استراتيجيات زيادة دخل المتقاعدين

بقلم – ليما راشد الملا
الوصول عند نقطة لم يكن مخطط لها جيداً بشكل مسبق يحتاج رؤية جديدة تناسب ما بعد التقاعد … يتساءل العديد من المتقاعدين عن كيفية زيادة دخلهم المالي، خاصة في ظل ارتفاع التضخم وزيادة أسعار السلع مع ثبات المدخول الشهري. لذا، من الضروري البحث عن سُبل جديدة لتحقيق توازن معيشي مريح.
تتوفر مجموعة متنوعة من الفرص الاستثمارية تناسب مختلف الشرائح لكن تحتاج إلى مبادرة، والتساءل هو كيف يمكن للمتقاعدين استثمار واستغلال تلك الفرص بشكل فعال؟
نستعرض بعض الخيارات المتاحة وكيفية الاستفادة منها لتحقيق أهدافهم المالية.
1-الاستثمار في العقارات
في مجال الاستثمار، يُعتبر العقار من أهم المجالات التي تحقق الكثير من المردود المادي. وخاصةً للمتقاعدين الذين يسعون لزيادة دخلهم. السؤال المهم هو: لماذا تُعتبر هذه الفرصة ضرورية ولا يمكن تجاهلها؟ هل لأنها تقدم مزيجًا من الأمان والاستمرارية؟
يمكن للمتقاعدين التفكير في شراء شقة أو وحدة سكنية لتأجيرها، وهذه الخطوة تتيح لهم الحصول على دخل ثابت يحسن من مستوى المعيشة. ولكن الأمر لا يتوقف عند هذا الحد.
العقارات ليست مجرد خيارات تقليدية، بل هي بوابة نحو إمكانيات غير محدودة ومُستدامة. فهل أنتم مستعدون لاستكشاف هذه الفرصة واستثمار مستقبلكم بثقة؟ لنوسع أفقنا ونتعرف على فرص أخرى غير الطرق التقليدية في مجال الاستثمار العقاري، ولكن ما هي الطريقة؟
* يمكن الاستثمار في الصناديق العقارية ذات الدخل الثابت
لدى المتقاعدين فرصة فريدة للاستثمار في صناديق عقارية تمثل مصدرًا للدخل الثابت. تُعتبر هذه الاستثمارات من الخيارات الآمنة التي تضمن عوائد مستدامة. ومع التقدم التكنولوجي، أصبح الوصول إلى الأسواق العقارية العالمية أكثر سهولة عبر الإنترنت، وهذه الخطوة الذكية تتيح لهم خلق فرص جديدة من أي مكان.
2- الاستثمار في الأسهم
المتقاعدين الذين يمتلكون خبرة أو شغف بالتعلم، يُمكن أن يصبح الاستثمار في الأسهم خيارًا مثيرًا ومجزيًا. يُتاح لهم فرصة استثمار أموالهم في شركات محلية أو في صناديق استثمار تقدم عوائد مُشجعة.
ومن الحكمة البدء بمبالغ صغيرة، كخطوة مبدئية يمكّنهم فهم السوق بشكل أفضل وتقييم المخاطر المرتبطة قبل اتخاذ القرارات النهائية. بهذا الشكل، يمكنهم استغلال الفرص الاستثماريَّة بشكل مدروس، وهذه الخطوه دون شك تزيد من احتمالية تحقيق عوائد مُرضية.
فهل أنتم مستعدون للخوض في عالم الأسهم واكتشاف ما يقدمه من إمكانيات واعدة؟
أو البديل الأخر اللجوء للشركات الموثوقة في عالم إدارة الأًصول والثروات .
4- المشاريع الصغيرة
يمتلك المتقاعدون ثروة من الخبرات والمهارات التي يمكن تحويلها إلى مشروعات صغيرة مُبتكرة. سواء كان ذلك بفتح متجر محلي يقدم منتجات مميزة، أو تقديم خدمات استشارية قائمة على المعرفة السابقة، أو حتى إطلاق دورات تدريبية تُشارك فيها المعرفة والخبرة، فإن الفرص متعددة وتضمن تحقيق دخل إضافي.
