الأناني الذي لا تعنيه سوى مصلحته الشخصية، طالما ينفذ له كل رغباته ونزواته الاستثمارية والمالية، ويعمل من أجل إرضائه ليل نهار عبر الطاعة العمياء وتنفيذ ما يملى عليه دون نقاش، لكنه مع الغير فيلسوف شرس، يظهر المهنية والفنية والحوكمة والمعايير المحاسبية، ويعظك في كل الجوانب وكأنك أمام ملاك وملك ملوك الرؤساء التنفيذيين.

انكشاف أمرك قريب، وقريباً جداً، فأن تخدع الناس مرة يمكن أن تمر، لكنك لن تخدعهم كل مرة وكل الوقت.

انكشفت وانكشفت حججك الفارغة، التي كانت بالنسبة لك شماعة طول سنوات مضت،  تدعي في ظلها المظلومية وأنك مضطهد، ومشاريعك العملاقة تتعثر وتتدمر على صخرة عدم محبتهم لك، وأنهم يتعمدون إفشالك، بينما أنت المادة الخام للفشل وتصدير الوهم و”البوب كورن”.

كل يوم تستمر في منصبك، لن يجني منه الكيان سوى المزيد من التراجع، والخروج من حلبة المنافسة التي تشتد يومياً بمبادرات سريعة بسرعة “طائرة نفاثة”، فيما كيانك يسير بسرعة السلحفاة إللي مالها “خلق”، وخلي الرئيس وحليفه في ثباتهم العميق، يبحثون عن مصالحهم ويُمليرون الرصيد والبقية بالطوفة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى