“المواطنة الاقتصادية”

ومضات
- المواطنة الحديثة تعترف بالعَرق لا بالعرق.
- الإنتاجية ومساهمة الإنسان في المجتمع معيار مهم.
- المساهمة العلمية أهم بكثير من الجذور.
- المواطن المنتج خير من المواطن المستهلك.
- المواطن المعطاء خير من المستحوذ.
- المواطن المبادر خير من المواطن المتكل .
- المواطنة الاقتصادية تغير هوية الدول وتركيبتها السكانية.
- الدول تتنافس على الكفاءات أصحاب العقول والمواهب.
- سنغافورة أربع ديانات وأربع أعراق وأعظم قصة نجاح.
- دبي مدينة صحراوية 85%أجانب تحولت لمدينة عالمية.
بقلم المهندس مشعل الملحم
مفهوم المواطنة الحديثة تغير عن المفاهيم السائدة و الرائجة عبر التاريخ، فالمواطنة الحديثة لا تهتم لعِرق الإنسان بقدر ما تهتم لعَرقِه، لا تكترث بتاريخ أسرته في الوطن بقدر ما يقدمه الفرد لمستقبل هذا الوطن، وبناء على هذا المفهوم نجد أن هناك من المواطنين من هم عالة على الوطن، وهناك من المقيمين من هم قامة في هذا الوطن، حيث أن المواطنة الحديثة لا تضع وزناً لعدد السنوات التي استهلكها الفرد على أرضها، أو تاريخ وصوله لها أو جذوره فيها، بقدر ما تعطي ثقلاً لحجم مساهمته في تطوير المجتمع الذي يقيم فيه وإنتاجيته الإيجابية في التنمية، فدور الإنسان في الدولة أهم من انتمائه العرقي ومساهماته العلمية أهم من جذوره، والمواطن المنتج خير من المواطن المستهلك، والمواطن المعطاء خير من المواطن المستحوذ، والمبادر خير من المتكل.
المواطنة الاقتصادية مفهوم يغير هوية الدول وتركيبتها السكانية، إذ أنه يعطي وزنا لدور الإنسان في العجلة الاقتصادية بغض النظر عن جذوره وعرقه، لذلك تتنافس تلك الدول التي تطبق هذا المفهوم على استقطاب الكفاءات وتوطينها إيمانا منها أن إبداعاتهم ومواهبهم ستحفز الإبداع والإنتاج القومي والمبادرة الوطنية، مما يحمس رؤوس الأموال على التدفق إليها عوضاً عن هجرتها.
ولنأخذ سنغافورة كمثل، فقد اجتمع فيها أربعة أعراق مختلفة من أربع ديانات متضاربة، واستطاعت أن تحيد الانتماءات الشخصية وتصرف جهود المهاجرين إلى التنمية الاقتصادية، فتحولت إلى واحدة من أعظم قصص النجاح الاقتصادي في العالم.
دبي بدورها لا تتجاوز نسبة المواطنين فيها الـ 15% بمقابل 85% من الجنسيات العالمية، واستطاعت هذه المدينة الصحراوية أن تتحول إلى مدينة عالمية، دون أن يكون للنفط مساهمة في ناتجها القومي سوى بنسبة1% فقط، وهذا التنوع مصدره انفتاح المدينة على المواطنة الاقتصادية بكل معانيها.
المواطنة الحديثة أصبحت مواطنة اقتصادية أكثر منها مواطنة عرقية أو دينية، والوطن بتعريفه المعاصر ليس بلد آبائك، بل هو مستقر أبنائك.. فأنت تنتمي للمكان الذي سيجد أبناؤك حياتهم وأمانهم فيه لا حيثما استقر آباؤك.