تُعتبر المشاريع الصغيرة أيضًا وسيلة رائعة لملء الوقت بشكل مفيد، خطوة مهمة لتعزيز جودة الحياة. باختيار المشروع المناسب، يمكن للمتقاعدين الاستمتاع بثمار جهودهم في بيئة مُمتعة ومجزية. هل أنتم مستعدون لاستكشاف شغفكم وتحويله إلى واقع مُثمر؟
5- الاستثمار في التعليم
تحسين المهارات أو اكتساب مهارات جديدة يمكن أن يمثل بوابة للمتقاعدين نحو فرص عمل مجزية. فالتسجيل في دورات تعليمية أو الاستفادة من المنصات الرقمية المخصصة للتعلم، يجعلهم في قلب التطورات السريعة في سوق العمل. هذا الجهد يمكن أن يعزز من إمكانية العثور على وظائف بدوام جزئي أو فرص استشارية، مما يتيح لهم توظيف خبراتهم بشكل فعال. وبهذا، يصبح التعلم المستمر أداة استراتيجية تسمح لهم بالبقاء نشطين ومؤثرين، وزيادة إمكانياتهم المالية بصورة تزيد من رضاهم الشخصي وتمنحهم شعورًا بالتجدد.
6- الاستثمار في الفرص المالية الآمنة في البورصة كأدوات الدخل الثابت عموماً فيمكن للمتقاعدين النظر في الاستثمار في الأدوات المالية، حيث تُعتبر البورصة واحدة من الخيارات المميزة. لديهم الفرصة لاختيار استثمارات آمنة تحقق عوائد مناسبة. من الضروري إجراء بحث شامل أو استشارة محترفين موثوقين في مجال المال. لتحديد الخيارات التي تناسب مستوى المخاطر التي يمكنهم تحملها.
توفر الكويت أيضًا مجموعة متنوعة من الأدوات المالية الأخرى، مثل السندات وودائع البنوك. يُمكن للمتقاعدين الاستثمار في هذه الخيارات لتحقيق فوائد ثابتة مع تقليل مستوى المخاطر، وهذه الخطوة تساعدهم على بناء مستقبل مالي أكثر استقرارًا.
7- الاستثمار في صناديق استثمارية محترفة .
إذا كنت تبحث عن طريقة ذكية وآمنة لتحقيق أهدافك المالية، فإن الاستثمار في صناديق استثمارية محترفة هو الخيار المثالي لك. تفتح هذه الصناديق الأبواب أمام مجموعة من الأشخاص للاستثمار معًا، تحت إشراف مختصين يتمتعون بخبرة واسعة في السوق.
تُدار صناديق الاستثمار بواسطة شركات ناجحة وموثوقة، تعمل على تقليل المخاطر وتعزيز العوائد المحتملة. فمن خلال تنويع الاستثمارات واستراتيجيات متطورة، يمنحك هؤلاء المحترفون فرصة للاستفادة من معرفتهم وأدواتهم المالية دون الحاجة إلى القلق بشأن التفاصيل الدقيقة.
تخيل أنك تكون جزءًا من مجتمع من المستثمرين، حيث تتيح لك هذه الصناديق الاستفادة من قوة التعاون والاحترافية. استثمر بذكاء في صناديق الاستثمار، حيث ستمنحك فرصة لمواجهة تقلبات السوق بثقة وتحقيق عوائد على استثماراتك على المدى الطويل.
8- المشاركة في الأعمال التطوعية
هذا العمل التطوعي ليس مصدر للدخل بشكل مباشر، ولكنه فرصة جيدة لكي يساعد المتقاعدين في بناء شبكة من العلاقات وفتح أبواب جديدة للفرص المهنية. قد تؤدي هذه التجارب إلى فرص عمل مدفوعة أو استشارات في المستقبل.
9-الشراكة في مشاريع قائمة
يمكن للمتقاعدين الدخول إلى عالم الأعمال من خلال الشراكة في مشاريع صغيرة، وهذه الشراكة تتيح لهم المنافسة في السوق بخبراتهم القيمة التي اكتسبوها على مدار السنوات. فهم يتمتعون بإمكانية تقديم رؤى وأفكار مبتكرة تساهم في تحقيق نجاح مشترك. تشمل هذه المشاريع مجالات متنوعة مثل التجارة أو تقديم الخدمات، وهذا بدوره يزيد من دخلهم ويملأ أوقات فراغهم بشكل مثمر.
أما بالنسبة للمتقاعدين الذين يمتلكون موادر مالية، فإن البحث عن فرص شراكة مع رواد الأعمال أو الشركات الناشئة يُعد خيارًا مناسباً. من خلال استثمار رأس المال، يمكن لهؤلاء المتقاعدين الاستفادة من عوائد الشراكة، وذلك يضمن لهم دخلاً إضافيًا ويزيد من مشاركتهم النشطة في الحياة الاقتصادية.
10- التعرف على الفرص الحكومية
من المهم أن يولي المتقاعدون اهتمامًا خاصًا لمتابعة الاكتتابات العامة والفرص الاستثمارية التي تقدمها الحكومة. هذه الفرص عادةً ما تشمل مشاريع تطويرية تهدف إلى تحسين الاقتصاد، وهذا يتيح للمتقاعدين إمكانية الاستفادة من استثماراتهم بشكل يعود عليهم بالنفع. لذلك، من الضروري أن يكون المتقاعدون على اطلاع دائم بهذه المبادرات لتعزيز عائداتهم ودعم أهدافهم المالية.
تقدم الحكومة الكويتية مجموعة من البرامج لدعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة، والذي يتيح للمتقاعدين الاستفادة من هذه المبادرات الهامة. يمكنهم الحصول على تمويل أو استشارات مهنية تساعدهم على بدء مشاريعهم الخاصة وتحقيق أهدافهم الاقتصادية.
بالإضافة إلى ذلك، يُنصح المتقاعدون بمراقبة الاكتتابات العامة والفرص الاستثمارية التي تقدمها الحكومة، حيث تشمل هذه الفرص مشاريع تطويرية تهدف إلى تعزيز الاقتصاد الوطني. يمكن أن تُسهم هذه المبادرات في خلق فرص استثمارية مجزية تعود بالنفع عليهم وتزيد من استقرارهم المالي.
11- الاستفادة من طلب القطاع الخاص على الخبرات:
يمكن للمتقاعدين الاستفادة من خبراتهم القيمة من خلال الانخراط في القطاع الخاص، سواء عبر وظائف بدوام جزئي أو تقديم استشارات. تمثل هذه الخيارات فرصة رائعة لتحقيق دخل إضافي، وهذا الخيار يمكنّهم من الاستمرار في ممارسة مهاراتهم وخبراتهم في بيئة مهنية مُحفّزة. إن العمل في القطاع الخاص لا يُضيف فقط قيمة مالية، بل يزيد أيضًا من الإحساس بالإنجاز والانتماء، وهذا بدوره يساهم في إثراء تجربة التقاعد بشكل إيجابي.
وفي الختام، من الضروري تقديم بعض النصائح المهمة للمتقاعدين لتحقيق أهدافهم:
-التخطيط الجيد: إعداد خطة مالية دقيقة تشمل الأهداف والمخاطر قبل اتخاذ أي قرارات استثمارية.
-استشارة الخبراء: خطوة ضرورية في المجال المالي أو العقاري قبل الشروع في أي استثمار، لضمان اتخاذ القرارات الصحيحة.
-تنويع الاستثمارات: تنويع المحفظة الاستثمارية بدلاً من وضع جميع الأموال في مجال واحد.
بالمجمل، يمكن للمتقاعدين في الكويت الاستفادة من الفرص العديدة لتحسين دخلهم. من خلال التخطيط الجيد والاستثمار الذكي، يمكنهم الاستمتاع بحياة مالية مستقرة ومزدهرة بعد التقاعد. فهل تكون الاستفادة من هذه الفرص هي السر وراء بناء حياة مالية ناجحة بعد التقاعد؟